أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الخطيب - يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟














المزيد.....

يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟


محمود الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 04:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والحق يقال انه بات كذلك ... مر وقت طويل منذ آخر مرة سمعنا أحد سياسيينا المخضرمين ومقاومينا الأشاوس في غزة يتحدث عن إسرائيل ... فبات الحديث الأوحد هو المناكفة والتشكيك ونبذ ونفي الآخر بعقلية دوغماجية متخلفة. وكأن مناكفتهم وسذاجتهم قد حررت الأرض والإنسان فبتنا نرى ونسمع منذ الانقلاب دعوات تزداد إيقاعا مع مرور الوقت لمظاهر تنتشر كالنار في الهشيم من اللاعقلانية، وفوبيا الآخر، وتحرير إسرائيل من كل ذنوبها وشغلنا بعضنا ببعض. فيا وطني هل بتّ بلاد الأعداء ؟



وجاء مؤتمر فتح بالحق ... وتمنى كل شرفاء الوطن نجاح المؤتمر وخروج فتح أقوى ... فقوة فتح تعني قوة الجسد الفلسطيني في نهاية المطاف ... ولكن ما يضع إشارات استفهام كبيرة وكثيرة هو موقف حركة حماس وحكومة الأمر الواقع اللاعقلاني بمنع أعضاء المؤتمر من غزة من الخروج ... وهو مالا يشكل جريمة بحق فتح بقدر ما يشكل خطيئة بحق الشعب الفلسطيني ككل، وهو انتهاك للدستور الذي يكفل الحريات... فذاك القرار يتعارض بشكل صارخ وسافر مع المواد 11 و 20 من القانون الأساسي الفلسطيني المعدل لعام 2003، وهو قرار باطل.



لكن الأمر الغريب الذي لا يثير السخرية بقدر ما يثير الرثاء، هو حجم النفاق والتدليس الذي وصل إليه حال السياسي الفلسطيني خلال التصريحات التي صدرت عن متحدثي حماس بعيد نتائج انتخابات المركزية، فيقول احدهم متذاكيا "على هذه اللجنة ان تثبت تمسكها بالثوابت وتحافظ على الوحدة الوطنية" ... كلنا مع الوحدة وكلنا مع الثوابت ... ولكن ... بربك ؟ بالله عليك يا رجل ؟ عن أي وحدة تهذي ؟ وعن أي ثوابت تحكي ؟



لو كان هذا همك ما منعت أعضاء فتح من الذهاب لمؤتمرهم ... لو كان هذا همك ما توعدت من تسلل للمؤتمر بالمسائلة والاعتقال ... لو كان هذا همك ما أطلقت كل يوم والآخر اتهاماتك جزافا حتى أصبحت لغة السياسي الفلسطيني يشار عليها بالبنان لقذارتها ووقاحتها، وعن أي ثوابت يتحدث؟ هل هو مجنون؟ اعمى ؟ ام احمق؟ الم يكن الدم هو ثابتنا الثابت وانتهكوه ؟ وألم يكن الوطن شغلنا الشاغل وأضاعوه وقسموه؟ عن أي ثوابت يحكي؟



إن ما يثير الرثاء والسخرية في آن معا من تصريحات الناطق الحمساوي حول الثوابت بتناقضها المشين مع تصريحات خالد مشعل وغيره من قيادات حماس في الداخل والخارج حول هدنة طويلة الأمد ودولة مؤقتة ضمن حدود 67 ... ما هذا الخرف ؟ وما هذا العهر والبغاء السياسي؟ نعيب على منظمة التحرير أوسلو ومشروع دولة على حدود 67 كاملة ... ونصفق لمن يطالب بدولة مؤقتة "ضمن" حدود 67 قد تكون هذه الـ"ضمن" هي غزة او الهونولولو دون مناقشة قضايا أساسية كالمياه، القدس، اللاجئين، وحتى الحدود، ودون تقديم حلول بديلة لأي من الإشكالات... وكأن حماس بهذه المواقف إنما تتمثل بمومس بائعة هوى منقبة تتهم وتعيب على من ألقت الحجاب بالعهر وبيع الشرف. وهنا اقتبس مقولة عن ادلاي ستيفنسون "مأساة هذا العصر هي الخوف، ذاك الخوف الذي يولد القمع، وغالبا ما يكون ذاك الخوف الذي يدفع لانتهاك قيمنا لحقوق الانسان وحرية العقل، مخبأ تحت ستار الوطنية".



في سياق متصل لا بد هنا من الإشارة لما حدث بالأمس في مدينة رفح ... حيث لا بد من التطرق لنقطتين، الأولى هي انه لا مكان للتطرف والهوس التكفيري بيننا ووجوب الضرب عليه بيد من حديد، ولكن ما يلفت النظر هو الاتهام لرام الله مرة أخرى حتى قبل الشروع بتحقيق حيادي وموضوعي في الأحداث كما يحصل في أي مكان محترم في العالم. وهو نفس ما حصل إبان أحداث الشاطئ. في الحقيقة تكرار الاتهامات الغير مبررة العمياء دون اللجوء لتحقيق موضوعي لا يبشر بالخير فيما يخص حيادية ، موضوعية، ومهنية القائمين على الوضع الامني في غزة.



وحتى لا تضيع الحقيقة في أحداث رفح ... فسبب الخلاف وأساس المشكلة هو اختلاف الجماعتين المتأسلمتين على مسجد ابن تيمية، وبمبادرة موسى بخطبته ودج المسجد بالمسلحين ، ومبادرة حماس بإطلاق النار، اختار الطرفان حل القضية على حساب دماء المواطنين والمصلين بالمسجد، فقُتل من قُتل، ومرة أخرى يدفع المواطن ثمن هذا العهر الغير محسوب.



وهنا تجدر الإشارة وطرح تساءل موضوعي جدا، الم يكن بمقدور حماس اعتقال موسى قبيل الخطبة واتخاذه المصلين رهائن؟ الم تكن تعلم بشأن جماعته التكفيرية؟ أم أن الأمر احتاج حقا لما هو اكبر من هذا ؟ قتلهم على رؤوس الأشهاد وأمام كافة وسائل الإعلام العالمية لتحصل حماس على الرضا وصك غفران وشهادة حسن سير وسلوك لمحاربتها الإرهاب والتكفيريين؟



وهنا لا بد أيضا من الإشارة للتضليل وعدم المهنية بالتناقضات التي تصدر عن ذات المتحدثين الرسميين حول أحداث رفح وغيرها. لاحظوا الدجل والنفاق في تصريح المتحدث باسم وزارة داخلية المقالة، بمنتهى الكذب والدجل، فمرة يقول أن الاشتباكات الأخيرة كانت مع عناصر تكفيرية وليست سلفية، وفي ذات التصريح يقول أن قوى الأمن قامت بتفجير المنزل الذي يتحصن فيه قائد المجموعة السلفية الجهادية، ثم يخرج تارة أخرى ليقول ان المنزل تدمر نتيجة انفجار داخلي لا علاقة لحماس او امن المقالة به. ما هذا التضليل والتزييف؟ وما هو هذا العهر ؟ من حق المواطن معرفة الحقيقة وليس من حق احد تدليس الأمور.



القضية من سيء إلى أسوء، وسيظل شبح الحركات التكفيرية قائما ما دامت الفرقة الوطنية، وما دامت حماس تمثل حركة اقصائية دوغماجية لا تقبل الآخر، سيظهر التطرف والتطرف المضاد، هنا لا بد أن اختم وكما يقول ثوماس جيفرسون " عندما يعم الفساد دولة ما، لا يعد هنالك طريقة لابطال الشرور فيها إلا بازالة الفساد واستعادة المبادئ التي تحطمت، أي محاولة اخرى للتصويب غير ذلك يتكون مولودا لقيطا عديم النفع أو أكثر شرا وفتكا". إذ لا بد من العودة لوحدة الوطن.



#محمود_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ذكريات حلوة.. ومش حلوة-.. مايا دياب تأخذ متابعيها في جولة ل ...
- مادونا وإلتون جون: -دفنا الأحقاد أخيرا- بعد عقدين من الخلاف ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن قمة ترامب - نتنياهو الثانية في شهرين ...
- كتاب -من عسل وحليب-: رحلة في لبنان للتعرف على تراث مطبخه
- ماكرون والسيسي يصلان إلى العريش لتقديم “الدعم الإنساني” لسكا ...
- السعودية.. القبض على 3 مواطنين و9 من جنسيات أخرى لهذا السبب ...
- الدومينيكان: مصرع 15 شخصا على الأقل جراء سقوط سقف في ملهى لي ...
- إيران تكشف عن مدينتها الصاروخية
- الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟
- الفلبين: بركان كانلاون يثور مجددا ويقذف رمادا بارتفاع 4000 م ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الخطيب - يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟