أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - نواقيس.. نواقيس.. ولا من مجيب!














المزيد.....

نواقيس.. نواقيس.. ولا من مجيب!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

منذ أكثر من ثماني سنوات، والأمم المتحدة تدقُّ نواقيس الخطر في العالم العربي من خلال تقارير التنمية البشرية، التي تصدرها كل عام، تُحذِّر فيها بالأرقام والحقائق الواقعة على الأرض، وليس بالخطب العنترية والشعارات السياسية، العالم العربي من اقترابه من الهاوية سنةً بعد أخرى. فلا هو يتوقف من الاقتراب من الهاوية، ولا هو يتراجع بعيداً عن هذه الهاوية. ورغم هذه التقارير العلمية الموثَّقة الخطيرة، التي يرتجُ لها الإعلام العربي لمدة أسبوع أو أسبوعين، أو شهر أو شهرين، ثم ينساها، وتطوى صفحاتها وأرقامها وحقائقها الواقعية، في أدراج النسيان، أو تباع هذه التقارير بالكيلو للجزَّارين، وبائعي الفلافل.

فإلى أين نحن سائرون؟

ومن الذي يقرأ مثل هذه التقارير الخطيرة، ويتعظ بها، ويصلح من ذات نفسه وشعبه ووطنه؟

يبدو أن لا أحد يقرأ. وإن قرأ فلا يعمل بما قرأ. ويدع أجهزة إعلامه تهاجم هذه التقارير، كما يتمُّ كل عام، ومنذ أكثر من ثماني سنوات، ويتهم المحررين والباحثين الذين أعدوا مثل هذه التقارير - وكلهم من العرب المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والشفافية - بالخيانة ونشر أفكار الاستعمار الجديد وخططه. كما يتمُّ في كل عام وصف هؤلاء المحررين والباحثين بالصهيونية، والعمل لصالح الموساد لأنهم يثبتون في هذه التقارير التفوق الإسرائيلي على العرب، في كافة المجالات، وخاصة مجال التعليم. وأن إسرائيل لا تستعمل الصراع العربي – الإسرائيلي كحجة لتبرير التقصير أمام شعبها، كما يفعل الحكام والحكومات العربية، التي تستعمل هذه الحجة منذ 1948 إلى الآن. ولعل هذا هو سبب حرص الأنظمة العربية على بقاء هذا الصراع قائماً، منذ ستين سنة ماضية، وربما مثلها قادمة أيضاً. وهو ما يدفع البعض الخبيث لأن يفسر به رفض العرب للسلام والتطبيع مع إسرائيل، حتى لا تعود حجة عدم تحقيق انجازات تنموية قائمة.

-2-

تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية العربية الأخير، الذي صدر قبل أيام في بيروت، يقرع ناقوساً جديداً في آذان العالم العربي التي أصابها الوقر أو (الطرش).

ولكن ما فائدة هذا الناقوس، وقد قُرعت قبله نواقيس كثيرة في السنوات الماضية، ولا من مجيب؟

ناقوس اليوم، من خلال تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية العربية، يقول للعرب، أن أنظمتهم أكثر أنظمة العالم قمعاً ومصادرة للحريات. فالتقرير الذي جاء تحت عنوان: "تحديات أمن الإنسان في البلدان العربية"، يكشف عن أن الأنظمة العربية تمارس انتهاكها لحقوق المواطنين في الحياة والحرية، من خلال التعذيب، والاحتجاز غير القانوني.

وأضاف التقرير يقول: "تمارس أجهزة الدولة انتهاكها حقوق المواطنين في الحياة والحرية من خلال التعذيب والاحتجاز غير القانوني. ودونت المنظمة العربية لحقوق الإنسان أمثلة على ممارسات التعذيب في ثماني دول عربية بين العامين 2006 و2008". ولكي يتجنَّب المحررون والباحثون سخط بعض الأنظمة العربية، لم يذكروا أسماء هذه الدول.

فهل من جديد في هذا التقرير؟

إن القاصي والداني، والجاهل والمتعلم، والمجنون والعاقل، والكبير والصغير، والغائب والحاضر، يعلم علم اليقين هذه الحقائق، بل هو يعيشها يومياً، وساعةً فساعة، على أرض الواقع، ولكن ما هو الحل؟

الأنظمة العربية لن تعدل ولن تعتدل، دون شعوب ثائرة، تطالب بحريتها بقوة وعزيمة وثبات.

والشعوب الثائرة نائمة، أو مخدَّرة تخديراً طويل الأمد، وكلما حاولت الإفاقة تمَّ تخديرها من جديد، مرة بالمخدر الاقتصادي، ومرة بالمخدر الديني، ومرة بالمخدر السياسي، ومرات أخرى بمخدرات مختلفة.

وأمل العالم العربي، بأن يكرر التاريخ نفسه، ويأتي لنا برئيس أمريكي كجورج دبليو بوش، يصرف مئات المليارات من خزينة الدولة، ومن جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين، ويضحى بآلاف الجنود وبالسمعة الأمريكية من أجل إنقاذ شعب من طاغيته، ومن حكمه الديكتاتوري كما فعل في العراق، فهذا أصبح الآن من سابع المستحيلات. ولن يتكرر أبداً. فهنيئاً للشعب العراقي بهذه الفرصة الذهبية التاريخية الثمينة.. فرصة التحرير بواسطة قوى خارجية وأموال خارجية تعجز عن توفيرها أكبر الخزائن العربية والإسلامية.

-3-
وعودة إلى تقرير الأمم المتحدة العتيد للتنمية البشرية العربية للعام 2009، فمن الملاحظ أن هذا التقرير، يُشدد ويُركِّز على أن كثيراً من مواطني العالم العربي يعيشون حالة "انعدام الحرية". ولفت التقرير إلى أن الأمن الشخصي للمواطنين في البلدان العربية "مشوب بالثغرات القانونية، وتراقبه، وتتولى تنظيمه مؤسسات تتمتع بسلطة الإكراه، وتقوم على مصادرة الحريات".

وقال التقرير أن معظم البلدان العربية انضم إلى الاتفاقات الدولية الرئيسية الخاصة بحقوق الإنسان، والتي تنصُّ على الحق في الحياة، والحق في الحرية. ودعا التقرير البلدان العربية المعنية إلى الالتزام بتعديل تشريعاتها وممارسات على المستوى الوطني بصورة تنسجم مع أحكام هذه الاتفاقيات.
ولكن لا حياة لمن تنادي.

فأُذن الأنظمة العربية اليُسرى من طين، والأُذن اليُمنى من عجين. وبلدان العالم العربي عبارة عن زرائب للحكام، فيها من الأنعام ما يشتهون.

فلمن تُقرع الأجراس كما قال همنجواي؟




#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة القومية العربية بين الأصالة والتغريب
- هل أخطأنا في دعمنا للعراق الجديد؟!
- إيران من الثورة الخمينية إلى الثورة النجادية
- إيران.. الثورة تريد خبزاً
- الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي أمام تحديات السلام
- لماذا رحَّبت وفرحت إسرائيل بنجاح نجاد ؟
- هل أصبحت أمريكا الدولة الإسلامية الخامسة والأربعين؟
- ما حال الإسلام لو لم تظهر السلفية الجهادية؟
- فلسطين بين فكي الأصولية الإسلامية واليهودية
- هؤلاء القراصنة: نظرة مغايرة
- قمة العشرين.. هل هي نظام عالمي جديد؟
- تركيا: نافذة أوباما على العالم الإسلامي
- التحالف الإيراني – الإسرائيلي الخفي
- قطوف الديمقراطية العراقية الدانية
- الدولة العربية الحديثة وحاجتها الماسة إلى الدين
- العراق: من ديكتاتورية البعث إلى ديكتاتورية الطوائف
- أزمة التيار الديني في التركيز على القشور وإهمال اللُبَاب
- من هو المثقف الليبرالي وما هي مهمته؟
- العراق بين الإحلال الأمريكي والاحتلال الإيراني
- سيطرة ثقافة الحرب والخوف من السلام


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - نواقيس.. نواقيس.. ولا من مجيب!