احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 08:04
المحور:
الادب والفن
تمام الأكحل فنانة تشكيلية فلسطينية روت لنا دون رتوش ودون تنميق ودون شعارات ودون عبارات انشائية او تبريرا ما واقعا تفصيليا هولوكوستيا بإمتياز في برنامج بثته" الجزيرة" عنها ..في سيرة حياتها او نهوضها من رماد المخيم وسكونه وتحطيمه لطموحات ابناءه لضعف ذات اليد بعد محرقة التطهير العرقي التي مازالت مستمرة لعشرة ملايين ضحية فلسطينية..من التفاصيل الصغيرة المحرومة لتدبرفستان او حذاء يقيها من عدم الاحتفاظ بمشهد عادي لامرأة الى محاولة تحدي محاولات اقساط الاهتلاك لأي سلعة بتدبر احتكاك كعب الحذاء بالأرض الى اكتشافها من ملائكة الرحمة في مدرسة المقاصد الاسلامية وتبني موهبتها وذوقها الارستقراطي الرفيع ومن حكاية بيتهم الصيفي في يافا وما انعمه الله عليهم الى فقر مذهل أسسه الغرب عبرمرتزقته الصهاينة لهذا الشعب كانت تمام الأكحل بمقاومة وجودية لم تقبل بواقع الابادة الصهيونية لها ولشعبها العريق فنهضت بمعجزة طائر الفينيق لترمم مستقبلها ومن اللاشيء تروي وصولها الى القاهرة واجتماعها بالصدفة بزوجها الفنان التشكيلي اسماعيل شموط الغني عن التعريف لتجد وجهها الأخر ضحية فلسطينية تحاول ان تتجاوز واقعها المر وهولوكوستها الفريد وبامكانيات تحدثت عنها بقولها ان الفقر يكاد ان يقفز من غرفته ويشكي مصير ساكنه فنانان تشكيليان فلسطينيان نهضا من الرماد تذكرني بروايات عظيمة خطها الانكليزي جورج اوريل و روائي نرويجي هاجر من بعد الى امريكا كانا يرويان صراع مرير مع طقوس الحرمان الرأسمالية المريرة على مآل ضحاياها .. وكفنان تشكيلي اختلفت نشأتي عن تمام الأكحل واسماعيل شموط وتحديدا رواية تمام الأكحل فأنا لم أسكن في بيت صيفي ولم اعرف الفرق بين العز والتشرد ومآل شخوصها التراجيدي حيث ان بعضها لم يستيقط من هول الصدمة الا متأخرا وبعضهم سبقه الموت وقصر مدة صدمتهم خلافا للفنانة تمام الأكحل التي نهضت من رمادها سريعا..كنت ابن مخيم مسقوف بالقصدير وكنت اعتقد ان الناس في العالم يسكنون بيوت القصدير لان المخيم كان يبعد عن المدينة عشرات الكليلومترات ولم أكن أفهم حديث ستي عن الهولوكست مع انني كنت أعيشه وهي تحكي عن البيت الكبير والأملاك الواسعة والأبقار والجمال وارضها والخروب والعز ودراسة أفراد العائلة من العلماء كالعالمين محمود سلوم وسلوم سلوم في الأزهر وما يسرده أهل الطيرة ان أول معلم في الطيرة طيرة الكرمل هو عتيق سلوم وكان يقيم حلقاته الدراسية في المسجد وقد تلقى على يده تعليما كل من عرف فك الأحرف والدروس الدينية في الطيرة .. بإختصار على كل فلسطيني ان يضيف شهادته عن الهولوكست الذي أسسه الصهاينة بدعم اجرامي غربي لشعب حي لا يموت..فأنها أفضل وسيلة لفضح الجريمة الأكثر بشاعة في التاريخ ومحاكمتها ومحاكمة شخوصها ومن يمنحها الاستمرارية اليوم عبر حصار الشعب في الضفة وغزة وحتى فلسطين المحتلة عام 48 وايضا في الشتات..
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟