نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 07:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد يوم من رسالة جاهدة وهبة لي وهي تطل بتهنئة رمضان وقد عطرتها بأنوار فوانيس صوتها الشرقي الساحر وهي تكتب بدماثة خلق الفنان الملتزم بقضية الحلم الساكن بين حنجرته ومعطف روحه المؤمنة لتكتب :((شكرا على محبتك وعذب كلماتك وصدق أمنياتك
رمضان كريم))..
بعد ساعة .اسمع جاهدة وهبة تغني قصيدة للصوفي البارع بأمساك ضوء الاشتياق والمشوق ( ابي منصور الحلاج ) هذا الحالم والمتلبس الأسطوري الذي رضي بأن يصلب تقرباً لرؤية النور واشواق اللهفة الالهية والتناسخ مع العبق النوري القادم من اكوان الخيال والعبادة وينابيع القصائد.
غنت جاهدة وهبة بصوت تلونه دهشة الحس ورخامة الصوت قصيدة الحلاج ( اذا هجرت ) فكانت تفيض بعطر الف امنية على احلام تلك الاواوين الغارقة بسهر الليالي الملاح واعواد جواري سلاطين اعمارنا المبعثرة في طرقات التاريخ ، وكأن صوتها بواية الى زمن من ازمنة الف ليلة وليلة يذهب الى عاطفة مانريد الوصول اليه مع التهدج الصوفي الغارق في الحلم والعبادة والتقمص الذي صنعه الحلاج من دراية وعي الباطن الذي اشاع فيه رغبة ان يكون معه في الهدى والصلاح والقيامة ،فكان إن زُندق وعُلق على الخازوق كما مسيح نال جزاء غرامه للسماء وعطرها وبهاء صانعها .
وهاهي جاهدة وهبة تنثر من ازاهير صوتها نسائم شوق بغدادي يتداخل انينها مع دموع من تقتلهم يد الارهاب والفتن اليومية ،وتحاول ان تصنع بدهشة صوتها الملون بدموع الف بلبل من حقول الف ليلة وليلة لتنشد القصيدة الهائلة باريج الف مودة عشق روحاني :(إذا هجرت فمن لي ، ومن يجمل كلي ، ومن لروحي وراحي ، يا اكثري وأقلي ).
انها سمفونية على قصر مسافة الكلمة والنغم الذي تحتويه إلا انها تسكن ذائقة الفؤاد ،ترينا ادراك الروح لغاية الحلم المسكون بعاطفة الجفن وتحلينا الى نوافذ الرؤيا ،عندما يرينا صوت جاهدة كيف يصير الكل واحد وواحد كل .
هذا الكل المسكون بنجوى العشق والتعشق ورغبة الخلاص يبتهل في رمضانات العود والخبز وقنينة العطر ومندامة المحب الى الف دعاء نودعه في جفن ضياء نصبوا اليه كما فعل الحلاج.
هو مات من اجله عشيق الهوى .ونحن نستعيد عذوبته المدهشة في صوت جاهدة وهبة .
وبين جاهدة والحلاج .ترتدي روح المؤمن غياب اللحظة وثوب النور وتكمل مشوار الاصغاء مع القصيدة الفاتنة :(( احبك البعض مني ، وقد ذهبت بكلي ، ياكل كلي ، فكن كل لي ، إن لم تكن لي ، فمن لي ))
انها معضلة روحانية صعبة تشبه مقولة الحلاج الشهيرة (( القاه في اليم مكتوفا وقال له ،، إياك ، إياك ان تبتل بالماء ) )
ولكني اعتقد جازما ان صوت جاهدة وهبة فك هذه المعضلة تماماً...!!!!!
SOLINGEN IN 27 --8 -- 2009
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟