صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 835 - 2004 / 5 / 15 - 06:14
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
.... ..... ... ....
ما الفرقُ بينَ إنسانٍ
ووحشٍ مفترس؟
الوحشُ مفترسٌ
ربَّما مِنَ الجوعِ
ربَّما لأنّ تكوينه حيوانٌ مفترس
الإنسانُ أكثرَ افتراساً مِنَ الوحوشِ
لحماقتِهِ
لجشاعتِهِ اللانهائيّة
لموتِ أخلاقيّاته
لتهدُّلِ رؤاه
وتعفُّرُها باسفلتِ هذا الزمان
الإنسانُ صرخةُ أذى
في بساتيِن المحبّة
تآمرٌ مخيفٌ
على بذورِ الحبِّ والياسمين
علاقاتٌ أكثرَ مرارةً مِنَ الحنظل
تنمو في شهيقِ الإنسان
تجنحُ نحوَ دنيا الجنون
تفرشُ خيباتها
على جبينِ الطفولة
مجوَّفة بالترّهات
تقدحُ بلاءً
تحرقُ خيرات قرون مِنَ الزمان
أبالسةُ العصرِ تآمروا
على عشّاقِ هذا العالم
طعنوا شفاهَ الأحبَّة
قبلَ الاحتضان
قبلَ ارتعاشِ القبلة
علاقاتٌ مزنَّرة بأنيابِ الضباعِ
تبني أبراجَها
على أجنحةِ الطفولة
تذري رماداً في وجهِ الليل
من عظامِ البشر
الإنسانُ مجبولٌ بالخطيئةِ
بالشراهةِ
بأنانيّةٍ مفتوحةٍ على إمتدادِ النهارِ
أنانيّةٌ محشوّةٌ بالقذارةِ
متصالبةٌ معَ دربِ الدناءةِ
مع شياطينِ آخرِ الليلِ
..... ..... .... ... يُتبَع!
ستوكهولم: خريف 2000
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟