كاظم غيلان
الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 07:49
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
تستدعي الكتابة عن شهيدنا المغدور كامل شياع صراحة مطلقة لأدانة انفسنا أولاً، فمنذ اللحظة الاولى لاستشهاده لن يتعدى موقفنا سوى الشجب والاستنكار واقامة المآتم على روحه التي ازهقت على مرأى بغداد وفي عز ظهيرتها اللاهبة،
ولا ادري كم بلغت دهشة نصب الحرية وهو يحدق بدم مفكر وانسان مسالم يسيل على اسفلت الشارع بينما ينعم قتلته بمطلق حريتهم التي وفرها لهم عراقهم الجديد؟ نعم عراق يتناسل به القتلة والاوغاد وعشاق الظلام في كل زمان، ولن استغرب قط ان كان القتلة قد تبادلوا التهاني عبر هواتفهم النقالة في حين بقي هاتفه يتلقى الرنين دونما اجابة حيث مشتركه المغدور لن يرد.. اذ بقي صامتاً! ولن استغرب ان اسمعهم قائد عمليتهم تهنئته) عفيه.. استمروا بالجهاد ياشباب) أما نحن فتبادلنا التعازي متمنين لبعضنا البعض البقاء على قيد حياة غارقة بالذل.. نتبادل العويل والبكاء والضجيج عبر الفضائيات التي سارعت بتوجيه كاميراتها على هزالة ردود افعالنا وسرد ذكرياتنا مع من غدرناه بصمتنا. الشهيد( مغدور).. لكن من الذي غدره؟ انهم تعقبوه بكامل حريتهم وهو ينهي زيارته لشارع المتنبي مودعا مجموعة من كتب في مكتبة الشهيد عدنان، مطمئنا كعادته في بلاد آمنة مطمئنة ، مطمئنا دونما أزلام حماية مدججين بالاسلحة يقدح الشرر من عيونهم الممعنة بالصلف والوقاحة ، بعكس عينيه الخجولتين، عيونهم التي لاتقرأ فيها سوى تاريخ الدم في العراق منذ بدء الخليقة.. وعينيه مشعتين بحروف الفكر والمعرفة والحالمتين بعراق جديد! هل سألنا انفسنا عن صمتنا المزري المخجل المهين.. لماذا لم نطالب حكومتنا يوميا بالكشف عن القتلة(الاحرار) ودم الشهيد المغدور والامساك بهم والاشارة الى اماكنهم، هؤلاء القتلة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر! وهل هناك أنكر من قتل كامل شياع؟ بعد كل هذا.. هل يمكن لنا أن نعيد صياغة الصمت لنجعل منه فعلاً ثقافياً يلوي عنق العنف والقهر القسري الذي أقترحه الآخر فارتضيناه سهواً !! .
#كاظم_غيلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟