صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 838 - 2004 / 5 / 18 - 02:56
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
.... ..... ... ......
هربَتِ العصافيرُ بعيداً
خوفاً من هراطقةِ هذا الزمان
إلى أينَ ينتهي بكَ هذا يا زمان؟!
مَنْ يصدِّقُ أنَّنا عبرنا
القرن الحادي والعشرين
إنّه زمنُ الإنهزامِ ..
إنهزامٌ ما بعده إنهزام
أطفالٌ في عمرِ الورودِ
يُقْتَلون تحتَ شعارِ السلام
سلامٌ مخضَّبٌ بالدم
معفَّرٌ بالسمّ
من لونِ الاسفلتِ
سلامُكُم يا أنتم مجرثمٌ بالملاريا
مستنقعٌ بغيضٌ
تعشعشُ فيه كلّ أنواعِ البعوض
سلامُكُم يا أنتم حشراتٌ ضارّة
تدبُّ على صدورِ الأطفال
تمتصُّ أطرافهم الغضّة
تَبَّاً لكم أيُّها الحقى
تفو على غوغائيّاتكم
وعلى رؤاكم السقيمة
يا ملاعينَ هذا الزمان
أيُّ طيشٍ هذا الّذي أراه؟
اقشعرَّ جسدُ العالم
عندما شاهدَ شظايا السلام
تخترقُ قلوبَ الأطفال
يا مهابيلَ هذا الزمان
كيف تتجرّؤونَ
أن تطرحوا أنفسكم
قيادة أركان السلام
وأنتم على ما أراهُ
لا تستطيعون قيادةَ
قطيعٍ مِنَ الغنمِ؟
بأيَّةِ شريعةٍ تسلِّطونَ عيونكم المحمرّة
على شهيقِ الأطفال؟
.... ... .... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: خريف 2000
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟