سلمان النقاش
الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا هو احمد عبد الحسين جذوة مشتعلة على الدوام لم يخش احتراق نفسه بها ،في الموضوع الذي اثاره اليوم لم يكن مشاكسا او محبا ليقعة الضوء لتتسلط عليه .. عرفته في نهاية التسعينيات حين كان حضوره بين المبدعين في دمشق كما هو الان .. ايام كانت الوجوه التي صارت جزء من السلطة الان لها امتيازات اذا ما قيست باوضاع الاخرين فانها لاتقل فائدة عما هم عليه الان .. وكان يؤشر كما يريد ان بؤشر ويثير تحفظاتهم لا بل غضبهم وكانوا يستطيعون ايضا ان يقلقوا وجوده .. كتب في كل صحفهم كما يريد ان يكتب .كان يسير في طريق يوازي الطريق الذي كانو يمشون عليه .. الى اي مكان يتجهون كان احمد موجود ..لا يتحملون وجوده ..لكنهم كانوا يعلنون على الدوام صداقتهم اليه الا ان افعالهم كانت تقول غير ذلك .. كان يعيش هناك من نتاج ما يكتب في الصحف الممولة من احزابهم وكم من مرة حجبوا عنه اجوره .. لم يكن يسخر منهم ابدا بطريقة اللامبالي .. كلماته ترسم دائرة من التاثير تضم داخل محيطها من يدرك ان الواقع ما يؤشر عليه احمد .. زرته مرة في مكان سكناه وجدت صديق له مؤمنا بضرورة تعبئة الشارع انطلاقا من ثقافته الدينية .. لم التق بمثقف متدين كالذي التقيته ذاك العصر عند احمد ..
هو نفسه تثقف دينيا ضمن قنوات ثقافته ..
حين اقرأ ما يجري مع حامد نصر ابو زيد وسيد القمني ورفعت السعيد وصادق جلال العظم ومن على شااكتهم .. كنت اعتقد دائما ان احمد سيعلق يوما في شباك معترضيهم .. عندما اغتيل كامل شياع كان انفعالي عاديا جدا .. لكني حين تعرفت على مقتله من كتابات احمد بكيته .. كان الملحق الثقافي في جريدة الصباح عبارة عن صخرة عنيدة نقش عليها احمد قرطاسه .. لم يكن جريئا ابدا .. هو ذا احمد لا يكون نتاجه الا مميزا
هو ذا احمد لا يرتضي انزلاقا في طريق ناعم ربما وفرته حياته الجديدة بعد عودته من مركز الحضارة الذي رفضه حين قال في تعريفه لنفسه انه عاد الى الوطن والى الابد .. وانا اقول انا احب عراقيتي لان احمد عراقي .
#سلمان_النقاش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟