ضياء الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تصاريح رنّانة ، خطب محرضّة على العنف ، التفافات طائفية يندى لها الضمير ، مسميات فجائعية لم تألفها القواميس ، مفخخات تحتطب الأخضر واليابس لاتقلّ فعلا عن مفخخات التصعيد الكلامي ، سياسيون يرتدون ابهى حللهم للظهور كنجوم وطنيين على شاشات الفضائيات كلّ يدعي وصلا بالوطن والناس ، هذا هو المشهد السائد في راهن الايام وربما في قوابلها بين ظهراني أهل السياسة والحلّ والعقد ، بينما تجد المواطن ينتظر في طابور طويل من الصبر والرجاء والإحتمالات الضئيلة بين أن ينكشف له الخيط الوطني الأبيض من الاسود !
صناديق الإقتراع لم تعد فارغة ، فقد حشرت من الآن بجثث الموتى المغطاة بالحبر البنفسجي ، ليتربع على عرشها الفائزون ، ثم تقرع اجراس الفوز الكاسح وتدار اقداح نخب النصر المثخن بدماء البررة ، آه ، ماأشقانا نحن المتفائلين في رؤية سحنة الحياة على وطننا المستباح ، مااتعسنا حين نكفكف الدمّ من فوق شفاه إحبتنا لنقبلّ الموت بصبر ماعاد أن يحتمل .
نحن أناس طيبون ، أعتدنا التورّط في حب الوطن المفجوع ، تفزعنا التهاب الأعمال الارهابية المتزامنة مع تصاعد التجاذبات السياسية المسعورة بين الكتل الطائفية المتشكلة لهدم وتفرقة ابناء الجلدة الواحدة ، ولايخفى علينا ايضا إنتظار سماع دوّي الانفجارات المتلاحقة بين التصعيد والآخر مع عدم الإكتراث المطلق بكمية الدم المهدور من ابدان الناس البسطاء الذين هالهم مايحصل ومايدور في البلاد بين العباد الطامحين الى حكم اللانهاية والإستحواذ على مقدرات الوطن .
الكلّ يريد أن يفشل الآخر ، أن يظهر وهنه وسوء عاقبته دون أن يرعوي لثمن ذلك ، دون أن يبصر وطن استوطنته السعادين ، وينحر أنى حين على مذابح الديقراطية المزعومة التي شبعنا من عطاياها تقتيلا وتسويف ، الشعب أذكى من كلّ ألاعيب المتسيسين وهو الاجدى في التقاط أناسه الشرفاء ليتبوأو سدّة الحكم ، لكن من يمنحهم حرية الاختيار وحصافة الرأي في اوساط تمور بالتطرف الديني وفتاوى التكفير وسياط النار وسلطة المقدّس التي تتوارى خلفها الوجوه الصفراء .
أبشّر القتله أن أصابعنا الآن تشير اليهم وهم يقطعون جثثنا أربا أربا ، وعيوننا حفظت قسمات وجوههم الكالحة وهي تمضي بنا الى التهلكة والجحيم ، مثل مااعرّيهم أمام مجرات الكون أنهم مجرد لصوص وقتلة وقتيون ليس الاّ ، وستلفظهم حتى نفوسهم في قوادم الايام ، وهي قريبة قريبة بلا ريب ...
#ضياء_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟