أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع














المزيد.....

التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي ان يحوي اي مجتمع في كينونته مجموعة من الصفات و الخصلات العامة المختلفة عن بعضها و التي يمكن ان نميزها و نوزنها بمعايير اجتماعية او سياسية او ثقافية او اقتصادية . و هنا يهمنا الجانب السياسي اكثر من الاخرين و ان كانت له العلاقات الجدلية المتوازنة و المتشابكة مع الجوانب الاخرى والتي لا يمكن احيانا فصل احدهما عن الاخر لشدة الروابط و التماسك فيما بينهم .
ان اخذنا المجتمع الكوردستاني و ما له من الهوية الخاصة به و التي تختلف في كثير من المميزات عن الاخرين ، و من المسلم و الطبيعي ان تكون له نقاط مشتركة عديدة معهم ايضا .
الوضع السياسي العام لاقليم كوردستان في الاونة الاخيرة ، شهد تغييرات جذرية و تخللت العملية الانتخابية البرلمانية التي جرت ، مجموعة من المواقف و التحركات السلبية المعيقة و لكنها كانت قليلة مقارنة مع حجم العملية و ما يحتوي المجتمع من التناقضات و الصفات التي يمكن ان تُحرٍف اية عملية الى المواقع غير المخصصة لها . من جانب ، حاول اتجاه او تيار معين ان يعمق التنافس الواضح المنتج من التناقضات و الاختلافات و يصارع مع الاخر من اجل انتاج الاصح حسب اعتقاده ليثمر منه التغيير و التطور و التقدم و العبور الى مرحلة تاريخية سياسية اخرى ، و من جانب اخر ، اعتبر الاخر ان صراع الاختلافات مشكلة و لا يمكن ان يحصل على ثمار ناضجة من تناطح البعض و ابراز التناقضات و الاختلافات ، و هو يستند على الظروف الموضوعية الخاصة بهذا الاقليم . و هذا يقتل روح التنافس و الصراع الطبيعي السلمي الذي ينتج ما يفيد الشعب في النهاية ، و يبرز منه الصراع بين طرفين و تختزل جميع الالوان و الاشكال و النوعيات في بودقة طرفين متصارعين متنافسين قويين و متنفذين على الساحة ، و مستندين على المؤيدين لهما ، و به يخفت لون الاخرين من الساحة، و هذا امر سلبي و يقتل التنوع و التنافس المتعدد الاوجه و الطبيعي المستمر منذ القدم و حسب المرحلة و المستوى العام للمجتمع من جميع النواحي .
ان ضيقت الصراعات و حوصرت بين طرفين او اتجاهين متناقضين ، سيكون عاملا فعالا لعدم تفهم ما يجري او يمنع حدوث الظواهر الطبيعية الخاصة و القضايا التي تبرز من خضم الصراعات المتعددة الاوجه في المجتمع ، و يكون الصراع و التنافس مستندا على توجيه الشعب نحو التفكير الانفرادي و توجيهه من اجل الصراع معتمدا على الخوف من الاخر او من الماضي او المستقبل ، و هذا ما يقتل روح الابداعات و الاختراعات و يمنع التوسع و يضيق من الحرية و يضفي حالات نفسية معيقة لعملية التطور الطبيعي في المجتمع ، و يعلٍم الشعب التحفظ على اي اصلاح او تغيير و يكبل ايدي المتميزين و المبدعين بحيث تنطوي كل جهة على نفسها و تحيط نفسها باسوار عالية من جميع الجهات و التي تمنع من تطورقوة بعد نظرها و استدلالاتها و قرائتها لما ياتي و ما تقبل هي عليه في المستقبل ، و هذا عامل محبط و عائق كبير للتنافس و التقدم .
و نستنتج مما سبق ان القوى المسيطرة التي تعمل على حصر التنافس و تقليل مساحة الصراع و حبسه في زاوية معينة و توجيه المجتمع لها و ترك التناقضات و الاختلافات الاخرى الموجودة اصلا سيقلل من شان التنافس السلمي السليم و يقطع الطريق امام الاخرين و يحد من حرية العديد من التوجهات الموجودة . و الاصح ان تترك كافة الجهات و التيارات و القوى و المكونات بحرية للتنافس على تقديم الاحسن و المتتبع سيختار الاحسن و الافضل من السلع المعروضة ، و لكن بآلية تقدمية واضحة بحيث يٌبعد احتمال حدوث الفوضى جراء العملية . و عند قراءة المرحلة بما فيها و خصائصها ، حينئذ يمكن تكهن ما تؤول اليه العملية السياسية ، و بتوفير الفرص المتساوية يكون التنافس سلميا عادلا فلا يمكن ان يغبن فيه اي طرف ، و هذه هي سيرة الحياة الاجتماعية السياسية الطبيعية و ما فيها .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب ضعف دور المثقف في الحياة العامة لاقليم كوردستان
- الاوضاع السياسية في ايران الى اين؟
- ما مصير مجاهدي خلق في العراق
- هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
- لماذا وصلت الحال لحد احراق الكتب
- مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق
- كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل ...
- افاق زيارة المالكي و ذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم و ا ...
- كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية
- احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي ...
- الديموقراطية و الطبقة الكادحة
- الخطوات المطلوبة لما بعد الانتخابات البرلمانية في اقليم كورد ...
- النتائج الاولية للانتخابات تشير الى تغيير الخارطة السياسية ف ...
- كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبي ...
- مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت ...
- الوضع الاجتماعي السائد بحاجة الى التنافس الحر الامن
- تجسيد اليسارية الحقيقية بحاجة الى الديموقراطية الراسخة
- اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية ؟
- هل يصح رفض ما هو المنجزمن اجل اهداف سياسية بحتة ؟
- الديموقراطية الحقيقية دواء لعلل الشرق الاوسط


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع