كريم الثوري
الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 08:30
المحور:
كتابات ساخرة
سررت بمعرفتكم -- كل على حدة
اسمع ياهذا إن تكن فرداً صمدا، فالمُلك لله إما أن تسير معنا ، أو تترك القافلة ، ليس بشيخنا إنما هي الأقدار فإن وهبتك مرتبةً إلأ لتُحيلها الى غيرك خُذ الحكمة من نوادر جحا: قيل لجحا : عد لنا المجانين في هذه القرية . قال : هذا يطول ، لكني أعد لكم العقلاء....؟
من الأمراض التي ابتلينا بها كما شخصها المرحوم علي الوردي في طبيعة الشخصية العراقية ، ما يمكن تسميته ( النبوغ الفردي والإحباط الجماعي ) لذا انطبق علينا المثل الشائع على سبيل الطرفة المستقاة من الواقع ( ما اجتمع عراقيان، الا وأسسا ثلاثة أحزاب )هذه التشرذم نراه ماثلاً كشاهد عيان حين نرى التشققات نذيرة الشؤم التي تعصف بأجواء التكتلات السياسية التي لم تحتمل تجانسها من خلال التلاقح والإصغاء لغيرها، من هنا كانت المعضلة التي تسربلت الى الشارع الذي تجانس هو الآخر معها بشكل لاشعوري لانه ببساطة لم يألف نظام المؤسسات خلال حقب الحاكمية الواحدة .
مرتَ الدهور وصودرت ملكة الاسترخاء لديه ، فولدت عنده شعور المتشنج المعارض ، باطنياً حينما يختلي بنفسه ومن هم على شاكلته ، وموافقا حينما يداهمة المنصب وشغف العيش ، فلا يستطيع أن يقولها تلك المحبوسة في جمجمته حتى تخشبت ال- لا- فصارت ( نعم).
هناك رأي آخر لايقوله أحد إلا وافترسته النظرات وصنفته على انه (خالف تعرف) ... قبل أيام عُقد اجتماع حضره جمع من أهل الرأي ، وبعد التي واللتيا وصخب وتنظير وجدال وكلام، زيادة ونقص ومبتور وموتور ، على أنغام - الشاي المخيوط بالسكر- إستعرت الخلافات وأدلى كل بدلوه وكأنه الدلو الوحيد الذي يصل قعر البئر ليروي العطاشى في صحراء التيه ، ثم توهج الجو بمبتورات الكَلام وانتهى اللقاء على كيف ومتى .
حينما نهض الجميع لمصافحة الجميع ، طفر على أحدهم سهو الكلام فودعهم قائلا ( سررت جداً بمعرفتكم ، و لكن -- كلّ على حدة).
كريم الثوري
#كريم_الثوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟