أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما هي المعارضة الحقيقية في الدولة الحديثة














المزيد.....


ما هي المعارضة الحقيقية في الدولة الحديثة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرا لقصر الفترة التي مرً على العراق و هو متحرر من قبضة الدكتاتورية، و هو دولة حديثة بكل المعايير الموجودة ، لازال الوضع السياسي مهزوز يترنح باستمرار و يشهد تقلبات عديدة بين حين و اخر ، و لم يترسخ فيه مفهوم السلطة الحقيقية و اطرها و مساحتها ، لا بل لم يصنف لحد اليوم من هم فيها ام خارجها ،هذا ناهيك عن المعارضة التي هي لحد الان في طور التكوين .
و كما هو المعروف ان المعارضة الحقيقية بمعنى الكلمة لم تبرز او تنبثق لحد الان ، التي هي ركن مهم من اركان الدولة الديموقراطية الحديثة ، بل ما نشاهده ان الكل يتلهف للاستحواذ على السلطة فقط و كأنها هي المطلوبة فقط في خدمة البلد ، و هذا له اسبابه الموضوعية و الذاتية العديدة ، اي اننا لم نجد معارضة حقيقية ايجاية متخذة لمواقفها المفروضة استنادا على ما يتطلبه الوضع السياسي العام بل نلمس تحركات البعض وهو في صلب السلطة في يوم و يحسب نفسه معارضة في يوم اخر ان لم تنفذ متطلباته ،و يضرب المصالح العليا عرض الحائط مهما كانت النتيجة ان تضاربت مع مصالحه الخاصة وهو بعيد جدا عما يهم الشعب بشكل عام، من الحفاظ على الامن الوطني و ما يهم المجتمع الذي يتشدق به ، و يتصرف عمليا عكس ما يدعيه ، و يتحول الى عبد مؤمن في حال نفذت مطاليبه و يغير مواقفه و ارائه عنندئذ . خلاصة القول، ان ما يحكم الجهات و يفرض عليهم مواقفهم و يحدد لهم مواقعهم هو المصالح الحزبية الضيقة ، و هي ما تفرض عليهم ان يقفوا في الوسط احيانا اي رجل في السلطة و اخر في المعارضة حسب العلاقة مع الجهة التنفيذية ، و في احيان اخرى يوازنون بينهما و حسب الوقت و المتغيرات و الاحداث و المستجدات في الاوضاع السياسية .
ان الشروط المعلنة لمن هو في السلطة واضحة و بسيطة ايضا ، اي هو من يدير الحكم و ينفذ اجندته و برامجه بالسبل الممكنة و الامكانيات المتاحة و بفكر و فلسفة و منهج معين يستند على الدستور كقانون اساسي و دليل عمل السلطات . اما المعارضة الحقيقية التي تعلن بكل صراحة انها تؤدي واجباتها و تعمل على تحقيق اهدافها من موقع المعارضة و تعلن عن مواقفها و ارائها تحت قبة البرلمان و يعلنها في وسائل الاعلام بشكل شفاف و متناسب مع الاطر و الحدود التي عينها القانون ، فتكون لها ارائها في كافة الاحداث و ما تصدر من القرارات و تعبر عنها بمواقف بما تتناسب مع ارض الواقع و طبيعة الحياة السياسية و الظروف العامة و المرحلة التي يمر بها البلد ، و هدفها الانتقالة من مرحلة لاخرى و السير نحو الامام . و الشرط الاهم هو الاعلان عن عدم اشتراكها في الحكومة و بقائها كمعارضة لتحدد النواقص و السلبيات و تعلن عن البديل المناسب عنها حسبما تعتقد هي ، و هذا مهام اهم من عمل الحكومة بذاتها ، و يجب ان تكون ثابتة في المواقف غير مهتزة بحيث مصداقيتها من قبل الشعب واقفة على عدم تساومها من اجل اهداف ضيقة . و المعارضة الحقيقية الايجابية الثابتة الموقف تنبع و تنبثق من الواقع و تعبر عن الراي العام المعترض عن القرارات و افعال السلطة او تطرح راي او موقف واجب الوجود ، و تكون المعارضة كيانا او تشكيلا او تيارا او حزبا له مهامه الرئيسي العام الذي تشترك فيه مع السلطة وهو خدمة المواطن و تقدم البلد من كافة مجالات الحياة السياسية الاقتصادية الاجتماعية الثقافية ، و تتبع طرقا و سلوكا تقدمية و تعتمد الديموقراطية في تحقيق الاهداف الحقيقية . اما ما نشاهده و للاسف في هذه المنطقة من المعارضة المتشددة و في اكثر الاحيان تتجه الى القمع و الخشونة و الاعتداء على المال العام و كأنه ملك للسلطة ، اي تتجه الى السلاح بدلا من اللسان و اللغة و التعبير العصري و الموقف الحاسم العلني الصريح ، و هذا كله له اسبابه الموضوعية من الترسبات التاريخية و المستوى الثقافي و انعدام الخبرة و التجربة في الادارة الحديثة للبلاد ، اضافة الى سيطرة المصالح الذاتية وممايتمتع به الفرد من الصفات الشرقية المسيطرة على الفكر و العقلية التي تدير الوضع و ما فيه من السلطة و المعارضة ايضا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد و العملية الديموقراطية
- الدور المطلوب للاعلام بعد انتخابات اقليم كوردستان
- من لا يريد السلام في العراق
- اهم مهام سلطة اقليم كوردستان محاربة الفساد في هذه المرحلة
- الاعتدال ليس استسلام للامر الواقع
- لماذا يفضل السياسي السلطة التنفيذية على التشريعية في منطقتنا
- هل المبالغة في التعددية مفيدة دوما
- هل تتاثر اخلاقية المجتمع باستقلالية الفرد المادية
- من اجل انصاف الجميع و منهم الفيليين
- عدم الاستفادة من الاطروحات العلمية في هذه المنطقة
- حان الوقت لكشف الحقائق كي نعتبر منها
- الانتهازية صفة يكتسبها الفرد في المجتمعات المضطربة
- التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع
- اسباب ضعف دور المثقف في الحياة العامة لاقليم كوردستان
- الاوضاع السياسية في ايران الى اين؟
- ما مصير مجاهدي خلق في العراق
- هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
- لماذا وصلت الحال لحد احراق الكتب
- مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق
- كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل ...


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما هي المعارضة الحقيقية في الدولة الحديثة