ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 10:09
المحور:
الادب والفن
أَنَا أُنْثَى..
كُلَّمَا صَفَعَتْهَا رِيحٌ
تُعَاوِدُ نَبْشَ مِلَفَّاتِ التَّارِيخِ
لِلْبَحْثِ عَنِ فَارِسٍ
سَيُحَاربُ الطَوَاحِينَ
فِي طَرِيقِهِ إِلَيْهَا،
فَتُرْخِي لَهُ الْجَدِيلَةَ..
لِيَصْعَدَ
إِلَى شَاهِقِ الْقَلْبِ.
أَنَا أُنْثَى..
تُشْعِلُ الشُّمُوعَ بَدَلَ لَعْنِ الدُّمُوعِ..
هَوِيَّتِي؛
قَصْفَةُ زَيْتُونٍ وَزَعْترْ..
هِوَايَتِي؛
تَأَمُّلُ الأَطْيَارِ وَالنُّجُومِ وَالْغُيُومِ..
غِوَايَتِي؛
قَلَمٌ نَزِقٌ وَدَفْتَرٌ.
أَنَا أُنْثَى..
تَجْعَلُ مِنْ رَأْسِهَا شَمْسًا
وَمِنْ أَحَاسِيسِهَا بَحْرًا
لِفَارِسٍ ..
يُجِيدُ تَحْمِيصَ مَشَاعِرِهَا
عَلَى نَارِ الْغَيْرَةِ
ثُمَّ، يَطْحَنُهَا حَبَّةً.. حَبَّةً
وَيُضِيفُ حَفْنَةً.. حَفْنَةً
مِنْ هَالِ الْمَحَبَّةِ
فَيَأْتِي بُنُّ الْحُلُمِ شَهِيًّا.. شَهِيًّا.
أَنَا أُنْثَى..
دَائِمَةُ الْخُضْرَةِ
فِي عُرُوقِهَا يَجْرِي
نُسْغُ الْعِشْقِ
أَنَا أُنْثَى الرَّجُلُ الْغَجَرِيُّ؛
ذَاكَ الْغَرِيبُ الَّذِي يُدْرِكُ
كَيْفَ وَمَتَى
يُدَلِّكُ خَلاَيَا كِبْرِيَائِي
يَفُكُّ أَصْفَادِي..
عَلَيَّ يَدُلُّنِي..
يُدَلِّلُنِي..
فَوْقَ الْغُيُومِ الْحَائِرَةِ يُرَاقِصُنِي..
يُؤَرْجِحُنِي شَرْقًا..
أُؤَرْجِحُهُ شَوْقًا
يُؤَرْجِحُنِي جَنُوبًا..
أُؤَرْجِِحُهُ جُنُونًا
يَحْتَاجُنِي
لَبُؤَةً وَقِطَّةً وَدِيعَةً
أَجْتَاحُهُ
رعْدًا.. بَرْقًا.. وَمَطَرًا بَدِيعًا.
إِلَى سَمَاءِ الْوَجْدِ
يَنْقُلُنِي،
فِي قِطَارِ الْوُدِّ
إِلَى أَقْطَابِ اللَّهْفَةِ
أُقِلُّهُ ..
وَفِي لَحْظَةِ الدَّهْشَةِ
يَعُودُ بِي، بِهِ، بِهذَا الْوَلَهِ
إِلَى بَسَاتِينِ الْبَنَفْسَجِ،
وَالْيَاسَمِينِ وَالْحَبَقِ.
أَنَـــا الأُنْثَـــى
وَلاَ أُنْثَى فِي مِثْلِ غُرُورِي.
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟