|
اين المفر ؟
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
النفس البشري لغزة غامضة مبهمة يحاول علماء النفس و ارباب العمل و السياسيون واصحاب لغة الدعاية و الاعلانات والعسكر و الدول فهمها . استطاع علم النفس لحد ما تحليلها و لكن ستبقى جوانب كثيرة من هذا اللغز مدفونة في باطن النفس تطفو الى السطح بين فترة و اخرى لترجع الى القاع بعدها مرة اخرى . كان مالبورو سيجارة للنساء لطيفة خفيفة ذات انوثة مثل جو شهر مايس بموجب الدعاية في الخمسينات ولكن المرأة في هذه لفترة لم تكن مدمنة على التدخين ولم تأتي هذه السيجارة المسكينة بفوائد جيدة و لو ان الرجال كانوا يشتاقون الى سيجارة خفيفة لم يقوموا بتدخينها لانها كانت سيجارة المرأة مما دفع احد المبدعين الى تغير الاسم و الجنس دون تغيير نوع التبغ و اصبحت السيجارة تسمى مالبورو ذات نكهة الذكر و المغامرات و الحرية . انظروا يا علماء النفس ما ابسط غش الانسان بتبديل الاسم فقط .
والانسان شعر بحاجة الى الدين لتفسير ظواهر لايفهمه و لكن الاديان السماوية والارضية المحترمة لم ترضيه لان الصلاة والصوم والزكاة شعائر مزعجة مملة تمنعه من الانغماس في الشهوات البشرية الحلوة بحلاوة البقلاة التي يحبها ولا يستطيع الاستغناء عنها و هذا دليل على عدم التزام اكثر المسلمين الذين يفتخرون بديانتهم بهذه الشعائر ولامانع لديهم ان يشربوا البيرة والويسكي او يزنون في مباغى و يخدعون ويغشون حتى اقرب اقربائهم . والشئ الوحيد الذي يلتزم به حتى المسلمون المنافقون والمرتدون من امثالي هو الامتناع عن اكل لحم الخنزير ليس لاسباب دينية بقدر ماهي عادة دكتاتورية. باسم الدين قتلنا ولا نزال نقتل.
اما المسيحية فاصبحت في اوربا ديانة المخازن والمحلات لبيع المنتجات بصورة خاصة للاطفال في عيد الميلاد والغت كثير من الناس عضويتهم في الكنيسة و اصبحت تذهب اليها للاستمتاع بالهندسة المعمارية الجميلة وتلاقي الكنيسة والبابا معارضة شديدة . اما الدين اليهودي فلا نحتاج ان نتطرق اليه لانه دين اقلية بالمقارنة بالمسيحية و الاسلام. فاذن حان الاوان و نحن في منتصف عام 2009 الغاء الاديان و اذا كان ذلك ليس ممكنا يجب يكون الدين على الاقل قضية شخصية بحتة اي اذا صمت او ماصمت , صليت ما صليت لا احد يتدخل - لكم دينكم ولي دين . فاذن اتركونا نتجه الى الوطنية والقومية . ولكنها وكما تعرفون هي مثل الدين افكار ضيقة تجعلك تنتمي الى طرف وتعادي الطرف الاخر وتنسى انك انسان انحدرت من زنوج قارة افريقيا من حيوان في البحر و لست عربيا كرديا فارسيا امريكيا كما يقول بعض المغررين بهم من العرب - انا عربي حتى العظم لاننا اقرب اليه من حبل الوريد.
يا جماعة اتركوا الوطنية و القومية فهذة الافكار ضيقة لانكم اصلا لاتؤمنون بها بدليل وجود كثير من الجواسيس لا لاجل الوطن الغالي ولكن لاجل المال واني لا استطيع احب مناطق في العراق لم تقع عيني عليها . ولكوني بشر بالطبيعة اناني - حناني يقتصر فقط على اهلي و اصدقائي و مسقط رأسي و احيانا ثقافتي اذا كنت في الغربة - لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل السافلين. فباسم الوطنية و القومية قتلنا ولا نزال نقتل.
والان ما ذا نعمل ؟ بقى امامنا طريقين وهما الرأسمالية او اشيوعية . الرأسمالية كما تعرف مبنية على المال مثل طمع ابي لهب تساعد على تكويم المال و انتعاش الاقتصاد بدليل ان الانسان في الدول الرأسمالية اغنى من الدول الغنية بالنفط ولو انها ليست لديها موارد طبيعية وتعتمد كليا على العلم و استغلال البشر كبضاعة فلذلك يطلقون على البشر اسم الموارد البشرية فكل شئ له سعر و يجب ان يوزن حتى القيم الاوربية القديمة والدنيا تحكمها فقط المال و لا اريد ان اقول نحن لسنا ماديين ولو ان اللغة العربية تستعمل حرف الجر – عند – عند التعبير عن الملكية عندما نقول : عندي بيت وسيارة وزوجة بدل املك سيارة المانية جديدة فنحن ايضا ماديون حتى العظم.
اما الشيوعية و افكارها فانها كما ترى في اسمها تجعل البشر سواسية لا فرق بين عربي و كردي الا بالتقوى ولكن طريقة تطبيقها من قبل الدول الشيوعية السابقة تجعلها اكثر دكتاتورية من صدام و من ثم يبدو لي ان الشيوعية لاتفهمني كانسان لاني دائما احتاج الى حافز او تشجيع و خاصة اغراء مالي للقيام باي عمل فاذا رايت ان صديقي الكسلان يعيش بنفس الرفاهية فلماذا اتعب نفسي اذن؟ فالدولة تعيش الكل وكلنا مظفو الدولة بدليل ان اقتصاد الدول الشيوعية كان دائما في حالة يرثى له بالمقارنة مع العالم الرأسمالي المادي فالطفل لا يغسل اسنانة ويذهب الى الفراش من دون حوافز وتشجيع .اعطيه قطعة حلوى وشوف النتيجة ولكن الكارثة ان تصبح الحلوى عادة دائمية عنده. فباسم الرأسمالية والشيوعية استغلينا البشر.
والسؤال هو اين المفر؟ ما رأيكم لو مزجنا الشيوعية و الرأسمالية ونطلق على الطريق الجديد شيومالية او هل هناك طريق آخر؟
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تعلم الاكراد من العرب في العراق؟
-
لغة كردية رسمية واحدة لكردستان - الحلقة الاولى -
-
من يريد ان يكون كردياً ؟ الحلقة الثالثة...
-
من يريد ان يكون كرديا؟ الحلقة الثانيةً
-
المبالغة ومدح الذات
-
من يريد ان يكون كرديا؟
المزيد.....
-
الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ-
...
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
-
مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان
...
-
ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
-
روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد
...
-
واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا
...
-
المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم
...
-
الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات
...
-
روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-
-
العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة المتحطمة في واشنطن وإر
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|