أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - أيام مجاور














المزيد.....

أيام مجاور


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2738 - 2009 / 8 / 14 - 07:46
المحور: الادب والفن
    



الكتب الجذابة الممتعة ،... أو بالأحرى ...الكتب التى أتوقع أنها سوف تكون جذابة وممتعة، أدخرها عادة لوقت السفر، لأنها بالنسبة لى خير معين على تحمل عناء الرحلة ، ....بالمناسبة رحلتى من سوهاج إلى القاهرة تستغرق عادة من سبع إلى عشر ساعات بالقطار ذهابا ومثلها إيابا ، ... هذه الساعات لا أشعر بمرورها إذاكان بين يدى كتاب جميل مثل : " أيام مجاور " الذى سأحدثكم عنه بعد قليل ، لكن تلك الساعات نفسها تتحول إلى عبء قاتل إذا لم يكن بين يدى كتاب على الإطلاق ، أو إذا شاء لى الحظ العاثر أن أقع على كتاب ثقيل الظل لواحد من الأدعياء شديدى الوطأة على النفوس ، وما أكثر الأدعياء!!. ... عندما لفت نظرى عنوان الكتاب ، وإسم المؤلف ... وأنا أستعرض ببصرى الكتب المعروضة عند عم على زكى ، البائع الأشهر للصحف والكتب فى سوهاج ، وعندما تصفحت الكتاب بشكل سريع وقرأت سطوره الأولى التى يحكى فيها الأستاذ "سليمان فياض" قصة سفره من السنبلاوين إلى الزقازيق لكى يلتحق بمعهدها الأزهرى ، حيث لبس الكاكولة والعمة لأول مرة فى حياته ، بينما كان عيال الحى البلد يشيعونه إلى سفره وهم يرددون : " شيل العمة شيل " ، تحت العمة فيل "!!! "حط العمة حط ، تحت العمة قط" !! ...عندما قرأت الأسطر الأولى شعرت بأننى قد عثرت على كنز ، فأنا أعشق كتب السيرة الذاتية بوجه عام ، وأعشقها أكثر عندما يكون الكاتب روائيا مقتدرا مثل سليمان فياض ، ويزداد عشقى لها عندما تتشابك أحداثها مع أحداث وطن بأسره وهو ما نجده فى : "أيام مجاور" ، ويتضاعف العشق عندما تتعرض السيرة لمجتمع مثل مجتمع المشايخ من طلاب العلم الدينى وهم بعد فى سن المراهقة، وهو مجتمعع لا يعرف الكثيرون عنه غير ظاهره بينما هو مفعم بالشخصيات والأحداث والمفارقات التى تكشف عن أعمق ما تنطوى عليه النفس الإنسانية من أوجه القوة والضعف .... هكذا رحت ألتهم سطور الكتاب التهاما وأنا متوجه إلى القاهرة بدعوة من كلية الآداب جامعة عين شمس لكى أشارك فى مناقشة رسالة جامعية ، وقد أتيت على معظم صفحات الكتاب فى رحلة الذهاب ثم أكملت ما تبقى منه فى رحلة العودة فكان لى خير معين على الرحلتين معا ، ورغم إمتاع الكتاب وجاذبيته ، ورغم اعتماده ـ شأنه فى هذا شأن سائر كتب السيرة ـ على مجرد السرد ، إلا أنه لا ينتمى إلى فئة الكتب التى يقرؤها المرء لمجرد التسلية أو إزجاء الوقت ، فهو فى الوقت ذاته يتعمد التركيز على الشخصيات والأحداث ذات الدلالة الغنية التى لا تخطئها العين المتأملة وهو ما يضفى عليه قيمة جمالية قادرة على النفاذ إلى أعماق الوجدان، مما يجعل منه فى النهاية عملا قريبا جدا من العمل الروائى ذى الإيقاع الدرامى الخلاب...لعل من أكثر المواقف الدرامية إثارة هو ذلك الموقف الذى أو شك فيه ( فياض) على (الغرق) !!، عام اجتياح الكوليرا لمصر ( 1947) ، حين انقطعت وسائل المواصلات جميعها وضرب الحصار على المديريات والمحافظات منعا للخروج منها أو الدخول إليها ،... أقفلت المدارس والمعاهد بما فى ذلك المعهد الدينى بطبيعة الحال ، وبدأ الطلاب يدبرون أمر عودتهم إلى بلادهم بطريقة أو بأخرى ، هنا لم يجد سليمان فياض وسيلة للعودة سوى المشى على الأقدام من الزقازيق إلى السنبلاوين ، مشى أياما حاملا متاعه على كتفيه إلى أن وصل لشاطىء ترعة ، ...حدثته نفسه بالإغتسال ، فنزل إلى الترعة قريبا من الشاطىء لأنه لا يحسن السباحة وراح يغتسل ، ومع الإنتعاش بالماء سولت له نفسه أن يوغل فيه قليلا ونترك الحديث له :ـ " لم أكذب خبرا تحدثنى به نفسى ، ابتعدت قليلا قليلا فوق الطين عن شاطىء الترعة ، غطست فى المياه وشهقت صاعدا برأسى بسرعة ،... كررت ذلك مرارا .. وقعت عيناى على الشاطىء ، كنت قد ابتعدت عنه أكثر مما قدرت ، بحثت عن الطين تحت قدمى . اختفى الطين فجأة كأنما انزلقت فوقه ، أدركت أن الماء الجارى يجرفنى إلى وسط الترعة ، ....فجأة اتخذت القرار المرعب الذى لا مفر منه للنجاة بروحى وجسدى وسط كل هذا الفضاء الرجراج . (أيام مجاور، سلسلة روايات الهلال ، عدد يوليو ،2009ص 163)
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الأهرام
- عام البغلة
- الدستور يناقض الدستور!!
- الرسام الضرير
- عقوبة الإخصاء!!
- صورة من الذاكرة
- الخنزير الذى أكل خنزيرا
- تحية إلى البديل
- العجوزة ... ونوال
- فوز الليبية
- جوهرة الجزيرة
- قانون مكافحة العدالة !!!
- مدنى وهنيدى وعبده
- الحاخام يسرائيل وايس
- تلك المغالطة
- - كونتى - فين ...يابطة !!
- عن أرقام التوزيع !!
- الأحذية : وجهات نظر
- لماذا لم يصدق المصريون؟؟
- أين ذهب البق؟


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - أيام مجاور