أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تامر المصري - الأسرى وبادئة المرافعة !














المزيد.....

الأسرى وبادئة المرافعة !


تامر المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للأسر أفعال كثيرة، أولها المباغتة ومنتهاها القهر، وما بين المباغتة والقهر، اعتصار للزمان في تجمد يأكل الأعمار، تحت سقف مكاني واحد، اختصاره جملة مبتدأها الظلم وخبرها الاعتساف، في سجون دولة الاحتلال .. وتلك رقعة قصيرة في توصيف حال أحد عشر ألف إنسان، أو ما يزيد، رهن الاعتقال الإسرائيلي بتهمة الانتماء الوطني، وقد جالت في صدورهم فلسطين مجال النفس، فصاروا يداورون أيامهم كأسرى، نجمع أنهم قناديل الحرية في ظلمة الاحتلال، وزاد النور في عتمة الدرب الطويل.

في عبرات القلوب، تبدو قضية الأسرى قضية ملحاحية، من العيار الثقيل، برسم عذابات عائلات ما يوازي أعداد الأسرى، وهم في قبضة السجان، دون أن تشفع لهم تضحياتهم، في ارتقاء ملفهم إلى ملف عمل عربي مشترك، يأخذ بالحسبان حساسية وضعهم، وإنسانية معاناتهم، وجدارتهم لأن يتقدموا الأولين والآخرين، باستفاضة في الشروحات، التي تجعل من العالم يشارك في تبني المرافعة، شرط صحة تبنينا لها، بالأبوة التي لا تتنازل عن استحقاق التبني الكلي، لو كنا في التزام من أمرنا، يستحقه الأسرى دون منة من أحد عليهم.

يمر هذا العام علينا، وقد تضاعف أعداد المعتقلين، سيما من الضفة الغربية المحتلة، بما يحاكي ذروة الاستشراس الإسرائيلي، على الوطن والقضية، بمفاعيل اقتدار المحتلين وهواننا، وبمعدلات تتماهى فيها الزيادة في القتل بالتوازي والتركيز على الاعتقال، مع زيادة الدفع الاستيطاني الإلغائي في عموم مناطق ضفتنا الفلسطينية، حتى آلت القدس إلى منفاها خارج حدودها العربية، بعد أن شارف الجدار غطرسة علياءه في سمائنا، كاتما على أنفاس ما تبقى من التراب المتاح، أن نسميه وطنا لنقيم عليه الدولة. وكلها ملفات تتراكب بشكل عضوي، بالتزامن والاستتباع، علنا في طموح العدو، ننفر من الوطن إلى غيره، في ظل انعدام الرؤية وانسداد الآفاق .. وكالعادة نناجي وحدنا بالتمني، ووحدنا أقرب بحاله في التمني إلى العجز المقيم.

ولأنه الهوان الذي به مغصوصون، فإن العالم من جهاته الأربع يجادل في جندي أتى غازيا، فحطه القدر فيما نشتهي بالثمار، أسيرا أقام ميزان المقايضة مع الأسرى بمبدأ التبادل، لتصبح القضية وطنية بامتياز، وأكبر من الفصيل المتصرف بأمره، بفعل كل ما جرى. وقد دفع شعبنا ثمنا غاليا منذ حزيران 2006م، بالشهداء والجرحى والمعتقلين والحصار والآهات، راجين أن يكون عدد الأسرى المنوي الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل معادلا ما لم يكن زائدا، لأعداد الشهداء الذين قضوا بجريرة ذاك الشاليط، كي نكون من الحامدين، وإلا فليس من رضا، لأقل من أسير مقابل كل شهيد، وهي معادلة تعكس وجع الأيام.

انعقد قبل أيام مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتــح"، السادس، في مدينة السيد المسيح بالضفة الغربية، ليكون من موجبات استحسان الانعقاد، تولي ثمانية عشر لجنة الملفات الملحة، لبحثها والتفصيل فيها وصياغة موقف سياسي واضح، يحدد جهة التعاطي مع كل منها، بوجهة ثابتة، تعبر عن مرتكزات المؤتمر ونضجه الوطني. فكان للأسرى كما كان للقدس وكما للاستيطان، لجنة تختص بدراسة واقعهم، لترفع خلاصة ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات، إلى القيادة العليا لحركة فتح، ممثلة بلجنتها المركزية، ومجلسها الثوري، الذي يعد أكبر جهة رقابية على سلوك قيادة الحركة السياسي، وهو ما يدعو للأمل في تحريك قضيتهم ـ أي الأسرى ـ على مستويات عدة، كجعلها على سلم الأولويات، على طريق تفكيك هذه المأساة نحو إنهائها ولو تدريجيا، قبل أي طرح لحلول أو أنصافها على أي من موائد التفاوض.

نتمنى من اللجنة المركزية لحركة فتح، وهي تعبر عن انبعاث الحركة الجديد، أن تقف عند حدود مسؤولياتها التي تتلاقى مع طموحات وتمنيات الناخبين لها، في المضي قدما لدمل جروحنا المفتوحة، وما أكثرها من جروح، التي يأتي على طليعة أكثرها انفتاحا ووجعا، ملف الأسرى المتزايد عديدهم، يوما بعد يوم، في سجون لا تصلح إلا حقول تجارب للفئران، كما تستخدمها إسرائيل، دون رادع أو وازع. فيما يُحسب لحركة فتح أنها قد خصصت ما يعادل نسبته 10% من أعضاء مؤتمرها العام السادس للأسرى، ونسجل لها احترامنا أيضا بقرارها القاضي، تخصيص ما يطابق العشرين مقعدا لأسرانا في سجون وزنازين دولة الاحتلال، من أصل مائة وعشرين، في المجلس الثوري لحركة فتح، بالتعيين دون انتخاب، وهذا أول الوفاء وبادئة المرافعة.



#تامر_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي لائحة المنع والتمنع
- هٌم فى القدس الكل فيه سواء
- الآن . . صار عرفات شهيدا
- الأستاذ باسل ديوب والواقعون فى اللامنطق


المزيد.....




- مشاهد توثق انفجار أجهزة -البيجر- اللاسلكية في عدد من المتاج ...
- مصادر عسكرية رفيعة: تناقض شديد بين الجيش ونتنياهو ونخسر حرب ...
- ألمانيا تتعهد بتقديم 100 مليون يورو إضافية لأوكرانيا في الشت ...
- مصرع 4 أشخاص وإصابة 40 جراء حرائق الغابات في البرتغال
- وزير القوات الجوية الأمريكية: روسيا ستواصل تهديدنا بغض النظر ...
- قيس سعيد: جهات أجنبية تسعى لإفشال حركة التحرر الوطني في تونس ...
- البرلمان الجورجي يتبنّى مشروع قانون حظر الدعاية للمثلية وتغي ...
- مالي: مسلحون يهاجمون مقرا للقوات المسلحة في العاصمة والجيش ي ...
- عاجل: عدد من الإصابات في حدث أمني غير واضح في الضاحية الجنوب ...
- تطوير صمام قلب جديد لتفادي مشاكل عمليات استبدال الصمامات


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تامر المصري - الأسرى وبادئة المرافعة !