أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمار عوض محمد عبداللة - ميكازمات التحايل في الثقافة السودانية (1 )















المزيد.....


ميكازمات التحايل في الثقافة السودانية (1 )


عمار عوض محمد عبداللة

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بسم الله الرحمن الرحيم
تدين هذه الدراسة لاشخاص تحسب انهم قد اخلصوا ، منهم من قضى ، ومنهم من ينتظر
نسال الله العلى القدير المغفرة لعلمائنا الاجلاء
المورخ والاثاري نجم الدين محمد شريف
المورخ احمد علي الحاكم
المورخ ولاثاري اسامة عبد الرحمن النور
خالص الامنتنان للاستاتذة الاجلاء
بروفيسور على عثمان محمد صالح
بروفيسور انتصارضغيرون الزين

تاسيس نظري حول الموضوع

( 1 )

1 / اهمية مدخل التاريخ المباشر في معالجة القضايا الثقافية المعاصرة..

هنالك الكثير من الظواهر الثقافية التي تستدعي دراستها بعدا تاريخيا يستصحب معه مختلف الفترات الثقافية عند المعالجة . والتاكيد يستصحب معه ايضا حقيقة مغذى التحولات التي شهدها هذا الساياق الجغرافي المسمى اصطلاحا بسودان وادي النيل في مختلف فتراته الزمانية . وتاتي اهمية البعد التاريخي في دراسة الظواهر الثقافية ( لا سيما المعاصر منها ) لكون الاخيرة عادة ما تكون خليطا معقدا لا يمكن استيعابة في كثير من الاحيان الا بمبدأ الارتداد الى الماضي لمعرفة الحاضر .او بقول اخر استقراء القديم لفهم واستيعاب الحديث ولمعاصر ومثل هذا الارتداد انما هو اعادة النظرة للتاريخ المدون بصورة متجددة تراعي التغيرات التي تحدث من حولها بحيث تكون الحقائق التاريخية موضوعا للاحلال والابدال بموجب ما يتوافر من البينات التاريخية المستجدة عن طريق البحوث والدراسات المعنية بهذا المنحى . وذلك باعتبار ان الحقيقة التي يصل اليها المؤرخ عادة لا تعدو من ان تكون حقيفة نسبية كلما ذادت نسبة الصدق فيها اقتربت من الحقيقة المطلقة ( 1 ) ورب ظاهرة ثقافية معاصرة لها ما لها من الفاعلية والنشاط المعاصرين ما يخفي حقيقة اصالتها بينما بالية الارتداد التاريخي يمكن ان يزيح المنهج التاريخ تلال من الروابط ( السمات الثقافية ) المشتركة التي كانت تمثل مع تلك ظاهرة منظومة فكرية موحدة ومنسجمة سادت خلال فترة تاريخية محددة
وعلى هذا المنحي تتوجه هذه الدراسة الى محاولة فهم واستيعاب ما هية العلاقة التاريخية التي جمعت ما بين مختلف الفترات الثقافية التي مرت على هذا السياق الجفرافي وعلاقة مثل تلك التحولات التاريخية بواقعنا المعاصر ومدى تاثيرها فيه الان وذك ايمانا من الدراسة باهمية المكتسبات الثقافية المعاصرة ذات المنشأ التاريخي باعتبارها القاعدة التي تنطلق منها الامة والجماعة الى عكس تراكمتها و مكنوناتها الحضارية وجميع منجزات انسانها القديم والمعاصر بناءا على الية التواتر وكما اشار الى ذلك اسامة عبد الرحمن النور حينما كتب قائلا : " الثقافة في جوهرها عملية انسانية تعتمد الاخذ والعطاء والامتناع عن الاخذ والعطاء من ثقافتنا المتنوعة هو تنكر لقيمة العطاء الذي اسهم به اجدانا الاوائل في اثراء هذا الترث " (2 ) .
وفي الحقيقة نجد ان التجاة التاريخي في تحليا الظواهر الثقافيه المعاصرة هو اتجاه ليش بالحديث على مستوى اوساطتنا الاكاديمية فهنالك العديد ممن طرقوا هذا الباب وأسسو لمثل تلك الرؤية عندما ادركوا ان المستجد المعاصر من الصيغ الثقافيه لا يتأتى فهمه الا بتتبع اصوله التاريخية ولعل من بين اولئك النفر على سبيل المثال لا الحصر احمد علي الحاكم وذلك حينما بادر بتناول مشكل الهويه الثقافية للسودان من منظور تاريخي في كتاب يحمل ذات العنوان محاولا من خلاله تناول الجزور التاريخية للتركيبة الثقافية السودانية محللا اصولها وخلفياتها الحضارية ومعاملا اياها ككيانت متفاعلة خلال ازمنه طويلة داخل الرقعة الجغرافية المحددة بالسودان ( 3 )
ونجد ايضا يوسف فضل في كتابه الشلوخ ، بينما نجد ان هنالك اخرون قد اهتموا بقضية الثقافة السودانية المعالصرة من حقول اكاديمية بعيدة عن علم التاريخ ولكنهم قد استعانوا بالمنهج التاريخي المباشر الذي يعتمد على الية استدعاء الزاكرة الثقافية القديمة في معالجه القضايا الثقافية التي تكون ذات صلة بالواقع المعاصر مثل احمد الطيب زين العابدين صاحب الاتجاه السودانوي في تحليل الظواهر الثقافيه ، وكما معلوم فان منهج السودانوية من ضمن المناهج المعمول بها في دراسات الثقافة السودانية ، حيث تنبه الى ظواهر ثقافية متنوعة وذات وجود تاريخي معاصر الا انها في ذات الوقت تمثل صيغا ثقافية ضاربة بجزورها في عمق التاريخ القديم ، فنجده قد كتب عن شجر النخيل ( 4 ) كرمز للحياة والخلود في سياق التاريخ القديم ، بينما ما زال يفرغ هذه الرمزية في مجرى التاريخ الثقافي المعاصر من خلال وجوده الممارسة الثقافية المعاصرة وان كان بصورة طقسية معزولة تتخفى مضامينها الفلسفية في اللاشعور الجماعي لدينا اليوم . كما كتب عن التمساح ذلك الكائن المقدس والمبجل لدى اسلافنا القداما والذي لا يزال يترائى لنا في ادب المتصوفة المعاصر ، كما كتب عن الاسد الحيوان الذي تشبع بالقداسة من قبل الانسان المروي لاعبا على وتر البيئة التي كانت تفرضه عليهم كمعطي حتمي .
على اية حال اننا نجد ان لهذا الاتجاه اليوم مآثره القيمة حيث يتيح للمهتمين بالقضايا الثقافية المعاصرة فرصة الاحاطة الكافية بالظواهر الثقافية النعاصرة اذ من خلاله يمكن ان تنجز عملية التأصيل من جانيه الزماني والمكاني كما تتاح الفرصة من خلاله للتعرف على مختلف الظروف والعوامل التاريخيه التي تشكلت منها الظاهرة في سياق معين دون غيرة ( تاريخية نشوء الظاهرة ) والشروط الاخرى التي خولت لهذي او تلك من الظوهر الثقافية البقاء والاستمرارية الثبات او التغير الكمون او الفاعلية او نحوها من الخصائص الاخرى . اذا بهذا المنهج يمكن توفير كم مقدر من المعلومات والحقائق من حيث التفاصيل تتاح الامكانية عبرها من احداث ثورة على مستوى فهمنا لقضايانا الثقافية من جانب ، وكيفية ادراة مثل هذه الحقائق من جانب اخر . فمثلا الية البحث الاثاري توفر لنا من خلال التنقيب معلومات وحقائق عجزت النصوص الكتابيه ان تمدنا بها ، اذ نجد ان باحث التاريخ لاسيما باحث التاريخ القديم حينما يبدأ في صياغاته التاريخية فانه لن يجد ما بين يديه ما هو بحاجة اليه من مصادر مكتوبة وبالتالي فانه يستخلص مادتة من مخلفات الانسان واثاره المادية ( 5 ) حيث يتولى الاثارى مهامه الرئيسة في كيفية استنطاق مثل تلك المخلفات الاثارية الساكنة أو مجموعة القرائن الاستدلالية المتوافرة في محيط جغرافي معلوم ( الثقافة الماديه ) وذلك للحصول منها على اجوبة لأسئلة كان قد طرحها مسبقا ثم سعى بعد ذلك لجمع الادلة التي يمكن ان تؤكد او تنفي فرضيته ، لكن حدود الاثاري في رحلة البحث عن الحقائق التاريخية تتوقف عند حدود التفسير( متى ، لماذ ، وكيف ) مثلا حول تفسير الاثاري لظاهرة ثقافيه ماديه معينه يطرح مشاكله في ثلاث اسئلة ريئسة : ان هذه الظاهره هنا متى انشأت هنا ؟ ولماذا انشات هنا ؟ وكيف انشات هنا ؟ وتتوقف الية البحث الاثارى بعد ان تكون قد وفرت من خلال تساؤلاتها الثلاث بينات مفيدة في عملية التدوين بالنسبة للمؤرخ . اما الاخير (المؤرخ ) فانه ومن خلال الياته العلمية من خلال تعامله مع الوثيقة التاريخية في صورتيها ( النصية المكتوبة والمعثوراتية التي تولى الاثاري مهام استنطاقها ) ان يصوغ الشكل النسبي للمشهد التاريخي الثقافي المعين . ثم يتوقف هوالاخر مفسحا المجال لشكل اخر من اليات التحليل وهو الفلكلور الذي يتولى ترجمة التحولات التاريخية التي حدثت للقديم المعاصر من الصيغ الثقافية وتبيان الية استمرارمثل تلك القيم وقراءة مؤشراتها المسقبلية من خلال مدى رسوخها في بنية الوعي الجماعي العام ( المفاهيم والتصورات التي تتشكل من خلالها البنية الفكرية والايديولوجية للجماعة في سياق زماني ومكاني معينين ).
اذا فان توافر المعلومة يعني تراكما على مستوى الحقائق وحلا للتساؤلات وبالتلي تصحيح وثورة حقيقية على مستوى المفاهيم واستيعاب موضوعي لمجريات الواقع الثقافي وامكانية وضع خطط استراتيجية موازيه في صحتها لمثل هذا الاستيعاب

نواصل انشاء الله تعالى
المراجع

1 – حسين مؤنس التاريخ والمؤرخون ،مجلة عالم الفكر ، المجلد الخامس ، العدد الاول ص (132 ) .

2 - اسامة عبد الرحمن النور ، دراسات في تاريخ السودان القديم ، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي ، الطبعة الاولى ، ص (10 )

3 – أحمد علي الحاكم ، هوية السودان من منظور تاريخي ، بدون تاريخ ، ص ( ) .

4 - احمد الطيب زين العابدين ، كرمز للحياة والخلود في الثقافة السودانية القديمة ، دراسة في الاستمراريه الحضارية في السودان ، مجلة الخرطوم العدد السادس ، 1983 م .

5 – حسين مؤنس ، التاريخ والمؤرخون ، مرجع سابق ،ص ( 134 ) .







#عمار_عوض_محمد_عبداللة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا ...
- -القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك ...
- من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف ...
- جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا ...
- فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
- براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ ...
- تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد ...
- إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
- زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد ...
- أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمار عوض محمد عبداللة - ميكازمات التحايل في الثقافة السودانية (1 )