فهد ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 838 - 2004 / 5 / 18 - 02:59
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
(جيمس أنهوف)عضو الكونكرس الامريكي من الحزب الجمهوري الحاكم أوالصوت المعبر عن توحش وأنحطاط اليمين المتطرف في الحزب الجمهوريوغطرسته وصلفه.
في ذروة تصاعد حدة السخط العالمي ضد الجرائم البشعة التي مورست ضد المعتقلين العراقيين في سجن (أبو غريب)هذا السخط الذي أربك الادارة الامريكية ودفعها الى تقديم أعتذارت بالجملة وأطلاق الوعد والوعيد بمحاكمة المجرمين والجلادين الذين أذلو وأهانوا ومارسوا كل تلك الانتهاكات المرعبة بحق المعتقلين ،عقدت لجنة القوات المسلحة في الكونكرس الامريكي جلسة علنية للاستماع الى شهادة الجنرال (تاغوبا)المسؤول عن توثيق حالات التعذيب في السجون الامريكية في العراق والذي قدم تقريراًحول هذه الانتهاكات (6000)صفحة وكم هائل من الصور وأشرطة الفديو .لقد تحولت الجلسة الى مناسبة لاطلاق التنديد والتعبير عن الاستياء والاسف والاعتذار من قبل أعضاء اللجنة من الجمهوريين والديمقراطيينعن تلك الجرائم المرعبة، الا(جيمس أنهوف)الذي أبى الا ان يكون نسخة أخرى من صلف وعجرفة رامسفيلد ،بل وأشد أنحطاطا منه،فلم يعبر عن لحظة أسف واحدة أزاء ما تعرض له المعتقلين في سجن أبو غريب،بل قال أن ما تعرض له هؤلاء لا يساوي شيأً مما كان يتعرض له العراقيين على يد نظام صدام حسين وان على أمريكا والاعلام والكونكرس عندما يتحدثون عن صور التعذيب والاذلال والانتهاكات أو يقومون بعرضها فأن عليهم أن يعرضوا الى جانبها صور المقابر الجماعية وصور الانتهاكات التي كان النظام البعثي يمارسها ،ورفض كل الانتقادات الموجهة الى رامسفيلد والدعوة الموجهة الى أستقالته .
قمة صلف رسول الديمقراطية والمحرر من دكتاتورية بغيضة .أنه يقول للعراقيين أقبلو بكل شيء يصدر عنا لاننا أسقطنا صدام حسين وسنمنحكم الحرية،حرية الاذلال والامتهان والترويع ،درس ديمقراطي أخر عصي على الفهم .هي سياسة مزدوجة بل و مضطربة المعايير ومنحطة بكل تفاصيلها .الديمقراطية التي يتحدثون عنها ويروجون لشعاراتها أصبحت تصم اللآذان بفعل ممارسات قوى التحرير المرعبة والمخجلة واللاانسانية .لقد أسقطت أمريكا بجيوشها ودباباتها صدام حسين ونظامه الدموي والفاشي،غير أنها تريد أستخدام التاريخ المرعب والدامي لصدام حسين وممارساته الاجرامية بحق العراقيين في تفسير ما تقوم به من انتهاكات وجرائم ضد العراقيين أنفسهم أو تضعهم أمام خيارين أحلاهما أشد مرارة من الاخر،أما نحن أو صدام حسين .
رموز اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري من أنهوف الى وولفيتز ....الخ يقفون خلف أدارة بوش ورامسفيلد وكونداليزا رايس لانهم الوجه المعبر عن حقيقة مطامحهم وتجسيدا لنهج الغطرسة وأذلال العالم واستخدام العنف والحرب من أجل بسط الهيمنة الامريكية.
#فهد_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟