أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود ابو بكر - درويش . . . القضية والسلطة














المزيد.....

درويش . . . القضية والسلطة


محمود ابو بكر

الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 07:27
المحور: الادب والفن
    




في الذكرى الأولى لرحيله، ليس من اليسير الحديث عنه كراحل •• ناهيك عن تقفّي مساره السياسي المرتبط -أساسا- بكل المسارات الحياتية الأخرى •• فهو شاعر القضية ، التي لا تمثل هوية كل فلسطيني أو عربي أو مسلم فحسب، بل هي القضية العنوان لكل أحرار العالم ••

و إذا ما ارتبطت تلك القضية بالمسار والتجربة فإنّه من الصعوبة بمكان فرز كل على حداه ••
درويش إذا شاعر صنعته القضية أو هي قضية لم تجد صوتا عاليا وعميقا كما التقطته لدى هذا الشاعر المناضل• وبينهما ( أي بين الشاعر والمناضل ) جسورٌ وقناطر تبدأ من عمق الأرض ولا تنتهي بمتاهات المنافي حين يصبح الدور متماهيا حد التطابق •
وبالتالي من الصعوبة بمكان الحديث عن درويش السياسي منفصلا عن درويش الإنسان والشاعر، وما يمكن الذهاب إليه في مثل هذه السانحة هو محاولة النظر إلى الأدوار والمواقع التي شغلها الراحل الحاضر في مسيرته المزدوجة• وفي حياة درويش -كما هي في حياة معظم المبدعين- •• كان اليسار هو المنفذ/ المنقذ حيال قضية الانحياز للإنسان •• لذلك لم يكن غريبا أن نجده هناك في الأرض المحتلة، يعمل من تحت مظلة الحزب الشيوعي الإسرائيلي ضمن ما يسمى مجازا بفلسطيني ,48 الذين اعترف جناح راكاح في الحزب ذاته بضرورة الحفاظ على خصوصيتهم والدفاع عن هويتهم القومية• لذلك وحدهم الشيوعيون الفلسطينيون أدركوا مبكّرا الضرورة القصوى التي تتطلّبها مقاومة مشاريع الأسرلة من داخل الأرض المحتلة، مما أدى إلى انقسام الحزب الشيوعي نفسه إلى جناحين متناقضين، راكاح الذي يدافع عن الحقوق القومية للفلسطينيين و ماكي بقيادة عصابة ميكونيس سينيه • من هن فضاعف درويش نشاطه وبالتالي تضاعفت مخاطر الوقوع في شباك العدو، فاعتُقل في عام 1961 لأكثر من مرة لتأتي هزيمة 1967 وتضع فواصل كثيرة في المسيرة وتعزز القناعة الأكيدة بأن هناك على الضفاف الأخرى رفاق يحملون أكثر من قلم وأكثر من سلاح• فحزم درويش حقائبه متأبّطا عبارته الشهيرة التي أطلقها في القاهرة ربيع عام 1971 ، لقد غيّرت موقعي ولم أغيّر موقفي ليخوض تجربة أخرى تضعه في عمق الأشياء • بدءً بحركة فتح وليس انتهاءً بمنظمة التحرير الفلسطينية كمظلة آمنة لكل التيارات السياسية والفكرية الفلسطينية، حيث تقلد فيها مناصب ومواقع عديدة، أُسند إليه معظمها غيابيا ( كما يذكر أحد رفاقه) ••وظل يعمل ضمن أطر المنظمة في القاهرة، و لبنان ثم بباريس إلى أن تقدم باستقالته من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاقية أوسلو•
درويش والسلطة
يقول أيمان يحي في تحليله لعلاقة درويش بالسلطة، أن هناك ثلاث مدارس تهتم بظاهرة المثقف والسلطة ، أولها مدرسة الاستقلال التام عن السلطة والتمرد عليها وثانيها الالتحاق بها والذيلية لمواقفها وثالثتها الاحتفاظ بمسافة منها والتعامل معها بحذر •
مشيرا إلى أن محمود درويش كان من أنصار المدرسة الثالثة ، حيث يمكن وصف علاقته بالسلطة خاصة بعد عودته إلى رام الله بالمثل الشعبي لا بحبك ولا أقدر على بُعدك !
حيث أبقى المساحة مواربه ومفتوحة لكل الاحتمالات عدا أن تجعله طرفا في معادلة السلطة، حيث رفض أكثر من مرة، طلب أبو عمار لتولي حقيبة وزارة الثقافة ، دون أن يؤدي ذلك إلى قطيعة فعلية مع تلك السلطة التي خاطبها وانتقدها، سواء في شعره أو نثره أو حتى في يومياته التي كان يكتبها في جريدة الأنوار • ولم تخلو حياته من الإشارات (السياسية) السالبة حيث في المرحلة الأخيرة من حياته اتهم بدعوته للتطبيع ، بل وذهب البعض بعيدا إلى افتراض أن قصيدة ريتا والبندقية كانت تعبيرا عن قصة حب ربطته مع السياسية الإسرائيلية مشالوميت آلوني التي أصبحت فيما بعد أحد قادة ميرتس يسار الوسط الصهيوني! فيما رأي البعض الآخر أن المرحلة الأخيرة من حياته في رام الله والأردن قد عرفت انقلابا سياسيا وفكريا انعكس على التجربة الإنسانية والشعرية لدرويش كشاعر للقضية ••وهي المرحلة التي يحبّذ البعض وصفها بـ مرحلة الشعر الإنساني إن صحت التسمية• فيما يعيّب عليه البعض الآخر ما يسمونه التماهي الفاضح مع مشاريع التسوية التي تعني في مرحلة ما مشاريع تطبيع وتقاسم حصص الوطن مع العدو حسب وصفهم - في إشارة إلى زيارته الأخيرة لحيفا - وإقامته بالضفة •
قصيدةُ•• لرثاء الحال
لم يكن عام 2007 ليمر دون قصيدة ••والدم الفلسطيني يُراق ببنادق الإخوة الأعداء •• كانت غزة المسرح وفلسطين الوجع الذي فجّر في أعماق درويش مرارة اكتشاف أنه منذ الآن غيره ، ليُرثي الحال قائلا هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا••• لنُدْرك أننا لسنا ملائكة•• كما كنا نظن؟ وهل كان علينا أيضا أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟ كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء! وكم هو مؤلم وقاسي أن يغادرنا مسكونا بهذا الوجع وبتلك المرارة •• مدثرًا بالقصائد التي مهما اختلفنا حول مواقف صاحبها فلا نملك إلا أن نكون مبهورين بقيمتها الفنية والإنسانية ••أما محمود فيكفي أنه قد استبق القول في آخر قصائده : أنا لاعب النَّرْدِ ، أَربح حينا وأَخسر حينا، أَنا مثلكمْ أو أَقلُّ قليلاً •••
الجزائر نيوز : الجزائر


بقلم / محمود ابو بكر
كاتب وصحفي: الجزائر نيوز



#محمود_ابو_بكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود ابو بكر - درويش . . . القضية والسلطة