طؤاريء لاتحتمل التاجيل

عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 09:59
المحور: الادب والفن
    

س خمسينية العمر تلتفع دائما بعباءة كالسيسبان مُحيّاها لايُنبيء أبدا عن واقعية عمرهافلم ترسم أخاديد الزمن مباضعا في جمّارية خدودها المنتفخة الاوداج المتجمّرة الحمرة المشرقية!
لوحده وجهها كان فلم الجسد! شاشة ناصعة السطوع ديجتال يحتار الناظر بهذا الخَلقْ المتناثر صياغة جمالية. يغلب على طبعها الاجتماعي زيارات الاقارب والاصدقاء فيوميا تجدها تحمل صينية القيمر عرب متوسطة الحجم لضيوف تفتخر بالتحدث عن قدومهم من مكان بعيد الجغرافية وعن مكانتهم لديها فتنتشي جذلا بضيافتها عند التحدث اليومي مع النساء في زقاق المحلة دون تمعنّ فضولي من صحة ماتدعيّ..
كانت س رقحاء! والرقحاء هي التي تزني بأجر وعندما يريد المتصيدون في الماء العكر ان يبحثوا عن فضيحة ما في قاموس تواجدها العملياتي لن يحصدوا الاالخيبة فقد كانت حريصة جدا على ان تكون حياة البغاء بعيدة جدا عن ظنون الناس و حتى عن يقين المتيقنين ببغائها دون دليل.
كان زوجها يغادر صباحا ولايعود الاليلا ولاتملك اطفالا واولادها دائما في عمل منشغلين به عن التواجد في الدار وهي عبارة عن جدار كونكريتي لايسمح لمن يريد الإطلال أنْ يرى اي شيء من مملكتها الخفية،نعم كان الجيران في احيان كثيرة يسمعون جُلبة اصوات ترتفع تطالبها بالديون فهي كثيرة الدَين من البقال والقصاب وصاحب المكتبة والعطارين واهل الكماليات وسرعان ماتصبح دارها مسرحا لصراخ الديانّة وتعرف بحنكتها كيف تحتويهم وتسّوف التسديد!اتفقت يوما ما مع بقال مجاور على دفع الدين جسديا! فهي لاتهتم مع رونقة جمالها وكنزة جسدها الابيض البض المتناسق اللحم على التمعن في تقاسيم من يطارحونها الغرام ماداموا يدفعون او هي تسدد ديونهم! واللذة لحظات .. تهرب وتذوب من المكان والزمان، كان البقال يصغرها ب20 سنة بدينا أصلعا تنكسر المرآة عندما ينظر اليها من دمامته!كانت إشارة الموعد أنء تضع بطانية (بلانكيت) على الباب وهو من مشاهد الرؤية المعتادة في البيوت الشعبية فعندما يمرّ المتقيسّ بدارها ويجد العلامة كلمة المرور بطانية البغية منشورة يطرق الباب بهدوء لايلفت النظر للمتسكعين رصدها فتفتح له الباب تفضلّ ثم لاتُغلق الباب الرئيسي وتُبقيه مفتوحا لتدفع الظنّ باليقين على حسن النية وفي تلك الرمزية تُرسل اكبر دليل على عفافها وحسن سلوكها! ولكن الباب الداخلية طبعا مقفلة لحين إنتهاء برنامج مشهد الخطيئة السريعة في مطعم لذتها المفتوح دائما للدافعين نقدا!يخرج المنتشي أما يحمل شيئا منزليا بيده دليل إنشغاله أويشكرها تغييبا للظنون فتختفي البطانية بعد صولته ! وهكذا عندما يدخل لها السمكري بعدة العمل متأبطا المفكات واللوازم الفنية ويدلف بنفس الكيفية ويندمج في تيه لذتها تودعه شاكرة إصلاح الانابيب! مع إنه كان يُسّلك بلذة مدفوعة مجاريها لامجاري الدار!
يوما ما كانت على موعد مع نفس البقال وبنفس الطريقة التلفزيونية نشرت البطانية ،مرّ على الدار ليجد بطانيتان على الباب؟! هل هي رسالة ان زوجها هنا؟ هل عندها ضيوف للبهجة المدفوعة الأجر؟ تساؤلات جعلته يتوسوس من طرق الدار فعاد للمحل القريب وبعد نصف ساعة جائته غاضبة! لماذا لم تات! فاخبرها بقصة البطانيتين! تبسمت وقالت انها رسالة لاأخر ان تعال بعد ساعة!
كانت عندما تصل حافة الإفلاس تصول على سوق المدينة فتختار فرسانها ليفترسوها بعد انْ تقضم الأجرة مقدما فواكه وخضروات ولحوم وكماليات وأي شيء تحتاجه وعند قدومهم للدار كانت الحجة المنتشرة في الزقاق ثابتة التصديق(ستبيع س دارها) وطبعا الشاري يرى محتويات الدار وسيقان ساكنتها ويصول على صاحبتها بصخب الرغبة! لم يكن ابدا إمكانية إحصاء مفترسيها ففي إي سنة دلفت للبغاء؟ لااحد يعلم منذ 30 سنة على الاقل كم زائر لحديقة لذتها؟ لاإحصاءا سكانيا يفي فالجميع الذي يعرفها صامت عن البوح وعندما تسأل المتيقنين من بغائها يهربون بالابتسام! مظلومة! تكثُر حولها الشُبهات! من الذي رأى بعينه خطيئتها!تلوك بها الالسنة وهي بريئة!
يوما ما كان هناك بقالا حاد الطباع يطلبها بما يعادل 15$ تدفعه جسديا بعد ماعجزت عن السد اد النقدي فضربت له موعدا زمنيابدارها طرق الباب كانت عندها إبنة قبل زواجها قالت له إن امي ليست هنا! غضب البقال فقد طارت تحليقات مناه سدى ولكنه عنوة دفع الباب ودخل ومسك يد الفتاة الشابة الجميلة ذات ال18 خريفا وسألها هل إنت باكر؟ قالت نعم دون وجل أو إرتباك من إقتحامه الدخولي للدار وسؤاله التخصصي الجريء! فقال لها إني علي موعد مع امك.. وقد أخْلفَتَهُ وتركتُ دكاني وانت أحقّ بان تسدديه بدلا عنها! تبسمت ْ! أستسلمت له ووهبت له العجيز ة الفتية ،الطرية ، الندية! وفاءا ل دين امها للبقال!فقد كانت حالة طؤاريء لاتحتمل التأجيل!
عزيز الحافظ

#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات