أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - من أجل الجسور الواصلة














المزيد.....

من أجل الجسور الواصلة


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قلب الأوضاع

في لقاء صحفي نظمه معهد التنوع الإعلامي البريطاني بالرباط، تبادل الصحفيون الحاضرون من أوربا والمشرق وشمال افريقيا، وجهات النظر حول قدرة الصحافة على صياغة الرأي العام بكيفية بناءة. وتساءلوا عن الشروط المعنوية لذلك. الهدف هو مساهمة الصحافة في توفير مناخ اندماج الناس، زبناء الصحافة ضمن المشاريع المجتمعية المستقبلية لمجتمعاتهم. كيف إذن يتمكن الصحفيون من تلقيح التواصل البناء مع إبراز حقائق التنوع الغني لمقومات مجتمعاتهم، من النواحي الإثنية والدينية والجنسين والأجيال والانعكاسات العولمية؟ كما طـُرح السؤال/التحدي الذي يضع في الميزان الحرية والمسؤولية معا؟ يفرز صحافة مسؤولة ذات رسالة؟ لكنها قد تصبح في خصام مع أحد الأطراف. أو يصاب بلوثة صحافة الإثارة بقدر كبير من الاستجابة للنزعات السلبية في أعماق المجتمع: قد تكون أوجه التمييز والعنصرية والهيمنة الفئوية فيها بحقن تبلغ درجات التخدير والتضليل والتجييش داخل المجتمع، لكنها تبيع "المنتوج"!
كانت الأجوبة أو حالات وصف أوجاع الصحافة العربية متعددة، فقد أبرز زملاء من الأردن، مفارقة الميول نحو أطروحة الدولة الأردنية بصدد الفلسطينيين، بتعلة عدم تشجيع القول بالتوطين، هناك مس واسع بالحركة الوطنية الفلسطينية في الأردن، كلمات حق يراد بها الباطل. هدفه التضييق على التعاطف مع الفلسطينيين في الأردن. وفي أوربا، هناك اليمين الذي يعادي بل يصعد وتيرة العداء للمهاجرين. فتلتقط عبر الهواتف النقالة أو الفيديو أو اللقطات الوثائقية في الأشرطة السينمائية، ما يستفز الرأي العام الأوربي المتسامح والمناصر لقضايا المرأة، قصد إظهار التزمت والتمييز ضد المرأة والموقف الديني الظاهر بالقطع النصي ضد بعض الأديان.
إن التجارب الغربية غنية بدور الصحافة في تخصيب الحالة السياسية والدفع بها نحو الحراك. فقد كتب دافيد هيوم عن حيوية حرية الصحافة. التي تلعب الدور المزدوج: التعميم والتعميق لما تقتضي المرحلة والظرفية نشره. بما يعني تجاوز ما سبق لأحد الحكماء أن وصف به السلوك البشري عموما. من كونه وهو يعيد إنتاج نفسية "حرب الكل ضد الكل" (جون لوك)، وهذا أحد ميكانزمات صحافة الإثارة، يساهم في البناء نعم، لكنه يبني الجدران ولا يبني الجسور. ليس من باب الصدفة أن تشتهر مؤسسة فرنسية في الهندسة بتشكيل جزء هام من نخب مراكز القرار. ألا وهي مدرسة مهندسي الطرق والقناطر. لكن الصحافة وهي تشتغل على التربة المجتمعية، فكيفما كانت هلامية الخطوط التحريرية، فالخط الأحمر هو عدم بلوغ الإثارة حد تسميم الرأي العام. إن الخطر التسميمي المذكور يتعاظم في حالتين: حالة خلل في العنصر الموضوعي، وهو السقف السياسي إذا ما أصابه الجمود فيصبح دور الصحافة أكبر من حجمها. مما يؤهل عملها ليصبح كالنار في الهشيم. وخلل في العنصر الذاتي، حالة الانخفاض الثقافي لدى الصحفيين أنفسهم. مما يميل بهم إلى مساومات لا مبدئية ضمن تحويل الأداة الصحفية إلى مطية للسياسوية أو للحرفية أو ذوي المصالح المتضاربة المتصارعة صراعا طاحنا، مما يجرف معه مكونات الرأي العام، المفروض في بنائه، اتباع آليات المدى الاستراتيجي بمكوناته الثلاثة: العلم والتعليم والإعلام، مع الطاقة الدافعة للإنتاج: الحرية، حرية التعبير.
وفي خطاب العرش، طرح الملك يوم الخميس الماضي، أجندة سياسية مستقبلية ترتبط بصميم الصحافة الجهوية: اللجنة الاستشارية للجهوية.
كما طرح استكمال هيكلة الدولة وفق التصميم المرسوم في الدستور: المجلس الاقتصادي الاجتماعي الكفيل بنقل الانتقال من السياسي (المخزن السياسي) إلى الاقتصادي (المخزن الاقتصادي). لتتبوأ نخب المال والأعمال موقعها في قرار السياسة الاقتصادية. بل وتنتقل نحو دور البناء في الاقتصاد السياسي نفسه.
من المفروض أن تعيد هذه الأجندة تزويد محركات العمل بطاقة دافعة متجددة. يتحرك معها العنصر الموضوعي، وتنتزع العنصر الذاتي من حرفيته وميكانيكيته وسجاليته. لتعيد لمقوماته المبدعة جذورها وآفاقها الرحبة. لترتبط بالأجندة المقترحة، ولتساهم في بناء الجسور الواصلة بدل رفع الحيطان العازلة.




#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقات المتوسطة وانتخاب الغرف المهنية؟
- في عرض البحر السلطة والمخدرات والقتل
- العدالة والتنمية ومكتسبات الشمال؟
- من السياسات العمومية إلى دور العمال في الأقاليم المغربية
- ما هذا الانحطاط في الإدارة الترابية بشمال المغرب؟
- تحت الظل الثقيل لمتابعة العقيد القدافي للصحافة المغربية أمام ...
- الانتخابات أرقام وشكليات أم بوصلة؟
- لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة
- المغرب هل تحبل الظرفية باضطراب اجتماعي في الشهور المقبلة
- ماكينة الانتخابات في المغرب عطب في صناعة النخب
- انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!
- ميلاد -الحركة الوصولية- الليبرالية
- امتحانات الشباب والنخب: العقل أم -النقل-؟
- بركان سياسي ينفجر في النيبال
- الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة
- الخطأ الجسيم لحزب الهمة في الظرفية الانتخابية
- 38 سنة من حكم القهر
- الملاحظ في تازمامارت
- حول إنهاء عسكرة قطاع الرياضة
- من أجل مدونة سياسية للجهوية في المغرب


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - من أجل الجسور الواصلة