أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاطمه قاسم - ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها














المزيد.....

ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 07:27
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


هذه تحية لروح القائد الوطني الكبير ابو علي مصطفى في ذكرى اسشهاده الثامنة ،حين قامت اسرائيل باستهدافه على نحو خاص ،ربما لان اختياره وقراره ان ياتي الى فلسطين ،وان يعمل فوق الارض الفلسطينية بين اهله وشعبه قد ازعجهم كثيرا ،لان الاسرايلين لا يهتمون بالشعارات الكبيرة ،والجمل العالية الوتيرة ،بل يهتمون بالفعل على الارض ،والتعاطي مع التفاصيل وحشد الذاكرة الوطنية نحو الواقع بكل ضروراته واشتراطاته وليس نحو الاوهام والرهانات الخيالية التي غالبا ما تكون خاسرة .
مازلت اذكر حين التقيت الاخ العزيز ابو علي مصطفى حين جاء الى غزة وقد اقترح الاصدقاء ان يقام له حفل استقبال بجمعية الشبان المسيحين ،لتخليصه من توافد الالاف للقائه والترحيب به ،والذي لم يكن ممكنا بالطبع ان يلبي ابو علي مصطفى الاف الدعوات الحارة له للاحتفال به من قبل اصدقائه ومحبيه والمعجبين به والراغبين في اظهار اعتزازهم بوجوده بينهم في غزة ،لم يكن ممكنا تلبية تلك الدعوات بالالاف من افراد وجماعات وفصائل ومؤسسات ترى جميعها ان لها الحق في الاحتفاء بذلك القائد الوطني الشجاع ،المسكون بفلسطينيته ،وبقوة انتمائه ،وبهذا القدر المشع من الصفاء الوطني .
وقتها كنت احضر رسالة الدكتوراة عن السمات الشخصية للقيادة الفلسطينية ،وقد اهتم ابو علي مصطفى كثيرا بكوني قطعت هذا الشوط في المجال الاكاديمي ،فقد تعرفت عليه وانا طفلة ، سالته اذا كان بالامكان ان اعطيه نسخة من الاستبيان الذي اعددته في مجال هذه الرسالة ،ففرح بذلك وعندما غادر القطاع الى الضفة الغربية بعد انتهاء زيارته ،اعتقدت ان مشاغله ومسئولياته الكبيرة ستنسيه موضوع الاستبيان ،ولكني فوجئت انه جاء من اعطاني الاستبيان وقد اجاب عليه ابو علي مصطفى بكل الاهتمام والجدية .احببت في ذكرى استشهاده الثامنة ،ان اذكر هذه الجزئية الصغيرة لكي اسلط الضوء على واحدة من الخصائص والمزايا الشخصية للقيادة الوطنية ،وكيف ان نموذج تلك القيادة ،تهتم بالاستراتيجي والتفصيلي في ان واحد ،وتحيط بحلم الانسان الفلسطيني في كل حالاته وتجلياته ،وتحترم الجهد الذي يبذله الانسان الفلسطيني بصفته فلسطينيا دون الوقوع في الافق المحدود للحسابات الفصائلية الضيقة ،او اختناق اللحظة المازومة ،او الاستعاضة ببعد واحد للصراع عن بقية الابعاد الاخرى .
مدرسة الواقعية الثورية التي كان يمثلها ذلك القائد الفلسطيني الشجاع ابو علي مصطفى ،هي نفسها مدرسة ياسر عرفات ،وجورج حبش ،وخليل الوزير ،وصلاح خلف ،ونمط كامل من القادة الشهداء الذين لايحسبون انفسهم داخل علب الايديولوجيا ،ولا يرهنون انفسهم لحالة التعالي على شعبهم ،والتافف من الخوض في غماربحيرات الفعل الانساني رغم درجة المخاطرة المحسوبة والمجازفات المتوقعة لذلك .
اعتقد ان ابو علي مصطفى كان يعرف منذ وطات قدماه ارض الوطن عادا من منفى امتد الى عشرات السنين ،ان فعله هذا اكثر خطورة في الحسابات الف مرة من اولئك الذين يتاجرون بمقولات سطحية مفادها انهم لايريدون ان يكونوا تحت بنادق الاحتلال بينما هم يقودون شعبا يعيش كله تحت وطاة الاحتلال ،وتكمن رسالته الكبرى في التحرر من ذلك .
نعم
كان ابو علي مصطفى يعرف خطورة ما يفعله ،ان يكون مع شعبه ،وفوق ارضه ،يحاول ثم يحاول ،ان يضيء قناديل ،ويتفاعل مع التفاصيل ،ويضع بذوره في الارض ،ارض الوطن الذي عشقه حتى الشهادة .
لروحك السلام ايها الاخ الحبيب ،والقائد المتميز ،والانسان الشجاع ،وها نحن في ذكرى استشهادك نستضيء بك ،ونتذكرك بقوة في اشد اللحظات صعوبة ،فهل هناك خلود اروع من ذلك ؟
في كل مرة تحل ذكرى استشهادك ،فانك تضيء ذاكرتنا الوطنية بضياء اقوى من اشتعال البرق واقوى ابهارا ،نتعلم منك ومن مسيرتك الوطنية ،وهذا هو مجد الشهداء الكبار.




#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهلا رمضان
- من ينقذ هذه الشريحة المظلومة ؟
- هل انتهى زمن المعجزات ؟
- محمود درويش قريب جدا ..بعيد جدا
- الدكتور سمير غوشة قائد وطني مبدع بصمت
- د.سيد القمني شجاعة الحقيقة امام دهاليز الخرافة
- الذاهبون للمؤتمر
- الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج
- خالي ابو معاوية رحل مع زهر البرتقال
- هو..وهي وانتصار البوح
- اقتحام روح الأنسانية
- إيران من شريط التسجيل الى الهاتف النقال
- الثورة الايرانية من الخارج الى الداخل
- أطفال العالم أمل للمستقبل وضحية للطغيان
- الخامس من حزيران استنهاض للديمقراطية والارادة الوطنية
- الفقر ودروبه الخطرة
- غزة الان تحت الضغط أو تحت الخطر من جديد
- بسرى البربري مشوار طويل وقدرة مذهلة
- ذاكرة لا تنسى وحق لايموت
- حل الدولتين مفتاح السلم ام مفتاح الحرب؟


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاطمه قاسم - ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها