أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - إستنفار دبلوماسي














المزيد.....

إستنفار دبلوماسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطلقت دول جوار العراق طاقاتها الدبلوماسية لمواجهة تداعيات إعلان الحكومة العراقية عن نيتها اللجوء الى لتشكيل محكمة دولية تحقق في العمليات الارهابية التي إستهدفت العراقيين وهي عمليات ترقى الى الابادة الجماعية، وقد شهد العراق ودول الجوار المعنية بالقضية حراكا محموما يكاد يعترف بإن الازمة لا تعني دولتين فقط بل ترقى الى مستوى أزمة إقليمية.
الحراك الدبلوماسي السريع الذي تشهده المنطقة يثير الكثير من التساؤلات عن سنوات اللامبالاة تجاه الدم العراقي الذي سفك على مدار سنين متلاحقة والدور السلبي لدول الجوار في الملف الامني العراقي وفي غيره من الملفات وتجاهل دعوات العراق للتعاون معه سواء لمنع الارهابيين من التدفق عبر الحدود أو في موضوع المياه مثلا حيث تسبب نقص الايرادات المائية وقطع بعض الانهار القادمة من دول الجوار بمواسم متعاقبة من الجفاف ألحقت بالعراق خسائر إقتصادية فادحة بعد تحوله الى سوق لمحاصيل نفس الدول التي قطعت المياه عنه.
يبدو إن مساعي الحكومة العراقية لتشكيل محكمة دولية قد أثار الرعب عند أكثر من دولة واحدة وقد تشهد الايام القادمة مزيدا من الحراك الدبلوماسي ومن دول جوار أخرى ما زالت تحتفظ بصمتها تريد إستكشاف الموقف لعل الوساطات القائمة الآن تكفيها بذل جهودها الخاصة، فالمحكمة الدولية لن تتوقف عند متهم دون آخر، كما إنها لن تستمع لطرف دون آخر، وبالتالي فإن كل الدول التي تدخلت بالشأن العراقي ستكون معرضة للإنكشاف وسيكون دورها عرضة للإنكشاف، وبالتالي فهناك مصلحة واحدة تجمع بين جيران العراق جميعا في عدم الذهاب الى تشكيل محكمة دولية وستمارس هذه الدول ضغوطها وعلاقاتها السابقة مع الساسة العراقيين لإيقاف عجلة المطالبة بتشكيل محكمة دولية والاكتفاء بإجتماعات بين دول المنطقة للتوصل الى ترضيات عابرة سرعان ما سيتم تناسيها وتعود عجلة الارهاب للدوران في العراق مجددا.
هناك مجموعة من الحقائق الستراتيجية في العلاقات بين دول الشرق الاوسط وخاصة المحيطة بالعراق، حيث تحكم العلاقات الدولية في هذه المنطقة توازنات قائمة على التسلح والرعب المتبادل، ولا إحترام لسيادة أي دولة لا تقوى على الدخول في سباقات التسلح وتوازنات الرعب، كما إن فكرة التوسع والحصول على مناطق نفوذ وسيطرة هي أساس عند معظم دول المنطقة، ودول المنطقة عموما دخلت في تجاذبات نفوذ مع العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وهي ترى في عراق ضعيف ومنقسم داخليا جارا مناسبا لها تتمكن من مد نفوذها فيه كما تشاء، ولذلك فإن هذه الدول وكما صرحت بنفسها تنتظر ساعة الانسحاب الامريكي على آحر من الجمر للتمدد في العراق لإملاء الفراغ المتوقع فهي لا تريد ظهور دولة عراقية متماسكة يحكمها نظام ديمقراطي تعددي حتى لو كانت نتائجه الادائية أقل من طموح المواطنين العراقيين، كما إن دول المنطقة لا تتحمل حالة الاعتراف بالمكونات العراقية المختلفة وتعتبر ذلك الاعتراف بمثابة تهديد مباشر لها، وهذه الحقائق الستراتيجية تحتاج الى إنتباه عراقي حاد، وعدم السماح للإشكالات الداخلية والتنافس السياسي بالتغطية على موقف دول الجوار من مستقبل العراق.
الحكومة العراقية أصبحت ملزمة بمواصلة مشوارها بإتجاه إشراك المنظمات الدولية في التحقيق بالعمليات الارهابية، وما دامت الحكومة تقول إن دولا تشارك في دعم الارهاب فعليها كشف أسماء هذه الدول والوقوف بوجهها على الاقل بالطرق الدبلوماسية والقضائية، خاصة بعد التفجيرات الاخيرة التي إستهدفت الوزارات ووجهة ضربة الى المشروع السياسي والاستقرار الامني، لتصبح قوى الحكم نفسها تحت الاستهداف.
صفقات الترضية والمجاملة مع دول الجوار لن ترمم الشرخ الامني كما إنها ستؤدي الى إثارة سخط المواطنين العراقيين، خاصة بعد حالة الانقسام السياسي بين مؤيد ومعارض لتوجيه الاتهام وصامت لا موقف له بدل الاتجاه الى حوار داخلي بين الحكومة والنواب لعرض الادلة وتوحيد المواقف، لكن تسييس الملف الامني ساهم مرة أخرى في شرخ الموقف السياسي وكان الاجدر بالاجهزة الامنية إطلاع القيادات في مجلس النواب على الادلة التي تدعم إتهام دول الجوار بالتورط في دعم الارهاب داخل العراق، لوضع تلك القيادات أمام مسؤوليتها الوطنية وإغلاق باب التمحك والظن والتصريحات المتلفزة وتبادل الاتهامات، فالحكومة والاجهزة الامنية بحاجة الى إجماع وطني وهي تقدم على إشراك المنظمات الدولية في التحقيق.
حتى الآن أحدثت خطوة الحكومة نتائج جيدة ويتطلب الامر مزيدا من التماسك والاصرار فإذا واصلت الحكومة العراقية الحركة في هذا الاتجاه فأقل ما يمكن أن تحصل عليه هو طرد دول الجوار لقيادات النظام السابق من أراضيها ومزيد من التعاون الامني إن لم يتحقق هدف تسليم المطلوبين.






#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموصل..أزمة نموذجية
- ما بعد الاربعاء الدامي
- رغم إنها متوقعة وبائسة
- مشهد سوداوي
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب
- مذبحة عادية
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية
- حلول بسيطة ونوايا معقدة
- تجاهل الخطر


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - إستنفار دبلوماسي