عبد الرحمن كاظم زيارة
الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عودة الى التساؤل فيما اذا كان نقص البداهة مؤشر على الحاجة الى المنطق ، فأن هذا النقص على افتراض الاستدلال عليه ، لامحل له في تحويات الوعي طالما انه يتحوى المنطق . فما ينقص الكائن وأي شئ لايعني انه غير كامل او غير مكتمل وإلا ما كان له ان يكون ..ان الكائنات والاشياء باجمعها تتشكل على نحو كامل ومتكامل وليس للوعي الا ان يحيط بها ويتحواها تصورا .. وهذا لايعني بدوره نفي لمقولة النقص أو عدم الاكتمال بوصفها مقولة تتجسد في الفروقات الماثلة بين كائن وآخر ، بين شئ وآخر وليس بين الكائن وما ينبغي أن يكون أو كما نريده ان يكون . فليس نقص البداهة دال على استلزام المنطق او اللاحدسي كوسيلة للوصول الى الحقيقة عند مستواها البدهي او الضروري . وما الكائنات او الاشياء التي يلصق بها وصف عدم الاكتمال وبأنها منقوصة ما هي الا كائنات او اشياء متصورة لاحقيقية تنطوي على خلط متعسف بين ما هو اصيل بدلالة كائنيته وما هو وارد من الوعي عليها ورودا لاضرورة له في الكائن ذاته . والمقابلة بين البداهة والروية هي مقارنة بين أصلين يتحواهما الفكر ومن ثم العقل ، وبسياق آخر المقابلة بين البديهية والمبرهنة هي مقارنة بين نتاج اصيل ونتاج أصيل آخر متلازم معه . ومن هذا الاساس يمكن تكييف العديد من القضايا مثل :
1ـ الاصل في الصلاة ركعتان ، والا ما قبلت صلاة الفجر .
2ـ دعوى الدكتورة نوال السعداوي القائلة بأن الانثى هي الاصل هي دعوة تثبت على نحو غير مباشر بأن الانثى لاينقصها شئ حتى لو قورنت بالرجل من اوجه مختلفة .بدلالة كائنيتها : كائن ، وكائن له كينونة .
3ـ المنطق ليس دال على نقص البداهة والا ما كان ثمة منطق . فالبداهة والمنطق كلاهما أصل بدلالة كائنيتهما .
ان السياق الذي تفرضه هذه القضايا ونحوها يحيلنا الى اعادة تعريف الكائنات بضوء التسليم باكتمال تحوياتها المبررة لكينونتها وصيرورتها في كونها وفسادها . وعلى هذا فالحركة في معنى من معانيها صيرورة الكائنات نحو الكمال والاكتمال ان كانت غير اصيلة كالآيونات مثلا. وبمعنى آخر حركة تبديها الكائنات والاشياء الاصيلة بالتآلف والاجتماع والتنافر والتقاطع والتناغم وبصيغ أخرى لاتنفي أصالتها وأصالة الكائنات المتعالقة معها .
والنقص ليس هو الفرق ، فبين المفهومين بون شاسع ، فالفرق بين دال على اختلاف كائنين المقارنةىبينهما ممكنة وغير ممتنعة كالكائنين او الشئين المتباينين أشد التباين . كما ان الفرق بين البداهة والمنطق أو اللاحدسي ليس هو في اختلاف انتاجهما فكلاهما يمكن لهما ان ينتجا بديهيات او مبرهنات . ومن هنا ان الاصالة ملازمة لكليهما .
#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟