أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نور سلمان السعد - هوامش على دفتر المصائب














المزيد.....

هوامش على دفتر المصائب


نور سلمان السعد

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 08:16
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس مصاب العراقيين واحد في هذا الزمان،فالمصائب لا تأتي فرادى بل تتناسل وتتكاثر..ليس مصابهم أنهم تخلصوا من أبشع نظام تسلطي تحكم برقابهم وأحرق الاخضر واليابس في أرض السواد ليدخلوا في أخطر مرحلة يمكن أن يعيشها شعب حين يرى الى بنية الوطن التحتية تسلب وتهدم وتحرق خلال سويعات..ليس مصابهم أن البلاد ابتليت بكل أنواع الموت المجاني لأسباب لا يمكن فهمها حتى أضحى الموت الذي يحصد أبناء الوطن مشهداً مألوفاً كالهواء الملوث الذي نستنشقه،وكالماء الشحيح الذي لم يعد يروي ظمأ العطاشى انما صار هو أيضاً سبباً آخر للموت..ليس مصابهم أن اليد التي يفترض أنها تحميهم وتدفع عنهم العدوان تتآمر عليهم و(تعلسهم)و(تصكهم) وتسلب أموالهم كما تُسلب من الشفاه البسمة وتُزرع في العينين الدموع السخينة.
لكن المصيبة- كل المصيبة- في عملية سياسية عرجاء مشلولة أنجبت وزراء ومسؤولين لم يكن يدور في أكثر خيالات أحدهم بعداً وتطرفاً عن الواقع أن يصبح يوماً بمنصب أعلى من رئيس قسم أو شعبة،وربما لم يكن يحلم(جشعاً وطمعاً) بأن يكون موظفاً عادياً..
أقصى الحلم تحول بعصا ساحر وبفضل نكباتنا الى منصب لم يكن يطمع فيه يوماً أو يعرف شيئاً عنه فاذا به وزير تحيط به الحاشية والوكلاء والمستشارون ورجال الحماية الذين يعرفون كيف يفتحون كل باب مغلق وكل طريق مسدود وعرُفوه بكل أسرار السلطة ونعيمها..فتوردت خدود كانت صفراء شاحبة وابتسمت للفضائيات ووسائل الاعلام الشفاه لان الابتسام لغة عالمية تغني عن أي كلام فليس على المسؤول الكبير أن يصرح أو يتكلم..ليس عليه سوى أن يبتسم ويبتسم فالناطق الرسمي والمكتب الاعلامي هما سيدا الكلام!!
المصيبة التي لا علاج واضحاً لها في الافق أن على معالي الوزير أو السيد المسؤول الكبير ان يتخذ القرارات ويضع الخطط لوزارته،ويتحكم بالالاف من منتسبي الوزارة،وبالملايين من أبناء الوطن الذين يتعلق جزء من حياتهم بهذه الوزارة او تلك فكيف تكون هذه القرارات مع مسؤول لم يمسك القلم يوماً ليضع هامشاً على كتاب مرفوع الى معاليه أو يصدر قراراً ما؟!!
وكيل في احدى الوزارات يستقبل اصحاب الشكاوى بمكتبه ويعين هذا ويزيل ظلامة ذاك ويرقي غيرهما ويقضي حاجة آخرين شفاهاً وحين يطلب منه أن يثبتها بكتاب رسمي يقول(هاي هيه..أخذهه من هل شارب..كلامي ميصير اثنين..كلام زلم)!!وزير مرُ باحدى البنايات في بغداد يسأل رجال حمايته عن هذه البناية التي يمر بها يوميا دون أن يعرف أنها وزارته!! وآخر (أشوية أحسن)وضع هامشاً على كتاب لطالبي تعيين في وزارته(يعيُن نفرين)..ولسنا نعرف ان كان هذا الوزير صاحب مطعم للكباب فيما مضى أو سائق(كية)!!
هذا غيض من فيض مصائبنا مع مسؤولينا والعملية السياسية التي جاءت بهم..وبعد ذلك يأتي من يقول لنا أن الخير آت بعد الانتخابات القادمة..هل سنجرب مرة أخرى..صدقوني لست أدري!!



#نور_سلمان_السعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا يعود صدام الى السلطة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نور سلمان السعد - هوامش على دفتر المصائب