أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 07:17
المحور:
الادب والفن
يسير الخطى بينما هو ذاهب إلى المكتب الثاني .. يتحسس أوراقه .. وملف يمسك به تحت إبطه .. يحاور بصمت مسكون بالقلق .. عدد الخطوات .. يتلفت تائه النظرة حينا .. وحينا آخر .. يغيب في وعيه الباطن .. اليوم سوف يضع دائرة محتومة بالتنفيذ .. على إحدى بقع الخريطة .. هناك سوف يتقرر مكانا آخر للدهشة .. يحاول أخراج سيجارة .. والطريق لازال يعبر تحت القدمين .. كثيرا ما انتابه الخوف من البداية .. مسلسل من المزاجات المختلطة .. بين القوة والإصرار .. وبين التسليم والحذر .. يأتيه من حيث لا يعلم .. مطلع أغنية حيث الصدى يصبح هائما ومهيمنا .. يحاول أن يطيل المسافة لأبعد ما يمكن من الزمن .. يتداخله إحساس بالنشوة .. كم من البراءة تحمل تلك العيون التي .. تنتظر قرار أنامله .. وتلك المراجل التي .. تغلي انتظارا لشهادة ما .. ولا يزال صدى المطلع يناجيه .. بحميمية رجل له قلبين .. وعيون خلف العيون .. تبرق التماعا بالتحدي .. هنا لا يعلمون بحاله .. ولا يعرفون مستوى عمقه .. لا تزال الخطى تعبر المسافات لتنقطع عند أول إشارة سماوية .. تفاتحه حالة اشتهاء غريب .. لأن يمتطي صهوة حالة فريدة من الشوق .. لا يزال هناك بعض من الوقت .. وقليل من برودة الأعصاب والراحة .. يحاول السير بدائرية الالتفاف حول المكان .. لعله يقترب أكثر من بؤرة النشوة .. ويفر الوجع النابض في أحشائه .. ويسكن الألم الذي كثيرا ما أدماه .. يرى ذاته في ذاته رجل أكثر بصيرة .. وأكثر ألما وإدماءا .. يحاول أن يقاوم فكرة التطويل والتململ .. يتصاعد الدم إلى رأسه .. يسمع نداء الانتظار أكثر فأكثر .. يغيب في تلك البقعة المظلل بنورها .. المستنيرة في ظله .. هو من يقرر دوما البداية .. لكنه كثيرا ما تبكيه النهاية .. وجعا آخر .. يركب موجة الصراخ عنوة .. يتعالى النداء .. وتتعالى نبضات القلق أكثر فأكثر .. هو يحمل على عاتقه سر الخلطة .. وسر الفجيعة والبشرى .. وهو وحده يعرف قسوة الغربة كم تعج بالتجاوز والصراخ .. وقف يطرق الباب .. لا يرى شيئا .. أخذ يتحسس خريطة معلقة على صدره .. بسرعة الغالب على شعوره .. غاب في شعوره لحظات .. شعر بالانتصار لغايته ما قبل البدء .. قفزت به الأقدام إلى الداخل .. وأغلق من خلفه الباب .....
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟