|
الحرية بين العقلية المؤامراتية و القولبة الفكرية ( 2-3-4-5)
ميرآل بروردا
الحوار المتمدن-العدد: 2738 - 2009 / 8 / 14 - 06:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
2
*و تستمر رحلة السماء في الأرض.. مطرٌ يبعثُ الاخضرار وشمسٌ تحرق وتبعث الحياة والريح موجودةٌ حيث الله.. صالبتْ الشمسُ الريحَ... فدُقَتْ أطراف المسيح. أسافينٌ اخترقت الجمال وصُلِبَ الاخضرار وأُحرِقَ.. ممسحةً لخطيئة الأرض.. التي لم تكتفي من الخطايا.. سبعةً كانت أم أكثر..؟ كلما تطور فكر الإنسان كلما ازداد الضيق والتضييق للقوالب التي تحتضن الأدمغة لدرجة اعتصارها أو لربما صهرها..!؟ فكان لابد للبابوات من إنهاء زمن الحاخامات والحالتان امتداد للعقلية الكهنوتية التي غيبت السماء وأدمغت الأرض بمقتضى طوابعها السادية.. فتحولت الحروب على الربا الحاخامي إلى نضالٍ بابوي من أجل الصولجان.. ترافق بتحولٍ من الدنو من الله كما يُفهم من مصطلح الدين إلى توغل في جحيم الشراهة البشرية والتعطش للعبودية..فباتت إدارة الخد الأيسر للضارب على الخد الأيمن همساً في آذانٍ جائعة تعترف بالخطيئة من خلف شباكٍ موصد إلى الأبد.. رحل الاخضرار ونُشرت الألوية الحمراء وحل الليل وعاش الإنسان في سراديب الخذلان.. إلى أن أنارها المصطفى كضياء أبطيه... كومضة سريعة خفتت وانطفأت في سقيفة بني ساعدة.. وصارت الشورى مبايعة على كتاب مغلق ممهور لا يعلم ما فيه إلا الله ومن مهره بخاتم خاتمة الأنبياء..فنهضت العقلية المؤامراتية من سباتها لتغتال الخليفة على مصلاته في حضرة الله الذي قُولِبَ كلامه العظيم وسُنِن في بيت مال المسلمين.. فصارت الصحراء قصوراً منيفة وجوارٍ حسان ثم أطيح بالرؤوس الجائعة لتتدحرج هنا وهناك إلى أن خرج الصليب الأحمر من المقدس بورود بيضاء من يد الناصر حفيد زاردشت وشقيق ثكالى المجوس يا عمر بن الخطاب. 3
تبدل أنموذج رسم الحياة وتغير اتجاه الريح وتحول مسار الرحلة عكسياً.. لتنطلق رحلة الأرض في السماء.. شغفٌ ونهمٌ فاق التصور الأفلاطوني ليبددا حلم المدينة الفاضلة ويتلاشى أبداً... شراهةُ الرغبة البشرية تثور لخلق العبيد الذين التزموا تناسباً طردياً مع هذه الشراهة في رغبةٍ جامحةٍ لمصافحة الريح ومرافقتها وذرو الأشرعة المتكسرة للتحرر... نهضت الممالك والإمبراطوريات وانهارت أخرى واقتُسِمت التركات وبيعت في المزاد السري والعلني.. شعارات شتى نادت بتحرر الإنسان فما كان إلا لزاماً على الجوع الفرنسي أن يثور على جمال ماري أنطوانيت ويفصل شقار شعرها عن بياض جسدها لكن وكما اعتاد البشر وكما تربوا في ظلال شجرة العقلية المؤامراتية التي أينعت ثمارها على مضى القرون المنصرمة والقادمة فكان لا بد لربنسون بيير أن ينفرد بأنانيته في متعة الانطلاق برفقة الريح فأردى رفيق دربه وشريكه في المصير قتيلاً... يا لهذه الحرية التي لا تنتهي حكايتها إلا لتبدأ بالموت... ففي وقتٍ كان الشرق يغط في سبات عميق في كنف طرابيش بني عثمان ويلتحف بعمامات الشاهنشاهات الفرس على وقع سمفونية الدين البعيدة كل البعد عن اللحن الحقيقي للدين ويعيش عبودية ممتعة – ربما هناك من اشتاق إلى تلك النومة الهنيئة – كان الغرب يفكر في تقطيع كعكة الميلاد الميت في (قصر فرساي) ليتقدمهم (ولسون) الرئيس بلحن النقاء الإنساني والتحرر البشري فاجتمع الشبعى في (سيفر) وما لبثوا أن جاعوا في (لوزان) ليوزعوا كوردستان في (سان ريمو)على أطباقكما يا (سايكس) و(بيكو)... يا لهذه المأثرة يا عزيزنا (و لسون)... يا لهذه المأثرة ..!!!! 4
*تتطور الأمور وتتقدم بشكل متدهور أكثر وأكثر فالرحلة التي بدأت بالموت لاتنتهي إلا لتبدأ بحكايات شهرزاد اللامنتهية أبداً . ماركس اخترق السماء ونفى الحواجز بينما كانت مسألة الحرية تزداد تعقيداً تحت مجهر المنظر العبودي المستهتر بكل قانون في محاولةٍ بائسة للترسخ الوجودي وقاسمه أنجلس كعكته ليتناولها لينين على مأدبة النضال البروليتاري الأحمر المنقلب على ذاته. فيما كان الغبار الأحمر ينتشر كما الهباء في هواء العبودية المتعطشة للحرية التي طال ارتقابها وكما يبدو أن شهرزاد ستكمل الحكاية لكنها ستنتهي ولن تنهيها..!؟ و ستبقى عيون العبودية متشدقةً عصوراً وعصور..و ترتقبُ دهراً من الارتقاب. فالمكان الذي تشرق منه الشمس يصارع ذاك الذي تتوارى فيه.. علماً أن الشمس ليست موجودةً على الجانبين والبحث لازال جارياً عنها.. كان الغبار الأحمر يلوث هواء الاستغلال الاقتصادي الذي يعمل جاهداً لتنقية هواءه من تلك التلويثة.. فباتت العبودية كرةً تتناقلها أقدام الطرفين جشعاً بالفوز بكأس البترول الذي يزن أطناناً من الألم العبودي والحزن العبودي والطفولة العبودية المغتالة بمدية الجشع الستاليني لتباع (مهاباد) ببروتوكول الاستثمار السوفيتي للنفط الكوردي لتلفه عمامة إباحة الزواج بالرضيعة ويغتصب الحلم العبودي بالتحرر ويخنقها أبداً.. و يقف الخالدون الطاهرون بباب الكرملين مستغيثين جائعين تساندهم عكاز الأمل المغتصب في الجزائر... الجزائر التي أحرقت عامودا أزهارها من أجل أطفال بوتفليقة الموقر..!!؟؟ هكذا هو دائماً ثمن حريق الأزهار... و الحكاية لا زالت تُسرد.. ولا أظن أنها ستتوقف. 5
إرهاصات العقل المؤامراتي في زوبعة القولبة الفكرية المتمخضة عن إجهاضات الحرية الممتزجة برحم الفكر اللاإنساني والعبودية التي تستيقظ في المقبرة العظمى للطمع البشري في اللجم والجشع البشري في القمع عبر ساحة الانتهاكات العظمى المستمرة لبكارة الأخلاق والقيم الوردية تشييع قوس قزح حد الاغتيال.... كم مرت على هذه الحبات الترابية والرملية نعالٌ وأحذيةُ دركٍ بمختلف تسمياتهم وكم خطت سياط العقل المؤامراتي وجمر القولبة الفكرية خرائط البؤس اللامنتهي على جلود البشر البلهاء حد القداسة وكم نشرا خرائب لن تُعَمَرَ يوماً و سيبقى الأطفال يبكون أطلال أمس في الغياب الأبدي لقوس قزح... كان لا بد للبطون الكبيرة الممتلئة بالذل العالمي في أنقرةَ وطهران وبشكل فاق التصور والاندهاش في بغداد وبخبثٍ شقيقٍ لبغداد في دمشق... أن يمارسوا ما تعلموه وما مُرس عليهم على بنيهم وعلى شركائهم بشكل أكبر. فكان لزاماً أن يكرروا مشاهد هيروشيما في حلبجة ويستنسخوا عن هتلر هولوكوسته في ديرسم وعامودا والحسكة ويعيدوا تمثيل مسرحية الكيبوتزات الإسرائيلية ما بين دجلة والفرات وما بين طوروس وكركوك ليزداد الطهر وتتوسع بركة الله برسم الصليب على العجينة الأيوبية المصنوعة من جرش القمح الأخضر ما بين حجري رحى محاربة التطرف والتطرف بعينه... ليولد من احتكاكهما : اليتم والجوع والفقر والتشرد والمرض ويسود غضب السماء وتستعر حرائق الأرض... تستمر العبودية في البحث عن الشمس في تناسب طرديٍ مع عدد السجون والمعتقلات وانتشارٍ عارم للعتمة اللامنتهية كحكاية الحرية الهزلية حد البكاء ويقيناً متزاحماً مع الأثر المُخلَف وراء الزحف المجلجل للموت والقتل المتراميي أطرافهما ليولد ضياع الحكاية التي لن تنتهي إلا لتبدأ بولادة الموت....
تمت .
#ميرآل_بروردا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرية بين العقلية المؤامراتية و القولبة الفكرية ..(1/5)
-
قراءاتٌ لزمن الضباب ( الحلقات 1-18)
-
قراءاة لواقع العلاقات الكوردية - العربية و مستقبلها
-
دراسة موجزة لتاريخ الكورد وكوردستان
-
قراءة لزمن الضباب ..
-
اليتيم ..!؟
-
البلاء ..
-
مكاشفاتٌ عمياء ..
-
نسرين .. بوحٌ للريح
-
هكاري .. فردوس الإله
-
برفقةِعطر امرأة ...
-
مدنٌ مهجورة ...
-
الأبيل ...
-
النزف الأخير ...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|