أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثاني)














المزيد.....


الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثاني)


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وللتذكير، فالأصالة والمعاصرة هو حزب عمل في ظرف وجيز على حرق مجموعة من المراحل، في اتجاه البناء السياسي والهيكلي لبناه التنظيمية، في إطار حرصه على التواجد النوعي في هذه المحطة السياسية المتميزة. ويحرص على التواجد في قلب الغاية الهادفة إلى المساهمة في تخليق المنافسة السياسية بين الأحزاب المتواجدة في الساحة. ومن خلال ذلك، يريد إعطاء ديناميكية خاصة للانتخابات الجماعية المقبلة، المفترض تميزها بأجواء من الحماس المتقد لدى الأطراف المتنافسة، من أجل الرفع من وتيرة اهتمام المواطنات والمواطنين بالعمل السياسي بصفة عامة، والإقبال الواسع لهم على المشاركة في الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع فيما نستقبله من استحقاقات انتخابية بصفة خاصة.

إلا أن "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، وعلى إيقاع مناقض تماما للالتزام ـ ولو في الحدود الدنيا ـ بأخلاقيات المنافسة السياسية الشريفة بين الأحزاب، دشن دخوله إلى غمار الاستحقاقات الانتخابية القادمة بسيل من النعوت والأوصاف المشينة، غير المتداولة إلا في مقامات الانحلال القيمي والخلقي والمسلكي، متوجها بها إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وهو بهذا لم يخرج عن سياق الممارسات والتصرفات والسلوكات التي ساهم في القيام بها داخل الجامعات المغربية وخارجها منذ بدايات نشأته، مرورا بالنقاش الذي دار حول مشروع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، وبالتداول في شأن 16 ماي 2003 وما تلاها من أحداث دموية وإجرامية، وصولا إلى الحملة الانتخابية السابقة لأوانها التي دشنها من مدينة مكناس، التي أقيل عمدتها أبو بكر بلكورة، يوم 29 يناير 2009، بموجب قرار للمفتشية العامة للإدارة الترابية، في إطار عملها المرتبط بالتفتيش والمراقبة، وهو العضو القيادي بـ"الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية.

وبما أن حزب الأصالة والمعاصرة أسس مرجعيته «على قيم المواطنة والأصالة المغربية والتشبث بمقومات الأمة المغربية الأساسية»، واعتبر أن «الدين الإسلامي الحنيف دين المغاربة، بمثابة المقدس المشترك»، ونبه إلى أن الدين الإسلامي «يوجد اليوم، في إطار التنافس الحزبي ببلادنا، محط تجاذب تغذيه نظرة سياسوية ضيقة تروم التحايل باسم المقدس المشترك والاستقواء به من أجل كسب مواقع في مجال السلطة والتدبير السياسي»، وعبر على أن خطورة الأمر لا تنحصر «في التشويش على سلامة التباري السياسي والانتخابي، بل الأخطر من ذلك أن من شأنه أن يشكل خطرا حقيقيا على وحدة البلاد وعلى كيانها الوطني»، وحدد موقفه في أن أي «استغلال للدين أو توظيف لقضايا الإسلام والمسلمين لتحقيق مآرب سياسية، هو بمثابة إضعاف للمشروع الوطني وتهديد لوحدة الأمة المغربية وللأمن الروحي لأبنائها»، والتزم «بعدم اللجوء إلى استغلال الدين الإسلامي في الحقل السياسي»، ووجه الدعوة إلى كل «الفرقاء السياسيين المؤمنين بقيم الديمقراطية والحداثة إلى التصدي لمن يقوم بذلك». فما كان لـ"الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية الذي استشعر مدى التأثير السلبي لهذه المرجعية والقراءة المتأنية على مسار أدائه السياسي/الديني، إلا أن "ينتفض" عبر هجومه على حزب الأصالة والمعاصرة بالذات.

وللتذكير، فإن "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، قام في البداية على أساس "دعوي تبليغي"، ليتشكل في أواخر التسعينيات من القرن الماضي كـ"تنظيم سياسي". وقد كان الأساس في نشأته يتمثل أساسا في ادعائه "ضعف الوازع الديني" لدى عموم المغربيات والمغاربة، وزعمه "تدني" مستوى أخلاقهم، أفرادا وجماعات، لذلك، فقد كان مبرر وجوده هو الرغبة في ولوج ساحة الفعل السياسي، من منطلق "تصور منبثق" من المرجعية الإسلامية، و"منضبط" للقيم الأخلاقية والسلوكية التي يدعو إليها الدين الإسلامي، على غرار العديد من التجارب الفاشلة لـ "الأحزاب الدعوية" التي برزت في بلدان أخرى، واستولت فيها على السلطة، لتبين للعالم مدى ارتباطها بالاستبداد الظلامي من جهة، والمسافة الفاصلة بين الاعتقاد في الديمقراطية وبين تنزيل كافة طرق العسف والظلم على أرض الواقع من جهة ثانية، وطرق وكيفيات التعامل الهمجي مع الخصوم السياسيين في حال استلامها للسلطة السياسية داخل أي مجتمع من جهة ثالثة.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثال ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الراب ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخام ...
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين1
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة3
- أي أفق للمناهج والبرامج الدراسية؟
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين5
- حقوق الإنسان دعامة أساسية للإصلاح التربوي
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة1
- التربية على حقوق الإنسان1
- التربية على حقوق الإنسان (2)
- التربية على حقوق الإنسان (3)


المزيد.....




- شاهد.. -غابة راقصة- تدعوك لإطلاق العنان لمخيلتك في دبي
- بعد مكاسب الجيش في الخرطوم.. هل تحسم معركة الفاشر مآل الحرب؟ ...
- هواية رونالدو وشركاه .. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- أكثر من 20 مرتزقا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا
- باكستان قلقة من الأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان وتحذ ...
- وزير الدفاع السوري يتفقد ثكنات الجيش بصحبة وفد عسكري تركي (ص ...
- تركيا.. شاورما تنقذ حياة -مسافر الانتحار- (صور)
- من أمام منزل السنوار.. تحضيرات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين ...
- سوريا.. من هم القادة العسكريون الذين شاركوا الشرع -خطاب النص ...
- وارسو.. اجتماع وزاري أوروبي لبحث الهجرة والأمن الداخلي وترحي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثاني)