أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسو - لماذا قاطع الغيطاني ألمانيا؟














المزيد.....

لماذا قاطع الغيطاني ألمانيا؟


أحمد حسو

الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 03:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل سنوات تداعى عدد كبير من المثقفين العرب للتضامن مع جمال الغيطاني حين اتهمته بعض المواقع الأليكترونية العراقية بأنه الكاتب الحقيقي لرواية "زبيبة والملك" التي نسبت لصدام حسين. يومها أصاب هؤلاء المثقفون في تضامنهم مع الغيطاني ضد هذه التهم، التي بقيت دون دليل، إلا أنهم أخطأوا حين تجاهلوا الإشارة إلى كتاب آخر أسوأ بكثير من هذه الرواية ومعروف بأنه من تأليف الغيطاني، أعني كتابه العنصري "حراس البوابة الشرقية" . لقد لعبت مقولات هذا الكتاب، الذي صدر في النصف الثاني من السبعينات عن وزارة الاعلام العراقية، ومجد حرب الإبادة التي شنها الجيش العراقي ضد الأكراد، دورا قذرا في تاريخ العراق الحديث. فقد استخدم النظام دلالاتها العنصرية في الحرب العراقية الإيرانية وفي حملات الأنفال السيئة الصيت. يومها كان نظام صدام يتصدر جبهة الرفض العربية ويتبنى خطابا "يساريا ثوريا"، يوزع الإيديولوجيا "القومجية" بيد و"المكافآت" المالية باليد الأخرى. ولو أن الغيطاني اعتذر عما تسبب فيه من إساءات للأكراد والإيرانيين، وحتى الكويتيين من وراء هذا الكتاب، لقلنا إن الرجل اكتشف خطأه وتراجع، وعفا الله عما مضى . لكن "حارس البوابة الشرقية"، وربما بسبب التضامن الذي لقيه، ما زال يتصرف وكأنه "حارس" القيم الوحيد. وهو لم يعتذر أيضا عن علاقاته مع نظام صدام التي لا يعرف أحد حتى الآن مدى عمقها.

استغل الغيطاني الجريمة العنصرية التي أودت بحياة الصيدلانية المصرية مروة الشربيني على يد أحد المتطرفين الألمان أبشع استغلال. وبدلا من أن يتبنى خطابا عقلانيا، كما هو متوقع من مثقف في موقعه، ركب الموجة الإسلاموية الشعبوية، التي رافقت مقتل الشربيني، وأخذ يزايد عليها (الحملة) مهددا ألمانيا ومثقفيها بالويل والثبور. كما أعلن في تصريح استعراضي لوكالة رويترز بأنه "سيقاطع مهرجانا ثقافيا ألمانيا من المنتظر أن ينظمه معهد غوته والإذاعة الألمانية في مدن دولسدورف وبون وكولون يوم 25 أكتوبر/ تشرين الاول لمدة خمسة أيام لأن الحكومة الألمانية لم تعتذر عن قتل مواطنة مصرية" (نص الخبر). بالطبع يعلم الغيطاني جيدا أن لا علاقة للحكومة الألمانية بهذه الجريمة وأنها تحارب هذه المجموعات المتطرفة بكل الوسائل القانونية ومع ذلك لعب على هذا الوتر مركزا على خطأ الحكومة الفعلي وهو الانتظار طويلا قبل إدانة الجريمة وتقديم التعازي لذوي الضحية. وحقق الغيطاني غايته إذ تلقفت عشرات المواقع الأليكترونية العربية هذه الوقفة "الشجاعة" منه دون أن يكلف أحد نفسه عناء التدقيق في الأمر. ولو فعلوا لاكتشفوا أن وراء الأكمة ما وراءها وأن الموضوع ليس كما يسوقه الغيطاني. فمن المعروف أن المهرجان العالمي الأدبي التاسع في برلين سيحتفي هذا العام بالأدب العربي بدعوة أكثر من أربعين كاتبا عربيا في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل إلى برلين، ليس بينهم الغيطاني. ومن بين المدعوين المصريين الروائي علاء الأسواني ويوسف زيدان ومكاوي سعيد وخالد الخميسي وجرجس شكري ورحاب بسام وفاطمة ناعوت. ومن الأسماء العربية المعروفة والمدعوة إلى هذا المهرجان أيضا الروائية السعودية رجاء عالم والروائي العراقي فاضل العزاوي والشاعر الأردني أمجد ناصر والروائية اللبنانية علوية صبح والروائي السوري خالد خليفة وغيرهم. أما الغيطاني "المقاطع لألمانيا" فقد دعي إلى مهرجان آخر صغير، تنظمه مدينتا دولسدورف وبون، لا علاقة له بالمهرجان العالمي في برلين ولا علاقة له بمعهد غوته والإذاعة الالمانية ولا يشمل مدينة كولونيا، كما زعم هو وورد خطأ في الخبر. وهذا المهرجان "الصغير" يشارك فيه كتاب من مصر ولبنان فقط وضمن فعالية أدبية بعنوان: القاهرة ـ بيروت. فلماذا لم يقاطع كل هؤلاء المدعويين إلى مهرجان برلين ألمانيا ويقاطعها الغيطاني وحده؟ وهل خرج الغيطاني عن طوره وأخذ يوزع الشتائم يمينا وشمالا لأن إدارة المهرجان العالمي في برلين لم توجه الدعوة إليه أم بسبب مقتل الشربيني كما يزعم؟ أسئلة نترك الإجابة عنها للقارئ.

كما تحدث الغيطاني في تصريحه "البطولي" هذا عن انتشار العنصرية الثفافية في ألمانيا وفي المنابر التي تنشر بالعربية. وبعد يومين من هذا التصريح نشر افتتاحية في صحيفته "أخبار الأدب" بعنوان "النازية الجديدة" ربط فيها، وفي خطوة لا أجد الكلمات المناسبة لوصفها، بين هذا القاتل العنصري وبين رئيس تحرير مجلة "فكر وفن" شتيفان فايدنر. (راجع رد فايدنر في موقع كيكا الأليكتروني). كما صب الغيطاني جام غضبه على المجلة واصفا إياها بـ"المفخخة بالكراهية والعنصرية" دون أن يذكر أي برهان سوى الإشارة بشكل مبهم إلى العدد تسعين الذي تناول الشريعة والقانون وحقوق الإنسان. حقيقة لا أعرف تماما سبب حقد الغيطاني على "فكر وفن"، هل هو بسبب العدد المذكور أم بسبب العدد السابع والسبعين الذي نشر فيه نص للشاعر الإيراني سعيد، المقيم في ألمانيا، حول زيارته للقاهرة بعنوان "منمنات قاهرية"، وفيه وصف ساخر للقائه بالغيطاني؟ أم بسبب نص شتيفان فايدنر في مديح أدب علاء الأسواني (العدد 89) ؟ أسئلة لا أجد أجوبة عليها سوى أن الغيطاني ربما أراد أن يمارس وظيفته كـ"حارس للبوابة الشرقية"!!




#أحمد_حسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في السعودية؟
- النظام السوري يزيل المساحيق عن وجهه حول تداعيات اعتقال أكثم ...
- من المسؤول عن أحداث القامشلي وسواها


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسو - لماذا قاطع الغيطاني ألمانيا؟