أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - النرويج....نموذج للنقد الأوربي الشمالي للعالم !














المزيد.....

النرويج....نموذج للنقد الأوربي الشمالي للعالم !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استطاعت الكارثة المالية التي ضربت، من غير أدنى رحمة، معاقل الأسواق المالية الأمريكية، أن تفرض نفسها وتداعياتها السلبية بقوة على الكثير ، أن لم أقل جميع ، دول العالم الأخر سواء كان الغربي أم الشرقي، إذ مافتئت أزمة القرن ، كما أطلق عليها، تلقي بظلالها السوداوية على أسواق العالم الأوربية والآسيوية التي ترتبط عضويا بالولايات المتحدة وبسياساتها الاقتصادية .
الأزمة المالية العالمية التي تجتاح العالم الآن ترجع إلى ما سمّاه المختصون في مجال الاقتصاد بـ"أزمة القروض العالية المخاطر" والتي بموجبها غاص القطاع المصرفي والبنكي الأمريكي في قاع خسائر مذهلة أثرت بالتالي ونتيجة لذلك على اقتصاد العالم وأسواقه التي أصابها التراخي والكساد والضمور مما دفع هذه الدول إلى أتخاذ ردود فعل طارئ لمواجهة التحديات الحرجة والخطرة التي يمر بها اقتصادها .
وقد شذّت عن خط الزلزال الاقتصادي العالمي ، من بين دول العالم الغربي، مملكة النرويج وهي الدولة الأوربية التي تمكنت من الانفلات من مرمى نيران الأزمة العالمية عبر اتخاذها سياسات اقتصادية مختلفة ومغايرة أستطاعت من خلالها أن تنفرد من بين دول العالم الغربي الأول، وفقا للتصنيفات الكلاسيكية، بخلق اقتصاد رصين متماسك لم يتأثر مطلقا بالأزمة العالمية التي عصفت بالغرب .
هذه السياسة تمثلت في صياغة ورسم إستراتيجية بنّاءة للتعامل مع الواقع الاقتصادي عبر مايلي :
1- فلسفة التعامل مع النفط .
تتجسد هذه الفلسفة في عدم الاعتماد على النفط في تمويل ميزانيتها ، حيث على الرغم من ان النرويج أكبر منتج للنفط في أوروبا والثالث من حيث التصدير عالمياً بعد السعودية وروسيا ، الا أنها لا تستخدم الا حوالي 4% من عائدات النفط لدعم ميزانيتها ، ولم يكن نجاح هذه الدولة، برأي بعض من المحللين، من جراء الاستفادة من ريع في النفط بل كان النجاح كامناً في كيفية استغلال النفط واستثماره حيث تقوم النرويج بأدخار عائدات النفط الهائلة ، وفي هذا نرى رئيس وزراء النرويج السيد ينس ستولتنبرج يقول بان النجاح الأكبر في الاقتصاد النرويجي يكمن في قدرتنا على عدم إنفاق المال لان اغلب الدول لديها نفط وغاز وموارد أنفقت أموالها .
2- التوجه نحو خطط التنمية .
ركزت النرويج جهودها على خطط التنمية في مجالات التكنولوجيا والتعليم والتربية والصناعة والزراعة،وكانت نتيجة تلك السياسات الاقتصادية، أن قل بشكل كبير اعتماد، النرويج على أسعار النفط ، وتكوّن ، بالتالي ، لديهم احتياطي نقدي كبير في صندوق الدولة، وتحسّن مستوى القدرات البشرية، وتطّور القطاع الصناعي، وتكوّن قطاع
خاص ، منتج ، ومنافس على حد تعبير مستشار التنمية الاقتصادي في مكتب رئيس الوزراء السنغافوري السيد فيليب يو.
3- النأي بنفسها عن الديون عالية المخاطر.
تعلمت النرويج من الأزمة التي مرت بها في مطلع التسعينيات فأخذت على عاتقها الابتعاد عن الديون الكبيرة ، ونتيجة لذلك مازالت مصارفها مزدهرة ومستمرة في تقدم القروض للشركات بالإضافة إلى أن سوق العقارات النرويجي لم ينهر ومستمر في العمل بقوة ـ بل قامت الحكومة النرويجية ، كما تقول ، كريستين هالفورسين وزيرة المالية عام 2008 بشراء الكثير من الأسهم عندما كانت رخيصة وبعدها بفترة زمنية ارتفعت أسعار هذه الأسهم لدرجة كبيرة وعادت بالفائدة على الحكومة وبالتالي نظام معاشاتها الذي يعد ضخم وكبير جدا، وهي كلها عوامل أدت إلى أن يكون نصيب الفرد من الناتج القومي أكثر ب50% من نظيره بريطانيا وفرنسا والمانيا.
وهكذا فالنرويج في إستراتيجيتها هذه توجه نقدين للعالم الغربي من جهة والعالم الشرقي من جهة أخرى سواء كانا بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فهي تنتقد العالم الغربي التي أصابته قذائف الأزمة العالمية ولم يفلت منها كما فلتت النرويج بإتباعها إستراتيجية اقتصادية معينة كما شرحتها أعلاه ...كما أنها توجه نقدا للعالم الشرقي ولدوله النفطية التي تعتمد في ميزانيتها على النفط وتتجاهل الموارد الأخرى وبرامج التنمية الاقتصادية والصناعية والتجارية، ولهذا تبقى أسيرة لهذه الموارد الطبيعية التي حباها بها الله تعالى والتي ليس لها أي دور في وجودها ولن تدم أبدياً مهما كانت ضخمة ...وبالتالي لا تستطيع دولنا النفطية " البائسة " أن تفتخر بأنها صنعت وخلقت شيئا معتد به أمام غيرها من الأمم والحضارات الأخرى أذا كانت تعتمد على الموارد النفطية فقط .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... سادسا.. في مؤشر الفشل العالمي !
- التضليل في عبارة - التحالف البعثي التكفيري - !
- من ورّط المجلس الأعلى ؟
- صعود آية الله مقتدى الصدر !
- التجربة الشيعية العراقية تتفوق على نظيرتها الإيرانية!
- هل تغيّر خطاب المالكي في لقاءه مع وول ستريت جورنال!
- لقاءات غير منشورة لصدام حسين مع ال( FBI )
- وثيقة سرية لخطة أمريكية للتحريض على غزو العراق
- نقد فريدريك نيتشه للعلماء !!
- من مترجم عراقي إلى جندي أمريكي !
- هل سيعتذر حزب الدعوة نيابة عن السوداني ؟
- انتحر الرئيس الكوري ...فهل سينتحر المفسدون في العراق ؟
- ليرحل هؤلاء مع فلاح السوداني !
- وماذا بعد كشف الحساب المالي ؟
- واعجبا ...إمام تكفيري للحرم المكي !!
- لماذا لاتصول الفرسان على وزارة التجارة ؟
- تداعيات أزمة الموصل!
- كيف تصبح محللاً سياسياً في ثلاثة أيام !
- نعم.. أفتى شلتوت بجواز التعبد على المذهب الجعفري ! ‏
- هل يعلم المالكي ماذا يفعل أبو منتظر الساعدي ؟


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - النرويج....نموذج للنقد الأوربي الشمالي للعالم !