أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سامر أبو رحمة - متى نتعلم من التجربة ... من غسان















المزيد.....

متى نتعلم من التجربة ... من غسان


سامر أبو رحمة

الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الذكري السابعة والثلاثون لاستشهاده يعود إلينا غسان كنفاني ليستنهض الأمل بروحه العالية ووطنيته المشهودة وأخلاق الإنسان التي ما انفك يعلن عنها بموضوعية في عالم لم يزل منحازا للآخر ،عالم قال عنه ليس لنا ، يعود وهو الذي لم يغادر الوطن لحظة واحدة ،كيف لا وقد راكم القائد النوعي الفذ من القدرات والأعمال ما يجعل من تجربته الغنية خلال سنواته الستة والثلاثين مرجعا يذكرنا بجوهر القضية وتفاصيلها ليس بأعماله النقدية والأدبية فحسب بل بحياته الاستثنائية القصيرة ،وتناثر أشلاءه الفريد ،كان يمثل قفزة في كل شئ متجاوزا التراكم الطبيعي إلى التحول النوعي ، ثوريا يتمدد في دوائر، صقل قدراته ونوعها رغم مأساته مع المرض ،إنسانا مفعم بالحب والتسامح ،مهتما بأسرته وبالمرأة ،مناضلا خلوقا ملتزما بهموم الجماهير وقضاياهم ،تحدث عن الإنسان والحرية وعن الشهداء والأسرى ،عن فلسطين و النكبة والتهجير القسري والثورة والعدو ،عن المرأة والجماهير والفقراء ،وعلى الصعيد الشخصي استطاع أن يكون معلما ورساما وإعلاميا وقاصا وروائيا وعلى الصعيد الوطني كان سياسيا،و ناطقا إعلاميا باسم الجبهة الشعبية وعضوا في مكتبها السياسي ومحررا لمجلتها الهدف وملهما للحرية والتغيير بطرحه التغيير الثوري بالفعل الثوري مسلحا بالحقيقة الغير مجتزأة ، متخصصا بالقضية الفلسطينية بالممارسة والكتابة ،رافضا للتبعية والارتهان ،وسيفا مسلطا على رقاب الانتهازيين وحلفاء الاستعمار والأنظمة الرجعية يدينها برموزه المنحازة للفكر الثوري .
مرجعا استطاع أن يرى ويستمع إلى مآسي شعبه ويوثقها ليجعلها عصية على النسيان ، أن يبرز أشكال النضال، فعبر عن إدراكه للثورة بالبندقية المستعدة لإطلاق رصاصها ، وعن الحرب الشعبية طويلة الأمد بهدف التحرير ،وعن الاحتكام لإرادة الجماهير لا القيادات المخصية . ربط الماضي بالحاضر فراجع ثورة 36 مراجعة تاريخية أعادت الاعتبار للفلاح ونضالاته التي أشعلت جذوتها وشكلت قيادتها الحقيقية كاشفا عجز وفساد القيادة السياسية الرجعية ودورها في تقويض الثورة وإسقاطها ،وتحت شعار اعرف عدوك وفي سبق فريد كتب عن الأدب الصهيوني ليأخذنا إلى أكاذيب الصهيونية السياسية وافتراءاتها من خلال أقلام أشهر كتابها ، هذا وكان له السبق أيضا في دراسة أدب المقاومة بتقديم نماذج من الشعر الفلسطيني الرافض والمقاوم في الأراضي المحتلة . عاكسا البعد الوطني وطبيعة المرحلة والطبقة الكادحة التي تحمل على عاتقها هموم الوطن وتقرر مصيره من خلال البندقية والنضال والكلمة .
نقف اليوم أمام غسان كنفاني وقد تغيرت الظروف والمواقف ،وبقيت القضية وإن تعقدت ، لنستلهم من تجربته الفريدة ومن الحقيقة التي ما انفك ينشدها للجماهير ..
- لو أعاد غسان الكرة واستمع إلى تجارب ومشاهدات الجماهير ليستلهم أحدى كتاباته اليوم عن ماذا سكتب ؟ الاقتتال الداخلي الذي يراكم حقائق على الارض تقودنا للانفصال التدريجي بين غزة والضفة تحت الاحتلال ؟ عن طبيعة الصراع وجوهره هل سيطرح تساؤلاته أين وكيف وبين من ومن ومتى؟؟هل سيحدد طبيعة المناضلين الاجتماعية وأدواتهم وتضحياتهم وأساليبهم؟ ماذا سيكتب عن القيادات الفلسطينية وعن الهوية والمقاومة والأنظمة العربية.

- في دراسته لثورة 36 تحدث غسان ين 1936-1939 عن الضربة الساحقة التي تلقتها الحركة الثورية الفلسطينية من مثلث:(( القيادات المرجعية المحلية، والأنظمة العربية المحيطة بفلسطين، والحلف الإمبريالي-الصهيوني) واصفا إياها بالمعضلة الأساسية التي يواجهها شعب فلسطين ،ووصف الدور الذي لعبته في إنهاك الحركة الوطنية وسوء تنظيمها وإضعاف نسيجها الاجتماعي وعن ضعف اليسار وحيرته وميوعة الحركة الوطنية في الأقطار العربية المجاورة وما نتج عن ذلك من فراغ استغله العدو لينقض على شعبنا لتصفية قضيته بوجود أجواء عالمية ملائمة متعاطفة سياسيا ونفسيا معه و أنظمة عربية بورجوازية واقعة في مأزق تاريخي، ولا قوة حقيقية لها، ما الذي تغير رفيقنا غسان وإلى متى ستظل تعود لتحلل واقعا يمعن في نمطية الهزيمة والارتهان.
- توصل غسان برؤيته التاريخية لقضية الصراع مع العدو إلى أن الإنسان موقف وقضية ،ذلك الفلسطيني الذي بحث عن خلاصه الخاص مراهنا على قيادة عاجزة وحكومات رجعية فخلص إلى حتفه ،ليعود يبحث عن وطنه الضائع بين الذكريات وعن هويته،مؤمنا بحركة الجماهير بالثورة والكفاح المسلح حيث لا يفيد الهروب أكثر من منفى إلى منفى ، وأن دراسة الواقع و التمسك بالثوابت لا يحتاج إلى رهانات خاسرة فهل أدركنا بعد أكثر من ثلاثة عقود بعدم جدوى الخلاص الفردي أم تعمقنا في الذاتية وغيرنا القضية الوطنية إلى قضية خاصة فئوية في صراع تناحري مصلحي على سلطة من مخلفات الاحتلال ،نحاول شرعنتها بنفس الرهانات التي أسقطت المشروع الوطني في دائرة الاحتلال وما زالت تطعن الفلسطيني بنفس السلاح.
-تحدث عن الحوار بين والد خلدون سعيد والإسرائيلي (فلسفي قائم على ثوابت ودحض افتراءات المحتل لا حوار عقيم قائم على التنازلات من منطلق الضعف فحين قال (وتدرك أن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها ، كائنا من كان ، هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم ، وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه(...كان يدرك اللغة التي يفهمها المحتل ومنطقاته في النظر إلى الآخر الفلسطيني وقضيته ،ما أدخلنا في عملية تفاوض أفضت إلى واقع قيد الفلسطيني في دائرة مفرغة لا ناقة له فيها ولا جمل .
وكأن غسان بيننا اليوم حين اختتم بقوله :" وأنت ، أتعتقد أننا سنظل نخطئ ؟ وإن كففنا ذات يوم عن الخطأ ، فما الذي يتبقى لديك ؟". ليؤكد بالتجربة أنه بوصلة كان لا بدّ لنا من العودة لها في الطريق إلى مستقبل شعبنا وقضيته.نعود لغسان بقوله على لسان سعيد للزوجته صفية (إن دوف هو عارنا ، ولكن خالد هو شرفنا الباقي... ألم أقل لك منذ البدء إنه كان يتوجب علينا ألا نأتي .. وإن ذلك يحتاج الى حرب ؟ ... هيا بنا !". )
-راكم غسان كنفاني مؤسسا لمشهد ثقافي جديد في العالم العربي ،اذ استطاع برؤيته العميقة وقراءته للواقع أن يعطي دائما الأمل للجماهير والثقة بنجاح المشروع الوطني فكان ملهما وموجها دافع عن القضية و وجسد الهوية الوطنية ودافع عن المقاومة واعتبرها الحل واستنهض الجماهير مطالبا إياهم بدق جدران الخزان ،مؤكدا على دورهم الجمعي في تحقيق النصر وحملهم المسئولية في البحث عن خلاصهم الخاص وما سببه من مآسي وضلال الطريق بروايته رجال في الشمس مدينا القيادات العاجزة الفلسطينية والعربية التي تسببت بالنكبة فهل مازالت تتحمل المسؤولية في الموقف من الانقسام الإطراف ذاتها ، وهل نحتاج إلى المزيد من التنازلات والنكبات لنستلهم التجربة ،وهل تحتاج الشعبية خاصة والقيادة الفلسطينية إلى غسان كبوصلة توجه وتلهم الجماهير إلى ضرورة الوحدة وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني في مواجهة المحتل ومشاريعه التصفوية ضمن الحاضنة القومية (في الليلة الظلماء يفتقد البدر يا غسان).
- تحدث غسان عن فلسطين المكان والزمان والهوية والمستقبل فقال على لسان سعيد في عائد إلى حيفا (ما هي فلسطين بالنسبة لخالد ؟ إنه لا يعرف المزهرية ، ولا الصورة ، ولا السلم ولا الحليصة ولا خلدون ، ومع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحمل المرء المرء السلاح ويموت في سبيلها ، وبالنسبة لنا ، أنت وأنا ، مجرد تفتيش عن شيء تحت غبار الذاكرة ، وانظري ماذا وجدنا تحت ذلك الغبار ... غبارا جديدا أيضا ! لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط ، أما خالد فالوطن عنده هو المستقبل ، وهكذا كان الافتراق ، وهكذا أراد خالد أن يحمل السلاح)علّ هذه الارتباطات والرموز تعيد الاعتبار للمشروع الوطني الذي لم يغب عن تجربة غسان ما غاب فينا اليوموهو القائل : إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية..فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغير القضية ،تلك التي لم نعد نخوض صراعا من أجلها ولا من أجل المكان والهوية فهل نحتاجه ليقول ;كلمنه في إرهاصات الصراع الداخلي والانقسام وأهدافه؟
- - تعج القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية بتكرار الحديث عن رجال غيروا التاريخ وها أنت رفيقنا غسان تعود بهدوء وصمت ،ذلك لأن من يطالب بدق جدران الخزان ومن يحمل الفكر الثوري والسلوك الثوري ومن يتحدث عن التغيير الثوري ويكتب رجال في الشمس ،يدفع المهزومين إلى التأكيد على رجال في الظل وكأن شمسك بحاجة إلى من يسطعها وماكينة قدراتك وفعلك بحاجة إلى تورية .. فلتبقى روحك طاهرة وذكراك خالدة ولتبقى في الذاكرة ما حيى الشرفاء..



#سامر_أبو_رحمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث قلقيلية ما بين الطارئ والممنهج


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سامر أبو رحمة - متى نتعلم من التجربة ... من غسان