أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - شعوب في الزاوية ..........














المزيد.....

شعوب في الزاوية ..........


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 07:18
المحور: الادب والفن
    



في زاوية مظلمة من حينا ، كان يقبع شاب وسيم جدا عليه علائم ترف قديم ، يهذي ويهمهم بكلمات ، فكرت على اساسها انه قد يكون مدمن مخدرات ، او مصاب بشيزوفرنيا مزمنة ، وكنت اسى كثيرا لحاله.
لاتفجروني ، لاتقتلوني ، انني برئ ، كفى سرقة ، لاتسرقوا املاكي ، لاتسرقوا نقودي ، رحمة بي يا اهلي !! وكنت اعتقد انه يهذي طوال الفترة الماضية ، في الحقيقة يمر عليه كثيرون يسمعون ذات الكلمات ، لكن لا احد يأبه ، شاب مجنون حقا !
ولكن في يوم اخر رأيت معه شباب اخرين في غاية الوسامة ، يرددون نفس الكلمات ، احدهم يقول اني من بورما والاخر من الصومال ، والاخر من سوريا ، واخري من بلدان افريقية ، وكوسوفو ، صربيا ، وكل يهذي ذات الهذيان !
قال احدهم ان السعودية جرفت مقابرنا والقت بها البحر لاننا نزور موتنا !!
وقال اخر ان دكتاتور بورما شردنا وهجرنا وتركنا للفقر كما هدام في العراق !!
واما النايجيري فقال : كان اجدادي يملكون بيتا ظهرت فيه عين نفط فصادرتها عصابات التهريب والمليشيا ، وطردوا جدي من بيته !!
وفي صربيا وكوسوفوا ذات القصة !
لم يكن الشاب القابع في الظل يعلم ذلك ، ولكن كل هؤلاء المجانين ( او ما اسميهم بالمجانين لشدة هذيانهم ) كانوا قد جاءوا كي يقولوا اننا مثله ، والظاهر انهم كانوا يتشرفون ان يكونوا مثله ، او يشبهونه ، ولكن عشيرته كانت تأسى لحاله ، فقد كان ماكان ، واليوم من يأسى لحاله ، وفي الحقيقة كانوا يضحكون عندما يقول ، حدث لي كيت وكذا ومشكلتي اسمها ، اسمها صدام !!
الكل يضحك ، لان صدام لم يكن الوحيد !!
كان هنالك موكابي والقذافي وغيرهم !! والنمر والاسد !!
وظل الشاب يهذي ، وانتشر وذاع صيت هذيانه ، وفي كل ساعة يظهر في نشرة الاخبار وعلى قناة الجزيرة !!
كان الشاب قد بلغ من المعاناة الكثير حين جاءوا بالامس وقالوا انه يحتضر !! ولكن في الحقيقة انا دائما اراه يصل الى هذه الحالة ثم يصحو على هذيانه من جديد دون ان يموت !
هذا الشاب بالذات لن يموت !!
كانوا قد حضروا اكفانه ، واخوته تقاسموا املاكه ، انهم كأخوة يوسف ، فبحكم هذيانه ، حجروا املاكه وقالوا مصاب بجنون انطباقي ولا شفاء لدائه ، ولازال متروكا في الاسواق ، ولا احد يسيطر على تحركاته ، واسرته تكاد لاتأبه حين يترك البيت ويخرج في الشارع ... حتى قالوا في غانا بأنه اذا قال صباح الخير فانه يقلد صوت الانفجار ويقول : بومب !!
على اي حال ، بلغت حكاياه المدى ، ونال من ويلات الجنون ما نال ، و تلعثم كالمجنون وطاله ما طاله من الاذى ، ولازال في هذيانه ، ولا احد يرأف بحاله ...
بالامس ، رأيت مجموعة من الاوراق تسقط من جيبه ، وانتشلت هويته ( يضعها اهله كي يتم التعرف عليه عندما يضيع ) ، كان مكتوبا عليها :
الاسم : عراق
الديانه : شتى
العرق : شتى
اللون : شتى ..... وفي موزائيك تلك الهوية ... لم تكن تميز علامات فارقة !!!



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة فرعون ................
- هاجر تلتقي اسلام !!
- هاجر تبحث عن تعريف اخر ... لمظاهر العنف ضد المرأة
- هاجر ارهقها العمل !!
- الوردة معي في لحظة تأمل !!!
- التمدن في الحوار مع المقدسات !!!!!!!!!!
- امرأة ليست بمقهورة !!!!!!
- النساء والمليشيا والتقاليد العشائرية
- الدين والسلطة
- ايها الاخوة العرب : لاتعبدوا الصنم !!
- انني احب الحسين !!
- علمتني اللطم يابلد المقابر !!!!!
- عتاب على الاخوّة التي ذهبت : غزة ام بغداد !!!!!!
- خواطر على رمال كربلا
- سيارة البطة
- المكتب اللعين
- الحكومات المحلية تشجع العنف ضد النساء
- حرام علينا
- والي مدينتنا
- لايوجد تفسير لما حدث ويحدث في العراق


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - شعوب في الزاوية ..........