أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العنف العبثي..رسائل أوباما














المزيد.....


العنف العبثي..رسائل أوباما


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قدم الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاثنين 17/8 تسمية دقيقة للمرحلة الجديدة من العنف التي يشهدها العراق، ففي المرحلة التي اعقبت سقوط نظام صدام في 9/4/2003 أنطلق العنف ضد التغيير وقاده بقايا النظام السابق لإعادة العجلة الى الوراء ودخلت على خط هذا العنف تنظيمات ارهابية دولية واخرى عراقية تريد إثبات وجودها في المشهد السياسي الجديد، وإستمرت هذه المرحلة من العنف حتى تشكيل الحكومة الحالية، حيث بدأت المرحلة الثانية من العنف وهي مرحلة العنف الطائفي والتي إنحسرت بدايات عام 2007، لكن المرحلة الثالثة إنطلقت قبيل وبعد تنفيذ الانسحاب الامريكي من المدن في 30/حزيران الماضي وكانت تسميتها أو توصيفها أمرا غائما حتى منحها الرئيس أوباما إسم "العنف العبثي".
مصداقية الاسم تأتي من الاختلاف الجوهري لهذه المرحلة عما سبقها، فهي بلا هدف سياسي معلن وليست هناك جهة محددة تقف وراءها، أو إن أحدا ما لم يتبن هذه الهجمات الارهابية التي استهدفت مكونا عراقيا واحدا لم يتجه قادته وزعمائه الى تحديد طرف ما كعدو، وبالتالي فقدت العمليات الارهابية رسالتها السياسية وأشارت بقوة الى رسالتها الامنية التي تؤكد إستمرار وجود جماعات ارهابية قادرة على تنفيذ هجمات ضخمة ومنسقة ما يعني أيضا إحتفاظ هذه الجماعات بتمويلها ومراكز قيادتها، لكن وتيرة عمل هذه الجماعات أصبحت أضعف ونجاحها الوحيد يتمثل في خلطها للأوراق في مرحلة تنافس انتخابي ساخنة واثارة القلق والاتهامات، لكن جميع هذه المخاطر لا ترقى الى مستوى تهديد النظام السياسي للبلاد كما كان الحال في المرحلتين السابقتين للعنف، ولهذا تبدو تسمية "العنف العبثي" هي الاكثر مصداقية.
لكن أوباما إعتمد في خطابه يوم الاثنين امام مجموعة من المحاربين القدامى تقنية التحذير التي إستخدمها القادة الامريكان الميدانيون كثيرا قبل ان تنتقل بما يشبه العدوى الى القيادات السياسية والامنية العراقية، وهي تقنية غامضة لا تقدم شيئا لعامة الناس غير محاولة تخفيف الصدمة والدعوة الى الصبر والتماسك وهذه الدعوة ليست من وظائف القادة بمختلف مستوياتهم إلا في حالة اليأس من اتخاذ مبادرة لمنع وقوع الاذى، وقد إستمع العراقيون الى نسخ كثيرة من هذه التحذيرات ومن مختلف المستويات دون تقديم الكثير من المعلومات عن مصادر العنف وآليات إيقافه، وبدون هذه المعلومات يفقد التحذير أهميته العملية، ومع ذلك فإن أوباما وعبر التسمية التي أطلقها على المرحلة الثالثة من العنف "العبثي" يؤكد إن الجانب الامريكي لا يجري حوارات أو مساومات على حساب العملية السياسية العراقية وبالتالي أفرغ هذا العنف من رسالة الضغط على الامريكان للتفاوض مع جهات سياسية بالاستفادة من ظروف ومواعيد خطة الانسحاب الامريكي من العراق بالجدول الذي وضعه أوباما نفسه والذي أكد في نفس الخطاب تمسكه بالمواعيد والخطط، مما يعني أيضا إن الامريكان لن يعدلوا خططهم حتى إذا استمر العنف او حتى لو تصاعدت وتيرته، وفي الوقت الذي تسقط فيه هذه الخطوة الامريكية كل الاهداف السياسية للعنف فإنها تضع المسؤولين العراقيين، السياسيين والامنيين، أمام عبء حقيقي في عدم التعويل على الدور الامريكي مستقبلا في حفظ الامني بشكل كبير، وأن لايتوقع القادة العراقيون تراجع الامريكان عن خططهم فيما لو تدهور الامن.
خطاب أوباما أو الجزء القصير منه الذي كان مخصصا للعراق، قال للعراقيين بمختلف مواقفهم السياسية إن الامريكان يريدون وضع العراقيين أمام مسؤولياتهم وجها لوجه مع واقع بلادهم أو كما عبر قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو مؤخرا، خلال عرضه خطة لتثبيت الاستقرار في المناطق المتنازع عليها، إن الدور الامريكي لن يتجاوز بناء الثقة بين العراقيين.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب
- مذبحة عادية
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية
- حلول بسيطة ونوايا معقدة
- تجاهل الخطر
- الانسحاب.. تأويلات متطرفة
- حرائق بايدن
- المهمة تذهب في إتجاه مختلف
- مخاطر الجمود السياسي
- تكليف بايدن
- عذر التسييس


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العنف العبثي..رسائل أوباما