أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال الصالح - أم الشهداء














المزيد.....

أم الشهداء


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 12:17
المحور: كتابات ساخرة
    


جارتنا الحاجة أم عصام شديدة الإيمان بالله وإيمانها لا يتحمل أي أسئلة عقلانية لماذا وكيف، هي تؤمن إيمانا وصف بأنه إيمان العجائز. كل شيئ في قاموسها الإيماني راجع إلى الله. الفقر والغنى من عند الله والخير والشر من عنده. كل شيئ منه وإليه وإلى حكمته. المصائب حكمة منه وامتحان لصبر المؤمنين وإيمانهم وعلى قدر صبرهم وإيمانهم تنتظرهم المكافأة في عالم الخلد. إذا حدث زلزال في بلد من بلاد المسلمين فإنه إمتحان لصير المؤمنين وإذا حدث في بلاد الغير فهو عقاب من الله على كفرهم. على جميع الأسئلة الصعبة تجيب هذه حكمته وهو أدرى وأعلم. لقد سمعتها تقول وهي تدفن زوجها " الله أعطى والله أخذ وهذه حكمته." حتى الإحتلال اليهودي لفلسطين هو إمتحان للمسلمين وعندما كانت صديقتها أم محمود تماحكها وتقول: " يا خيتي شو ما في غيرنا يمتحنو، والله بكفي عاد، خلص يمتحن غيرنا" كانت أم عصام تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتقول: "الله يسامحك يا أم محمود، كفرتي، والله لصليلك ركعتين خلي الله يسامحك"."
جارتنا أم عصام قضت معظم أوقات حياتها بين المطبخ والسجادة، عندما لا تكون في المطبخ تحضر الطعام لأولادها الأربعة تجدها ساجدة على السجادة تصلي رافعة يديها بالدعاء "يا رب إرحمنا واعفو عنا، إنك السميع المجيب، يا رب افتح على ولادي وارضى عنهم وسهل طريقهم." كانت تطلب الرحمة لكل الناس وتدعو لهم بحسن الختام في الجنة. كانت فقط تدعوا على اليهود" إقطع شملهم يا رب بجاه محمد نبيك"
عندما سقط ابنها الأول برصاص الإحتلال الإسرائيلي غطته بعد غسله بالعلم الفلسطيني وقبلته وزغرتت لأنه سقط شهيدا. "باركو لي ولا تعزوني، إبني راح شهيد".منذ ذلك اليوم ما عاد إسمها أم عصام ولكن "أم الشهيد". عندما سقط ابنها الثاني قالت: الله أعطى والله أخذ وفداك يا وطن وأصبح إسمها "أم الشهداء" وبدأ ظهرها بالإنحناء واعتكفت في البيت تصلي وتتعبد. عندما سقط ابنها الثالث قالت : "حكمتك يا رب" وصارت منذ ذلك اليوم تردد: " أحمدك يا رب ولا أشكرك." وعندما كانت الجارات تلمنها على هذا القول كانت تقول: " الله عز وجل يقول في كتابه " إن شكرتمونني لأزيدنكم" وأنا أخاف إن شكرته أن يزيدني و يأخذ إبني الرابع، ولذا أحمده ولا أشكره"
عندما أحضروا إبنها الرابع والأخير محمولا على أكتاف الشباب، مضرجا بدماءه التي أسالتها رصاصات العدو الإسرائيلي صمتت والدموع تسيل على خدها ثم أخذت تتمتم: " حمدتك يا ربي وما شكرتك، ومع هذا زدتني. هذه حكمتك يا رب فامنحني الصبر على مصيبتي!".
لم تستطع أم عصام الصبر على مصيبتها ولم تستطع أن تفهم الحكمة من موت إبنها الرابع والأخير فطلبت من الله أن يأخذها ويريحها من عذابها فلبى الله طلبها ولحقت بأبناءها.
د. نضال الصالح



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم عادي من يوميات فلسطيني
- أشجار الزيتون ستظل في فلسطين واقفة (قصة قصيرة)
- الأخلاق و- الكتب السماوية-
- كلنا مشاريع قص رقبة
- علاقة الديانه اليهودية بالمشروع الصهيوني والتكوين السياسي لد ...
- عودة إلى موضوع الدين والعلمانية
- ما الهدف من نقد الفكر الديني
- المرأة ناقصة عقل وعورة وجب إخفاءها عن عيون الغرباء
- العلمانية والدين، صراع بقاء أم حياد إيجابي
- الكتب المقدسة هي جزء من المنتج الأدبي والثقافي الإنساني
- سلطة التاريخ على السياسة
- بين نقد الفكر الديني الإسلامي وسياسة الغرب الإستعمارية. رد ع ...
- رفض الغير ليس حكرا على الغلاة والمتشددين الإسلاميين
- الآخر في الخطاب والفكر الديني
- الله والمؤسسة الدينية
- المسيحيون العرب شركاء لنا في الوطن وليسوا على ذمة أحد


المزيد.....




- لم يتراجع شغفه بالكوميديا والأداء.. الممثل ديك فان دايك أتمّ ...
- سوريا تنعى وزير ثقافتها الأسبق رياض نعسان آغا
- -إعلان باكو- يعزز الصناعات الإبداعية في العالم الإسلامي
- -بين الطين والماء-.. معرض تركي بالقدس عن القرى الفلسطينية ال ...
- هل حُلت أزمة صلاح وليفربول بعد فيديو الفنان أحمد السقا؟
- من الديناصورات للتماسيح: حُماة العظام في النيجر يحافظون على ...
- انطلاق الدورة الـ36 من أيام قرطاج السينمائية بفيلم فلسطيني
- أيام قرطاج السينمائية تنطلق بعرض فيلم -فلسطين 36-
- بعد تجربة تمثيلية فاشلة بإسرائيل.. رونالدو يتأهب للمشاركة في ...
- نافذة على الواقع:200قصة حقيقية تُروى في مهرجان-سينما الحقيقة ...


المزيد.....

- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال الصالح - أم الشهداء