أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 05:05
المحور:
الادب والفن
(1)
في طفولتي
صنعتُ من حرفي طائرةً ورقية،
طائرة ما أن رآها الأطفال
تطيرُ عالياً في السماء
حتّى سرقوا خيطها الطويل.
لم أعر انتباهاً لما حصل
وصرتُ أحملُ طائرتي بيدي
وأمشي فرحاً في الأسواق.
وحين أصبحتُ شابّاً
قبّلتْني امرأة أجملُ من اللذة
لتسرق ذيلَ طائرتي وتمضي.
لم أعر انتباهاً لما حصل
لأنَّ الحربَ بانتظاري
لتسرق هي الأخرى
لتسرق العودَ الصغيرَ في وسطِ الطائرة.
(2)
هكذا أصبحتْ طائرتي مجرّدَ ورقة
ليس إلاّ
حملتُها ومضيتُ لأعبر البحر.
لكنّ البحر،
بحركةٍ عنيفةٍ ومفاجئة،
أسقطَ طائرتي في مائه المالح.
ولكي أُخرجها منه
كُتِبَ عليَّ أن أموت كلّ ليلة
لأربعين عاماً
حتّى أُخرجها في آخرِ المطاف
ورقةً مبلّلة
ليس فيها من مباهج الطفولة
سوى لونها ،
سوى لونها الباهت المّمزَّق!
*******************************
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟