أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباح آل جعفر - أبو جهل يتوحم على دمائنا














المزيد.....

أبو جهل يتوحم على دمائنا


رباح آل جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 06:51
المحور: الادب والفن
    


من حق المنافقين أن ينافقوا، وأن يقيموا الدنيا ، ولا يقعدوها، وأن يكتبوا ما شاء لهم القلم ، وأن يتحدثوا عن ( أدب السلوك في حضرة الملوك ) .. هذا حقهم ، الذي لا نجردهم منه ، لأن هذه هي وظيفتهم ، ولأننا نحاول أن نفهم ، فقد نستطيع أن نعذر ، وقبل مئات من السنين ، قال البدوي العاشق :
هنيئا ، مريئا ، غير داء مخامر
لعزة من أعراضنا ما استحلت
يكلّفها الغيران شتمـي ومـا بهـا
هوانـي ولكن للمليـك اسـتذلّـت
نعذر لهؤلاء نفاقهم ، وما ينافقون .. لكننا لا نستطيع أن نعذر ، ولا أن نغفر ، ولا أن ننسى ، لمن يضع رجلا في الجاهلية ، ورجلا في الإسلام ، ويصدر فتاوى تسفح دماءنا ، ويريد أن يقطع ذرية العراقيين ، من دون أن يقول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ليكون الذبح حلالا ، ومنسجما مع أحكام الشريعة الإسلامية !.
يحضرني الآن موقف ، أشبه بنكتة ، سمعته من شيخ بغداد الراحل جلال الحنفي ، وقد قال لي يوما ، بظرافته المألوفة ، انه يتمنى تعيينه وزيرا للتجارة ، يوما واحدا فقط ، ولما سألته مستغربا عن هذه الأمنية ، أجابني الحنفي ، متأففا : حتى أصدر قرارا أمنع بموجبه استيراد القماش الأبيض والأسود ، لكي لا يأتي كل من ( هب ودب ) ، ويلف على رأسه عمامة ، ويفتي بأمور ما انزل الله بها من سلطان !!..
ومن شرّ البلاء ، أن جاء قوم من بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، يعيشون باسمه ، وينتحلون هدايته ، ويخطبون على منبره ، ويرتدون جلبابه ، وينسبون إليه من القول ما يتبرأ منه ، ويزايدون على سنته ـ والله إنهم يزايدون على سنته ـ ولا يستحون أن يحرموا شرب الكوكولا ، في حين يحلون ذبح العراقيين !.
لا بل ، أن شر البلاء ، أن صار الناس عبيد الدنيا ، يدارون المطامع في المناصب ، والأموال ، واللذات ، وبعض الناس يتخذ الدين حجة للحقد ، ثم ينسى الدين والحقد ، في حضرة المال ، فيتدافع على منفعة مؤجلة ، ومكافأة موعودة .. ثم ( كيف يسمع صوت الحق في وطن .... للافك والزور فيه ألف مزمار ) .. كما يقول الجواهري في بيت الشعر الشهير ؟!.
وشرّ البلاء ، أن ترى قاتلك عبد الرحمن بن ملجم ، وهو شعوبي وغد ، يرتدي عباءة عربية .. يخبئ تحتها خنجرا ، ويلبس عقالاً وكوفية .. ويقوم على منبر الإمامة مقام الصدّيقين .. والله يعلم أنه قاتل أبناء النبيين .. وأنه هان عليه دم أخيه ، فأكل لحمه بظهر الغيب ، وعجز حتى أن يكون مثل الغراب .
ولو أن التاريخ سيحاكم هؤلاء القتلة .. فكم عبد الرحمن بن ملجم سيقع بين يديه ، ويحاكمه ، ويدينه ، ويلعنه ؟.
إنهم واهمون ، ضالون ، مغرقون في الضلال ، يتجرعون سما ، وعلقما ، وترياقا ، ليفقدوا ذاكرتهم المعبأة بالخرافات ، والعدمية ، وهم شر البرية ، يمشون خلف المواكب القتيلة ، ويفرحون ، ويصبغون أيديهم بالحناء ، ويهزجون ، ويسكرون ، ويرقصون ، كلما رأوا الدماء تشخب من أوصالنا ، قدم تصطدم بقدم .. ومجموعة من الأصابع المقطوعة تتناثر تحت الأنقاض ، وكلما رأوا رأس عراقي يتدحرج ، مغطى بقميص مفتوح حتى السرة ، وممزق عند الحافات ، من الأكتاف ، ونحن نموت ، كل يوم ، بأبشع ما يموت الميتون .
والعراقي يمهل ، ولا يهمل ، وحساباته حسابات مؤجلة ، لا معجلة .. والعراقي يغفر ، لكنه لا ينسى .. حتى وان قال قائل : إن الزمن كفيل بدمل الجروح .. فكيف نغفر ، أو نعذر ، أو ننسى ، لقاتل ببقر بطون النساء ، وإطلاق الرصاص على عيون أطفال يلعبون كرة القدم .. وسيكتشف من يؤرخ لهذه الحقبة من الزمان ، أن للكراهية رحما هو الذي يلد أولاد الضحايا ، وأحفادهم ، وأحفاد أحفادهم .. كراهية لن تمحوها السنين .




#رباح_آل_جعفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تغضب الكلمات
- علي الوردي وأنا في حوار من الأعظمية إلى الكاظمية
- عبد الوهاب البياتي .. الأول في روما


المزيد.....




- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباح آل جعفر - أبو جهل يتوحم على دمائنا