أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فهد ياسين - ومضات الشاعر سامي عبد المنعم ....ابداع ووفاء














المزيد.....

ومضات الشاعر سامي عبد المنعم ....ابداع ووفاء


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 02:10
المحور: الادب والفن
    



لانختلف على ان الشعر ملكة يتفرد بها الشعراء , لكن هذه الملكة لابد ان يسندها الاجتهاد في تنميتها وادارتها لتعطي نتاجا يعتمده المتلقي في الاشارة الى أهمية الشاعر, واذا كانت الموهبة ليست قالبا بقياس واحد بل هي بمستويات متعدده ,فأن للاجتهاد اتجاهين فقط أما مع قيم الجمال بكل تفاصيلها او ضدها ,وهنا يكون للشاعر الحق والمبرر في ان يبقى اسما خالدا في ذاكرة الشعب او يمر مرورا عابرا عندما يختار بين الجمال والقبح فقيم الجمال هي قيم العدالة والصدق والدفاع عن مصالح الناس وبناء الاوطان لتوفير حياة هانئة وكريمة للاجيال , بينما يتمثل الجانب الاخر في التسلط وسلب الحقوق واشكال القمع وانتهاك الحريات وتدمير الاوطان والتي هي اشكال القبح المفصلة في
قياسات الانظمة الدكتاتورية لباسا قذرا على القائمين بها والمساندين والمطبلين لهم من منتجين لثقافاتهم السوداء وفي المقدمة من هؤلاء الشعراء كما في تجربة النظام المقبور التي لازالت وستبقى ماثلة في ذاكرة العراقيين لجسامة الخسارات التي تحملوها على كل الاصعدة.
الشاعر المبدع سامي عبد المنعم من بين شعراء العراق المنحازين لشعبهم ولكل قيم الجمال في منتوجهم الثقافي منذ عقود , يطل علينا هذه المرة بلافتات تحمل اقمارا عراقية مشرقة في قلوب الناس ومميزة بتاريخها الوطني النظيف قبل تميزها بنتاجها الشعري الرصين والراقي ,وهو يقدم هنا نموذجا للاجتهاد في الاشتغال الشعري من خلال اضاءات باهرة بمقاطع قصيرة ورشيقة تعبر عن حرفية في غاية الدقة يرسم بها الخطوط الرئيسية لاصدقاءه المبدعين ويتركنا نستعيد تواريخهم وسجاياهم وكأننا دخلنا لعوالمهم بعد ان فتح ابوابها محرضا على قرائتهم من جديد لان نتاجهم صالح
لهذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق مثلما كان صالحا في وقته.
لقد اعتمد الشاعر في بناءه الشعري لهذه المقاطع على الخطاب الشخصي بينه وبين اصدقاؤه الذين اختارهم بعناية وكأنه يلتقيهم في داخله واستطاع ان يفكك الحواجز بين الشخصي والعام ليتحول مايقول الى مشاع يطلقه في فضاء العراق ليتلقفه كل متذوق وينحاز الى مضامينه,وقد اعتمد سامي عبد المنعم التسلسل المقبول في ترتيب مقاطعه مبتدءا بالنواب الكبير الذي التقاه الشاعر قبل اسابيع عندما وصل الى المانيا للعلاج واستقرء خطورة وضعه الصحي فخاطبه قائلا:
ذايب بحب الناس والدنية كصيفة
كلبك التعبان مابطل نزيفة
وللراحل عزيز السماوي يقول سامي مايشير لاسلوب الفقيد المميز في نتاجه الشعري :
اصابيعك اتوج اشموع بالظلمة قصايد
نهر عاش العمر كله عزيز وعالزمن شاهد
اما ما اختاره لعريان فهو تاكيد على ايمانه باهمية علاقته باصدقائة ودوام علاقاته الوثيقة بهم :
احبك مو محبة بد وفه وجذاب
ولاصحبة وكت يومين واتعدي
اصاحب كل شريف الكصته تندي
اما ما اختاره لمخاطبة الراحل كاظم الركابي فانه يشير الى لوعة الشاعر وحرقة قلبه بفراق احد اقرب اصدقائة لسنوات طويلة وقد ضمن ذلك في قصيدة غنائية لحنها وغناها الفنان المبدع حكمت السبتي :
يكاظم هيجت بالروح الاحساس
ماجان اعله بالي اتخلي واتروح
يريت الموت يسمع يحجي ينجاس
وادليه عالردي وعل لازم ايروح
اما لرياض النعماني فان سامي عبد المنعم اختار مايشير الى رهافة الكلمة ورقة الاحساس وطبيعة الشاعر رياض النعماني الذي تسبقه للتعريف اغانية المميزة باسلوبه المتفرد;
اتخاف اتطفي شمعة
وغيرك ايطفي الناس
اما رحيم الغالبي الصديق الشخصي للشاعر منذ عقود ومازالوا متواصلين فان سامي يبرز في ما اختاره للغالبي القلق الذي يعيش معه على سلامة الغالبي وهو في داخل العراق خاصة وان الشاعر الغالبي معروف بنشاطة المميز خلال عقود المحنة مع الدكتاتورية ومازال يهاجم كل قبيح ;
صافن وكلك خجل من الجدم للراس
اتفكر ابدنية جديدة
ياهو يوكفلك ابعز الخوف من تحمه الحديدة
ويختتم سامي عبد المنعم اضاءاته لاقماره بدفقة محبة جميلة لصديقة الشاعر كامل الركابي ويدعوه ان يعيش ايامه بهدوء خاصة بعد ازمته الصحية الاخيرة فيقول:
انت هدوة ليل وعركة مستحة وصفنات شاعر
عيش يومك
ولاتظل حيران واتفكر اشراح ايصير باجر
ان اصدقاء كهؤلاء لابد ان يكون لهم مساحات من التاثير المتبادل في وجدان بعضهم وهي بهذا المعنى تتوسع لتضع بصماتها في نتاجهم الفكري لانها تشكل مجسات للمراقبة والتحفيز على الابداع وتطوير ادواته وهنا يكون لسامي عبد المنعم الشاعر والانسان مساند يحسد عليها لانشك انها اعانته في مواجهه المصاعب الكبيرة التي رافقتة في مسيرة حياته الحافلة بالمخاطر منذ ان وضع اقدامة على طريق لايتوائم مع الفاشية وادواتها في سبعينات القرن الماضي مرورا بالترحيل الى ايران وليس انتهاءا بالغربة القاتلة التي يعيشها مع مئات الالاف من ابناء وطنه في منافيهم القسرية
,تحية للشاعر المبدع سامي عبد المنعم وهو يساهم بشكل متواصل في اغناء الثقافة العراقية الرصينة التي نحتاجها في اعادة بناء الوطن على اسس العدالة والمحبة وقيم الجمال بعيدا عن القمع والتعتيم والتجهيل التي لاتفضي الا الى الخراب
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوانيس كامل الركابي الضوء الوطني والدفء الانساني
- ملف الكفاءات العراقية لايعالج بجمع التواقيع
- العلماء والرؤساء
- انا وحسون الشنون وعلي
- لا للحوار ان لم يكن متمدنا


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فهد ياسين - ومضات الشاعر سامي عبد المنعم ....ابداع ووفاء