أدونيس
الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 13:44
المحور:
الادب والفن
أعيشُ مع الضوء عُمْري عبير
يمرّ, وثانيتي سنواتُ
وأعشق ترتيلةً في بلادي
تَناقَلها كالصباح الرعاةُ;
رَموْها على الشمس قطعةَ فجرٍ نقيٍّ
وصلّوا عليها وماتوا -
إذا ضحك الموتُ في شفتيكَ
بكت, من حنينٍ إليكَ, الحياةُ .
المشردون
في أول العام الجديدِ
قالت لنا ،
آهاتُنا ، قالت لنا ،
شدّوا الرّحال إلى بعيد ،
أو فاسكنوا خِيمَ الجليدِ
فبلادكم ليست هنا.
نحن الذين على الدّخيل تمرّدوا،
فتهدّموا وتشرّدوا
أكل الفراغ نداءنا ،
ومشى الأمام وراءنا
أيّامُنا جمدت على أشلائنا ،
وتقلّصت كدمائنا
صارت تعيشُ على الثواني ،
صارت تدور بلا زمانِ.
...
مشتّتون ، مضيّعون على الدروبِ
صُفْرَ السواعد والقلوب
والجوع كُلُّ ندائنا ،
والرّيحُ بعضُ غطائِنا
حتى الصباح يفرّ من آفاقنا ،
ويغيض في أحداقنا
أقلوبنا ، رفقاً بنا ، لا تهربي
وتقحّمي عنفَ المصير
في الجوع ، في اليأسِ المَرير ،
وهنا ، على هذا التراب ، تَتَرّبي
فغداً ، يُقالُ :
من أرضنا طلع النضالُ
ونما على أشلائنا
ونِدائِنا
وعلى تلفّتنا البعيدِ
لغدٍ جديدِ .
مرثية عمر بن الخطاب
صوتٌ بلا وعدٍ ولا تعلّه
يصرخ، والشّمس له مظلّه،
مَتى ، مَتى تُضربُ يا جِبِلَّهْ؟
..
ويا صديقَ اليأس والرجاءْ
أَلحجَرُ الأخضر فوق النارْ
ونحن في انتظارْ
موعدكَ الآتي من السماءْ.
#أدونيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟