أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - أوهام علي الوردي















المزيد.....

أوهام علي الوردي


جنبلاط الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 05:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتقد الكثير ممن قرأوا مؤلفات علي الوردي واخص منها التي تناولت المجتمع العراقي بأنها قد اصابت الهدف في تحديد ماهية هذا المجتمع والجذور الفكرية التي انتصب عليها كيانه الثقافي.ويرى اخرون ان هذا الشخص قد تقمص البراعة في وصفه الدقيق لتناقضات ونزعات الفرد الداخلية فضلاً عن كشف العلل العميقة التي خلقت هذه القضايا.وفي الحقيقة ان من يطلع على هذه المؤلفات بتدبر سوف يجد امامه عبارات قاسية الى حد ما تجاه المجتمع العراقي,ولا ابالغ حين اقول انها تشكل مجموعة من الاساءات تجاه هذا المجتمع,حيث لا نرى بين طيات سرده سوى ايراد القضايا السلبية والشاذة.والغريب انه يعممها على اساس انها مظهر من مظاهر المجتمع العراقي,وانها حقيقة شاخصة لا يمكن حجبها على كل زائر,والاغرب من ذلك استعانته ببعض الاحداث التي شهدها بنفسه او سمع بها ليوردها كدليل على كلامه.وقبل ان نستعرض بعضاً من هذه القضايا علينا ان نطلع على المنهج العلمي الذي اعتمد عليه الوردي في دراسته..



المنهج التي تبناه في دراسته للمجتمع العراقي

ينطلق علي الوردي من نظرية ابن خلدون,وهي صراع الحضارة مع البداوة, وقد جعلها اداة لفهم العلل التي خلقت مظاهر المجتمع العراقي,فهو يرى ان الطبيعة الجغرافية للعراق والتي تحاذي الجزيرة العربية قد ساعدت على خلق كيان يحمل الحضارة والبداوة في ان واحد.والسبب في ذلك ان منطقة الجزيرة كانت سابقاً ارض زراعية لحق بها الجفاف بسبب عوامل جيولوجية مما ادى الى نزوح سكان هذه المنطقة تجاه العراق,وهذا النزوح قد خلق بدوره صراعاً بين كيانين يختلفان من ناحية الثقافة والعرف الاجتماعي.وما يحمله الفرد العراقي من فكر في هذا اليوم هو نتاج لهذين الامرين.اما الوجه الاخر في اطروحاته فقد غلب عليها الطابع السردي,فهو ينقل الاجواء التي تسود المجتمع العراقي من مظاهر واعتقادات دون التعرض الى اسبابها او كيفية معالجتها,وهذا النوع من الطرح هو اشبه بسرد رواية مبعثرة,حيث لا نجد منه فائدة سوى التطرق لما هو ليس بمجهول.وفي نهاية المطاف يصل الى النتيجة الخاتمة والتي هي ان المجتمع العراقي يتصف بشدة الازدواجية.وفي الواقع ان هناك عدة قضايا حملته على تبني هذا الرأي,اولها,اعتماده على الملاحظة فقط والاسترشاد ببعض الاقاويل,ثانياً,عدم تحديد مفهوم الازدواجية في مقاييسه,فكما سنلاحظ بعد قليل انه يخلط بين الازدواجية والفصام,ومابين التعامل العام والتعامل الخاص فيما بين الافراد,وهذا يبين لنا الخلل في المنهج العلمي الذي تبناه,ثالثاً,اقتصار دراسته على فترة الحكم العثماني ابتداءاً,رابعاً,ان دراسته تعرضت لفترة شبه غير مستقرة ولا يمكن لأي نظرية ان تنطلق بصورة صحيحة ومؤدية للواقع الحقيقي من خلال احداث جسدت عدمية الاستقرار




مسألة الازدواجية

ان موضوع الازدواجية ليس بالامر الذي يكمن اختصاصه بمجموعة دون اخرى او شخص دون اخر,كونه يمثل ثمرة عوامل ومؤثرات اجتماعية حالت بالفرد للاخذ بهذا التوجه,وقد اشرنا سابقاً الى هذه الامور في-مبحث حول الازدواجية الشخصية-ولا ارى حاجة لطرحها مجدداً.اما فيما يخص اطروحة علي الوردي في هذا المجال فهو لايخالف الرأي المشهور في هذا الجانب حول خلق المؤثرات للازدواجية, لكنه يحاول جاهداً لصقها بالمجتمع العراقي على انه اشد المجتمعات امتيازاً بهذه الصفة.وفي الواقع ان هكذا رأي يوجب المعاشرة الكاملة لجميع المجتمعات للخروج بهذه النتيجة,ولا اعتقد ان صاحبنا قد حظي بهذه الحظوة.والمسألة الاهم في هذا الجانب حيث نقول ان الازدواجية صفة غالبة على اكثر المجتمعات,ولكن لكل مجتمع ازدواجيته الخاصة بسبب اختلاف الظروف الموضوعية التي تؤدي الى تنشئة هذه الظاهرة.اما من ناحية واقع العراق فقد يكون ذو خاصية في الالتفاتة لهذا المجال كونه البلد الذي كان ومايزال يعيش حالة التأسيسات وعدم الاستقرار,ذلك الذي ادى الى رمي مسببات هذه الظروف على عاتق المجتمع دون الحكومات.حيث اننا لو راجعنا تاريخ ارض الرافدين سوف نجد ان هذا البلد يتعرض لغزوات وحروب دائمة فضلاً عن الانتكاسات والصراعات السياسية والسلطوية التي جعلت منه ساحة لتصفية الحسابات.-كتب علي الوردي يقول-كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ص306-قد يصح القول بأن التربية الاجتماعية في المدن تعلم الفرد على ان يكون (سبعاً )تجاه البشر و (مخنثاً) تجاه القدر وهذا من مظاهر ازدواج الشخصية-.في الواقع ان تصنيف هذا الاتجاه على انه ازدواجي المظهر يبين لنا بوضوح الخلط الذي يحمله الوردي في فهم الازدواجية,فلا نرى اي علاقة بين هاتين القضيتين,حيث ان الايمان بالقدر موضوع شائع بين اغلب المجتمعات من القدم والايمان به لا يتنافى مع العمل تجاه ما عداه.يقول فيثاغورس-ان القدر هو مسبب العناية بأسرها في التدبير العام والخاص.-وكما نرى فالاغارقة القدماء ممن يؤمن بهذا المفهوم,فهل نستطيع ان نحكم عليهم بأنهم مزدوجي الشخصية كونهم امنوا بالقدر في ذات الوقت الذي كونوا فيه امبراطورية حكمت اجزاءاً كبيرة من العالم؟.وهل صادفنا في يوم من الايام فرداً عراقياً يجلس في بيته ولا يبحث عن عمل لان ايمانه بالقدر حمله على ذلك.؟في الواقع لا ارى اي رابطة بين موضوع القدر والتعاليم الاجتماعية من اجل فهم الازدواجية.والنقطة الاهم في هذا الجانب هو ان التصور المأخوذ عن القدر مبهم الى حد كبير في اذهان البعض,فلا يمكن تحديد هوية اي حادث من ثم وصفه بأنه قدر.وقد تعود الناس على وصف الحوادث والماسي بأنها قدر لسببين,العجز عن مقارعتها ولتخفيف وطأة الصدمة,وهو نوع من الاسقاط النفسي كحال الركون الى الصبر عند الشدة.-ومن هنا فلا يمكن قبول ما ذكره الوردي في هذا الشأن واعتباره حقيقة علمية,خصوصاً انه تابع الخلط في فهم الازدواجية اذ كتب يقول.-كتاب شخصية الفرد العراقي ص 47 -انه بهذا ليس منافقاً او مرائياً -اي (الفرد العراقي) كما يحب البعض ان يسميه بذلك.بل هو في الواقع ذو شخصيتين,وهو اذ يعمل بإحدى شخصيته,ينسى ما فعل انفاً بالشخصية الاخرى-ويستمر قائلاً-اما اذا بدر منه بعدئذ عكس ذلك فمرده الى ظهور نفس اخرى فيه لا تدري ماذا قالت النفس الاولى وماذا فعلت.-في الواقع ان هذا الكلام هو عين الفصام وليس الازوداجية,وقد وقع الوردي في مشكلتين في هذا الجانب,اولها, الخلط بين الازدواجية وجنون الفصام,والاخرى تناقض الرأي حيث انه يعترض على هذا الفهم الذي اورده في كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ص 285 اذ كتب يقول-الواقع ان هناك فرقاً كبيراً بين ما يقصده علماء النفس من ازدواج الشخصية وما يقصده علماء الاجتماع.فالازدواج يعتبر من الناحية النفسية مرضاً نادراً يعتري بعض الافراد من جراء عوامل وظروف خاصة بهم وهذا المرض شذوذ في تكوين الشخصية حيث يتقمص صاحبه شخصية معينة تارة,ويتحول عنها الى شخصية ثانية تارة اخرى,وهو ينسى اثناء تقمصه احدى الشخصيتين مافعل اثناء تقمصه الشخصية الثانية-


.لاحظنا سوياً الاسس العلمية التي اعتمد عليها علي الوردي في دراسة المجتمع العراقي,وايضا لم يفتنا البحث في اطروحته العلمية في فهم الازدواجية.وقد ظهرت لنا عدة امور جديرة بالاهتمام,وهي الخلل في المنهج المتبع,حيث ان دراسته اقتصرت على فهم المجتمع العراقي من خلال عنصرين وهما الحضارة والبداوة.ومن المحال منطقياً ان يكون المجتمع وليداً لمؤثرين فقط,فأن العامل الجغرافي,والاقتصادي,والبيئي,بالاضافة الى العوامل الطارئة الاخرى لها الدور الكبير في ادلجة وتسيير المجتمع باتجاهات خاصة وخلق انماطاً شتى في الاساليب الفكرية.والامر الاخر تجلى في عدم تحديد مفهوم الازدواجية,والخلط بينها وبين جنون الفصام,بالرغم من تصميمه الغير مبرر من الناحية العلمية على انها زياً يمتاز به المجتمع العراقي



#جنبلاط_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسس العلمية في دراسة المجتمع العراقي
- مبحث حول الازدواجية الشخصية
- ثقافتنا!


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - أوهام علي الوردي