|
عدم الاستفادة من الاطروحات العلمية في هذه المنطقة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عند متابعتي المتواضعة لعمل و انتاج المراكز العلمية و الانسانية المختلفة الموجودة في هذه المنطقة و على راسها الجامعات و المعاهد العلمية الرئيسية ، و القاء النظرة السريعة على ما تناقش و تصدر من الاطروحات و الكتب و المواضيع المختارة من كافة الفروع العلمية و الادبية ، و عند المقارنة البسيطة بين النظرية المتبعة و مجال التطبيق لما يتم التوصل اليها من جراء الدراسة و البحث لكل موضوع ، ناهيك عما يصرف عليها ، تاكدت بان الدراسة و التعليم من المراحل الاساسية الى العليا منغمسة في المشكلة العويصة ذاتها و هي الاملاء و الحفظ و الاهتمام بالمظاهر دون الغور في الجوهر و المفيد للواقع و ما موجود في مكامن الموضوع و كيفية تلائمها لكي يمكن تطبيقه عمليا للحصول على النتائج و الثمرة المنتظرة منها ، و التي يمكن ان تكون قطرة من بحر العمل العالمي المتواصل في كافة المجالات لتقدم و تطور المجتمع ، و ما ينغمر فيه العلماء طيل سنين عمرهم للحصول على نتيجة معينة ليفيدوا بها البشرية . و بعد القاء النظرة الى بحر البحوث الجديدة المقدمة عدديا من قبل الباحثين هنا في هذه المنطقة فقط ، تاكدت انها قدمت من اجل الحصول على الشهادة الدراسية فقط للتباهي بها اجتماعيا و ان لم يكن البحث فيه شيء يقدم او يؤخر الى الانسان ، و ما نراه هذه الايام في العراق و ما عمل عليه النظام الدكتاتوري من قبل هوالاعتماد على الاسم فقط و الشهادة كموقع اجتماعي، ليُستغل من اجل الحصول على منصب و موقع سياسي او اداري، او ترضية شخصية ما و لهدف معين ، و حتى ان كان البحث لا يليق بهذه المرحلة التاريخية و قد مر عليه الزمن و نفذ تاريخه بعد ان تحول الواقع الى حال لا يمكن ان يستفاد من البحث المعين او ربما نحتاج اليه في المستقبل البعيد جدا . ان ما نحس به و نتعايشه هو انعزال المراكز العلمية عن الواقع الاجتماعي و ما يحتويه و يتميز به من الخصائص و الصفات ، بحيث لم نلمس التاثير الايجابي الواجب ايجاده على الواقع عند ايجاد امكانية تطبيق اي بحث او دراسة ، و يمكن ان يكون عاملا اساسيا للتغيير و التقدم و الانتقال الى المراحل المتطورة لحياة المجتمع، بفعل ما يمكن تطبيقه مما يتوصل اليه الباحث عند انعكافه على بحوثه العلمية او الادبية ، و الا لماذا لم نسمع يوما ان اختراعا او ابداعا هنا او تطويرا او تحديثا او تجديدا هناك ، حصل بفعل الباحث المعين او من تاثير المراكز العلمية الرسمية الموجودة بكثرة . لماذا التقدم متواصل في الغرب و الداعم الحقيقي هو البحوث المتواصلة و النتائج العملية لما يتلهف اليه العلماء ، هذا ان لم نحلل الظروف الموضوعية العامة لحياة المجتمع و الية عمل و مناهج المراكز العلمية و الدوافع الانسانية و الاجندة التي تعتمد و المكافئات و المخصصات و ما يمس طموح الباحث و مصالحه ،و ما تتعامل به المراكز العلمية في الغرب مع الواقع الاجتماعي و الثقافي لما هم موجودون فيه يختلف عما نسير به هنا في منطقتنا ،و ما نعتمده فقط هو الجانب النظري فقط ، و كما هو المعلوم سيطرة العلوم الانسانية و السياسية بالاخص على عقلية و عمل كافة الباحثين بما فيهم من يتخصص في العلوم الطبيعية البحتة . الثقافة العامة للمجتمع هي التي تفرض العديد من الاشكاليات في عمل و تطبيق ما تهتم به الجامعات بشكل واسع سوى كانت الخصائص متوارثة و مترسبة و مستقرة في الواقع الحاضر، او تكتسب منذ الولادة، و طريقة المعيشة التي تتبناها الاسر و المجتمعات وهي جزء من الاسباب التي تمنع الوصول الى الحقائق والاستناد على العيش على الخيال فقط، و الاستناد على العادات و التقاليد، و ما فيه الواقع الاجتماعي و النقص الدائم في احتياجات الفرد النفسية المادية كانت ام المثالية يعتبر من مقومات الواقع النفسي للمجتمع الى كيفية التعامل مع البعض وفق ماموجود على الارض. و حتى المدن التي تتواجد فيها المراكز العلمية الكبيرة المؤثرة بشكل او اخر ، لم نشاهد ما يميزها عن غيرها كما هو الموجود في الدول الغربية من المؤثرات و الانخراط و تبادل المنفعة التي تفرض نفسها عندما تكون الجامعة مركزا منتجا و مرشدا صحيحا و دليلا لتغيير الواقع و تقدمه نحو الامام . و لهذا نجد تراكم البحوث العديدة و التي تمتد مناقشاتها لساعات و البحث بنفسه لسنين و من ثم توضع على الرفوف و كأنها لم تحصل و الهدف عملية انتاج البحث بذاته فقط دون اي هدف للبحث و ما تعب الباحث من اجله للمجتمع بشكل عام مهمل لحد اليوم . هذه هي الغالبية العظمى من البحوث ، و الا لماذا لم نسمع يوما بان باحثا وصل الى نتيجة واقعية علمية دقيقة بحيث يمكننا ان نحصل على الاكتفاء الذاتي و بالقدرة الذاتية لمجال ما في الحياة العامة، اضافة الى اننا نصر كثيرا على الجانب الادبي و الانساني بعيدا عن الاحتياجات الملحة من العلوم التطبيقية و هي دواء للعلل المنتشرة في منطقتنا .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حان الوقت لكشف الحقائق كي نعتبر منها
-
الانتهازية صفة يكتسبها الفرد في المجتمعات المضطربة
-
التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع
-
اسباب ضعف دور المثقف في الحياة العامة لاقليم كوردستان
-
الاوضاع السياسية في ايران الى اين؟
-
ما مصير مجاهدي خلق في العراق
-
هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
-
لماذا وصلت الحال لحد احراق الكتب
-
مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق
-
كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل
...
-
افاق زيارة المالكي و ذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم و ا
...
-
كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية
-
احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي
...
-
الديموقراطية و الطبقة الكادحة
-
الخطوات المطلوبة لما بعد الانتخابات البرلمانية في اقليم كورد
...
-
النتائج الاولية للانتخابات تشير الى تغيير الخارطة السياسية ف
...
-
كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبي
...
-
مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت
...
-
الوضع الاجتماعي السائد بحاجة الى التنافس الحر الامن
-
تجسيد اليسارية الحقيقية بحاجة الى الديموقراطية الراسخة
المزيد.....
-
مدفيديف: مارك روته -أطلسي الهوى ومعروف بمعاداته لروسيا- وهذا
...
-
بعد محاولة الاغتيال.. الشرطة تقتل شخصا قرب مبنى انعقاد مؤتمر
...
-
لافروف يحذر.. واشنطن تدفع بأوروبا للهلاك
-
لافروف: واشنطن تدفع بأوروبا نحو الهلاك
-
لافروف يجري محادثات مع نظيره البحريني
-
مصادر في الجيش الإسرائيلي: -حماس- في وضع يزداد صعوبة والعملي
...
-
تسريب مكالمة ترامب مع المرشح المستقل كينيدي جونيور عقب محاول
...
-
ليبيا.. مصرع سيدة وإنقاذ عائلات عالقة في تاجوراء وسط تصاعد ا
...
-
الولايات المتحدة: هيئة محلفين تدين السناتور روبرت مينينديز ب
...
-
تقارير تتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران ترد
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|