بطرس بيو
الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 07:34
المحور:
حقوق الانسان
فيكتور هوجو و عقوبة الأعدام
ترجمها عن الفرنسية بطرس بيو
في شهر أيلول سنة 1848إجتمعت الهيئة الدستورية (الفرنسية) لمناقشة موضوع إلغاء عقوبة الإعدام في القضايا السياسية (القرار الذي أتخذ في 4 تشرين الثاني من نفس السنة) إقترح أحد المجتمعين إلغاء عقوبة الإعدام عن كافة الجرائم و قد أيد فيكتور هوجو هذا الإقتراح بكلمة قصيرةالقاها يوم 15 أيلول و قد تم رفض الإقتراح من قبل 498 صوتاً ضد 216 صوتاً.
كلمة فيكتور هوجو:
أود أن أعبر عن أسفي في أن يكون الموضوع هذا هو الأول من نوعه يباغت فيه المجتمعون الذين حضروا الإجتماع دون أن يكونوا على إستعداد لبحثه أما فيما يخصني أنا فسأبحثه بإختصار و بشعور و أيمان عميقين.
إذا كان مما لا شك فيه أنكم تؤيدون عدم المساس بحقوق المواطن المعيشية فإذاً نطلب منكم عدم المساس بحق أرفع و أقدس من ذلك ألا و هو عدم المساس بحقه في الحياة.
ٍسادتي. إن الدستور الذي تم سنه من قبل فرنسا و من أجل فرنسا هو لا شك خطوة نحو التحضر فإن لم يكن ذلك فلا يكون شيئاً.
إذاً أرجو أن تفكروا في ما هية عفوبة الإعدام. إن عقوبة الإعدام هي إجراء يرمز إلى الهمحية و التخلف. فحيثما تجد أحكام الإعدام تلقى التخلف هو المسيطر و حيثما تسود الحضارة يندر تطبيق هذه الأحكام.
سادتي. إن تخفيف الأحكام هي دون شك رمز للتحضر. إن مفخرة القرن الثامن عشر هي تحريم أعمال التعذيب و سنلغي أحكام الإعدام في القرن التاسع عشر. قد لا تقوموا بإلغائها اليوم و لكنكم ستلغونها غداً دون شك أو سيلغونها من سيأتي من بعدكم.
تبدأ مقدمة دستوركم بعبارة "أمام الله" ثم تعقبوها بتجريد هذا الإله من الحق الذي لايعود لغيره ألا و هو حق الحياة و الموت.
سادتي هناك ثلاث أمور تعود لله و لا دخل فيها للبشر و هي الأمور التي لا تقبل النقض و الأمور التي من غير الممكن إصلاحها و القضايا المستعصية فويل للإنسان الذي يدخل هذه الأمور في قوانينه. عاجلاً أو آجلاً سوف تسحق هذه القوانين المجتمع تحت ثقلها و تختل موازين القوانين و الأعراف والعدالة الإنسانية مما يؤدي إلى تأنيب الضمير.
إني تسنمت هذه المنصة لأقول لكم كلمة وأحدة، كلمة فاصلة و هي الآتي:
بعد اليوم الذي أحرق الجمهور فيه العرش أرادوا حرق منصة الإعدام و لكنهم مع مزيد الأسف منعوا من تنفيذ هذه الفكرة السامية.
لقد حققتم أماني المواطنين بالقضاء على العرش في المادة الأولى من الدستور و الآن أكملوا أمنيته بالقضاء على منصة الإعدام.
إني أصوت ألإلغاء القاطع و الكامل و النهائي لعقوية الإعدام.
#بطرس_بيو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟