أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حامد حمودي عباس - لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم















المزيد.....


لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2730 - 2009 / 8 / 6 - 09:27
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مهما تعددت الرؤى لوضع خارطة يراد منها معرفة الاسباب الموحية بتخلف العالم العربي عن ركب المسيرة الحضارية الاممية ، يبقى جانب التعليم وبكافة مراحله يحمل أهمية بالغة لمن يريد وضع الخطوط الرئيسية لحدود وتفاصيل تلك الخارطه . وقد صدرت دراسات شتى ، الكثير منها يحمل سمات الجدية والكفاءة في تشخيص العلل الحقيقية ، وغير المشوبة بما يجعلها مبنية على الآراء المنفصلة عن واقع الامه ، وما يعنينا هنا هو الجانب العلمي والمستند على قراءة موضوعية لما نحن فيه من واقع .. واقع يقول وبصريح الطرح بان العالم العربي قد انتقل من كونه يراوح في مكانه الى كونه بدأ بالتراجع فعلا الى الوراء معلنا فقدانه لأية امكانية للمناورة أو مقاومة استفحال عناصر الردة في دواخله ومن جميع النواحي .
يقول احد التقارير المقدمة من قبل السيد الامين العام للجامعة العربية بأن نسبة عدد الاميين في العالم العربي خلال عام 1970 قد بلغ 50 مليون أمي .. في حين بلغ عددهم 70 مليون خلال عام 2005 ، ليرتفع الى 100 مليون خلال العام الحالي . وتقول التقارير المقدمة من قبل منظمة الالكسو وعلى لسان احد خبرائها التونسي محمد بن رجب بأن نسب الامية في الوطن العربي تسير حثيثا نحو الارتفاع ، دون وجود أية مؤشرات حقيقية لجعلها تتناقص وعلى المدى المنظور ، في حين تتجاوب المنظمات المعنية بهذا الجانب في الاردن مثلا لتطرح حقائق مرة وهي ان الامية بين صفوف العرب لا تقتصر فقط على الامية الابجدية ، بقدر شمولها تلك الامية المتعلقة بالمعرفة التكنولوجية . فالعلوم التي تتيح اكتساب المعرفة بالتعامل مع الكمبيوتر وبقية الاجهزة المكتبية المتطوره الاخرى وكذلك طبيعة العلاقة غير المتقاربه بين الشباب العربي ومكتشفات العصر لا توحي بالشعور بالاطمئنان .
ثمة حقيقة اخرى لا تقل أهمية عما يطرح بِالشأن المعرفي في عالمنا العربي ، حيث تقر أغلب الجهات المعنية بوضع دراسات احصائية لنسب الامية في بلادنا العربية ، على أن تلك النسب كانت تشهد تناقصا ولو بدرجات مختلفة خلال فترة الخمسينات ، وهذا معناه بأن تلك الفترة والمحددة بما قبل الاستقلال للعديد من الدول العربية ، توحي للمتتبع بمدى أهمية الوقوف بموقف المتأمل لطبيعة تلك الفترة ، مقارنة بما حدث للجانب المعرفي في بلداننا بعد تمتعها بالاستقلال وطرد المستعمرين عن اراضيها .. ولا يمكننا ونحن نمس الواقع المتباين لوتيرة التعليم في بلداننا بين الماضي والحاضر ، الا وان نتذكر تلك المسحة من الهيبة والجدية سواء على طبيعة التعامل مع المناهج الدراسية ، او المؤسسة التعليمية المتمثلة بالمدرسة كلما اوغلنا في ماضينا ، وتبهرنا بكثير من الاستمتاع صور الاحترام التي تفرضها علينا شخصية المعلم والسبل التي كانت متبعة لايصال المعلومة المدرسيه آنذاك .
اذن فالحقائق المطروحة امامنا تقول –
أولا – لقد كانت وتيرة التعليم ، ونسبة الامية الأبجدية على وجه الخصوص ، تتقدم ولو بنسب مختلفة وضئيله ابان فترة ما قبل الاستقلال للدول العربية ، وان مبدأ التعاطي مع التعليم كان أكثر جدية في تلك الفترة .
ثانيا – ان نسبة الامية هي في ازدياد مستمر في عالمنا العربي بعد ما يسمى بمرحلة الاستقلال ووتائره تزداد على العكس مع ازدياد وتائر التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم المتمدن .
ثالثا – ان الامية المعرفيه لا تقتصر فقط على عدم معرفة القراءة والكتابة فقط ، وانما تتعدى ذلك الى حدود امية اخرى لا تقل خطورة عنها ، وهي الامية التكنولوجية والبايلوجية المتعلقة بطبيعة التعامل مع ظروف البيئة والصحة ، والامية الاجتماعية المغار عليها من قبل الطقوس الدينية المعرقلة لسبل الحداثة والتقدم ، الى غيرها من الاميات التي حالت بين شعوبنا وبين أن تحاكي حضارات غيرها من الامم .
ما الذي جرى اذن ، وما هي الاسباب المقنعه لهذا التردي المعرفي في بلداننا ، ولماذا تسير وتيرة الامية بصنوفها المختلفة باتجاه تنازلي محموم لا يقبل التعديل في مرتكزاته بفعل استرخاء تام في كل مفاصله ، وهل من سبيل لايقاف العجلة المعرفية المرتدة بعنف الى الوراء حتى ولوكان هذا الايقاف يجعل منها متسمرة في مكانها على الاقل بانتظار شحنات تحركها الى أمام ولو بعد حين ؟ ..
الواقع المعاش يقول ، وبوضوح تام ، واعتمادا على ركام هائل من المعطيات المنطقية ، بانه لا سبيل البته من الوصول الى حيز معرفي تتحقق فيه نقلة نوعية لما نحن فيه من حال تتردى فيه معرفتنا يوما بعد يوم ، حيث نفتقد أساسا للركائز المطلوبة في خلق هذه النقلة التاريخية والتي ستضع لمعالمنا الحضارية معنى يلتفت له وسط هذا الكم المتزايد من العلوم والاكتشافات ومحاور غزو الفضاء ، ونحن أمام حقيقة مروعة حينما تفيدنا تقارير الامم المتحدة بان الاميين العرب أصبحوا يشكلون نسبة 51 % من مجمل عدد الاميين في العالم .
انني بدأت أتحسس من أمر الولوج الى فكرة توحي لي ، بأن الخلل في تعطل المسيرة المعرفية فينا ،هو نحن وليس غيرنا ، اذ أنني ومهما تكدست امامي عشرات بل مئات الحقائق والتي تأخذني الى الاعتقاد بان شعوبنا قد فتكت بنفسها وامعنت بهذا الفتك ، حين أصرت على تقبل فكرة مفادها انها خير الشعوب ، وانها تمتلك حقيقة الانتماء الى سماء انزلت عليها العلم مدرارا بوحي لم يبخل عليها بتفسير كل شيء ، فبقيت محاصرة وسط مفاهيم تعبث بمقدراتها وتمنعها عن شحن كيانها بطاقة البحث والتقصي ، كلما توصلت لفكرة كهذه أجدني واقع تحت ارهاب نصال اسلحة تهددني بالموت ، بتهمة الشروع بتحقير الامه ،والتنكر للتراث والتعرض للاسلاف الميامين بسوء ..
لقد أشار الدكتور طارق حجي في احدى معالجاته للواقع المعرفي العربي ، الى حقيقة هامة جدا طالما توقفت عندها أنا ومنذ اولى فترات وعيي بالمحيط التعليمي في بلداننا ، وهي أن التوجه صوب التعليم المهني الوسيط ، والذي يعنى بالعلوم الفنية المتعلقة بامتلاك مهارات فنية يدوية او ميكانيكية ، لم يجري التوجه له وبشكل جاد في الوطن العربي ، وقد يكون هذا ناتج عن شعور بالنقص مرده الى ركامات معروفة تفاصيلها ، أساسها شعور مفرط بالفخر الكاذب أسسته في اذهان الشباب على الخصوص مدارسنا الدينية بما يدعمها من ظروف اقتصادية مترديه ، مقابل الوعي بحقيقة تخلف مزري يعم نواحي الحياة في البلدان العربية قياسا لما هو سائد في العالم الاول ..
ان السعي نحو الحصول على شهادات عليا واغلبها في العلوم الادارية ، والعزوف عن التوجه للمعرفة المهنية جعل من الالاف من الشباب في البلدان العربية ينتمون الى صفوف العاطلين عن العمل ، بل أصبحت القاب ( دكتور وباش مهندس ) تلاك على الالسن في توصيف الطلبة حتى وهم في الصفوف الاولى من الجامعات ، ومن الطبيعي ملاحظة المئات من الخريجين الفائضين عن حاجة الدوله ، بما لديها من مشاكل مزمنة في عمليات استيعاب الكادر الحامل لشهادات عليا لا تؤهال حامليها النزول الى الشارع ، والانخراط في الورش ضمن مشاريع خاصة أو عامه ، وغالبا ما نجد أن من يسد النقص في مهن كهذه هم من الوافدين الآسويين وغيرهم من ابناء البلدان التي أولت اهتماما بالغا للتوجه صوب خلق اجيال من العاملين المهرة .
أميتنا لا زالت تتسع ابعادها دون من يسيطر عليها بخلق نظام تعليمي رفيع المستوى ، وستبقى هذه المساحة المتسعه من اللامعرفه مستمرة والى أجل غير مسمى ، لتغطي حياة الاجيال القادمة معلنة فشلنا في ابداء حركة نتوقف من خلالها عن دأبنا في التراجع ، لنخطو خطوات الى أمام علنا نلحق بمؤخرة قطار المدنية .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتوقف فورا تنفيذ حكم الاعدام بالنساء العراقيات في سجون بغدا ...
- علمانيون ومتعلمنين .. ظاهرة جديده تستحق الانتباه !
- أطفالنا يهددهم مستقبلهم المشحون بالوباء .. أين الحل ؟؟
- لماذا الدين الاسلامي دون الاديان الأخرى ؟؟
- لتتوحد كافة الجهود العلمية من أجل إيقاف ظاهرة التصحر في العر ...
- نعم لمبادرة الدكتوره وفاء سلطان والدكتور سيد القمني في إحياء ...
- منشور خطير كاد يطيح بنظام الحكم في العراق
- أفكار حول إشكالية الهجرة من الريف الى المدينة في العراق .. م ...
- من مظاهر إنحسار الرقي العربي والاسلامي في بلدان اللجوء
- واحة من ذكريات عن مدينة كان يزهو العيش فيها .. وغدت خرابا تن ...
- بين واقع مزري لأمة يقتلها ( محرروها ) .. وبين المشاعر الكاذب ...
- سيد القمني .. مصر قالتها فيك قولة حق .. فالف مبروك .
- ألاستاذ شامل عبد العزيز .. وجهده المتميز لبيان تأثير التيارا ...
- في محافظة ديالى .. كانت لي هذه الحكايه .
- بين تمرد مشوب بالقلق .. ومصير مجهول .. هل من قرار ؟؟
- مجتمعاتنا لم تمر بما يسمونه مرحلة الطفوله ، وأطفالنا هم مشار ...
- ألرشوة حلال .. والمرتشي له ثواب القبول .
- ألعار سيبقى هو المصير المحتوم لجبهة الفكر الرجعي المقيت .
- لمسات لشعار .. فليسقط الوطن ولتحيا المواطنه .
- متى تنتهي عهدة الانظمة السابقه عن ما يجري في العراق اليوم ؟


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حامد حمودي عباس - لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم