|
إخلوا سبيل المرأة من محبسها
محمد عابدين
الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 05:08
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إخلوا سبيل المرأة من محبسها من ذلك الحصار الفكري لنرى أجيال تتقدم بمجتمعنا وتلحق بركب الأمم المتقدمة فكوا قيدها الفكري والمعنوي لتستوي شخصيتها ويعود أثر هذا الإستواء على أبنائنا إنها الـَمدرسة التي لم نحسن إعدادها فبتنا جيل على ما تربى وصار فكرنا على ما توارثناه وفاقد الشيء .. لا يعطيه أتعجب من العالم حولنا وهم يطالبونا بأن نكون أسوياء وأن نحيا وسط المجتمع الدولي حياة السلم والعلم ولم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال ليسألوها .. كيف ؟؟ ومنبع علمنا وعلومنا .. وأول من نتلقف منه السلوكيات والعلم .. غير مكتمل النمو !! عجيب أمركم أيها المجتمع الدولي ألم يرعى إنتباهكم يوما ً ما أن : فاقد الشيئ لا يعطيه . ما الذي يمكن أن تعطيه إمرأة على تلك الصورة التي نصورها ونتصورها عليها .. لأبنائها ؟؟ وعلي أي صورة يكونوا ويتكونوا ؟؟ وأول تجميع لنا لحروف الكلام .. يكون على أيدها وأول ما ننطق به .. ما تردده على أسماعنا ومسامعنا كيف يعطي من لا يملك .. قياسا ً للمفهوم العامي لهذه المقولة ؟؟ ما الذي يمكن أن تقدمه الأمومة .. لإمرأة ناقصة العقل والدين .. بالمفهوم الشعبي المتداول .. لأطفالها وهي رهينة محبسين .. الفتنة والعار الجهل والأمية الحصار والخوف العادات والتقاليد كل تلك الأسئلة نوجهها لحيث وجهتها الطبيعية فيما بيننا .. المرأة التي نحاصرها بالعار أينما حلت .. هي الأم والحاضنة .. هي أول درجة من درجات المعرفة .. نلتصق بها طوال فترة طفولتنا .. تعطينا ونكتسب منها !! ُ ترى ماذا يمكنها أن تعطي غذاءً لفكرنا ؟ ! لم تبخل علينا يوما بما عندها جادت وتجود علينا بحنانها وعطفها وحبها أعطتنا الكثير الغذاء الطبيعي والصناعي .. الرعاية والآمان .. سعت فرحة لتعلمنا نطق الحروف وتكوين الكلمات .. ويا لسعادتها وفرحتها عندما قويت أرجلنا وحملتنا وتحركنا بجوارها لها فضل الكثير علينا فضل إكتسابنا الكلام .. الحركة .. المشي .. السلوك .. العادات لكن .......... تعالى معي عزيزي القارئ لنتعرف على تلك المرأة الأم ونتسرب بداخلها من خلال وعيها المعرفي وثقافتها لنتمكن فيما بعد من الوقوف على حالة ثمارها ونتاج مجهودها فالأم هي الأم في جميع دول العالم الأمومة غريزة .. لا تختلف صفاتها بين الشعوب المختلفة هي عطاء كلها لكن الإختلاف في ثمارها وتباين الإختلاف يظهر في .. نتاج فكرها وعلمها وثقافتها .. جهلها وأميتها وسلوكياتها تحضرها ورعويتها حريتها وقيودها ما نالته من علم وثقافة .. وما ُحرم عليها و ُحرمت منه ما تلقفته عقائديا ً .. وما سمعته ما تناولته في صغرها من عادات وقيم .. المرأة عورة كلها يتحكم في صفات الشخصية الآتية منها والتساؤل هنا والذي يجب أن نتوجه به لمجتمعنا يبدو : ألم ُتخلق تلك المرأة من نفس النفس التي خلق منها الرجل !! أبدونها كانت للمجتمعات وجود !! إذا ً لماذا نعيبها ونعايرها بما خلق الله عز وجل فيها ؟؟ ولم نكتفي بمعايرتها بل حبسناها خوفا ً من عارها !! وكإنها ليست بإنسانة تقوى على التحكم في نفسها وغرائزها ولا تستطيع أن تغض بصرها !!
وأتساءل : لماذا لم يلتصق بنا .. العار الذي يلازمها ونحن منها .. وهي منا ؟؟ بأي منطق يعقله عقل واعي يقول بأن الله عز وجل خلقها ليكون من كل تسعة وتسعون إمرأة .. واحدة فقط في الجنة والآخريات في النار .. أي منظور هذا الذي نرى من خلاله أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا على صور معلولة ناقصة !! أ لمجرد أن الله عز وجل خلقها على صورتها الأنثوية أي منطق هذا الذي نتعامل به مع منبع الحياة غير كونها متاع ومتعة ونصف مجتمعنا !!
ُترى في هذه الحالة هل يمكن لنا أن نكون أسوياء .. وتكون حصيلتنا المعرفية والثقافية شبه كاملة .. كيف ومنبع تلك التعاليم والسلوكيات عقل قاصر النمو ناقص الوعي قليل الدين ؟؟ خصوصا ً لو تم القياس على مفهوم تلك العبارة بعيدا ً عن المفهوم الديني .. في ظل مجتمع تسوده الافكار والفلسلفات التي تحط من شخص المرأة وشخصيتها .. إضافة لامتهان كرامتها .. مجتمع ذو نظرة دونية للمرأة بعيدة كل البعد عن كونها انسانة مملوءة بالحب مفعمة بالعطاء !! والسؤال الأم هنا هو : كيف نكون مجتمع سوي .. ونصف تعدادنا تقريبا ً ناقص عقل ودين ؟؟ كيف نحيا أسوياء ومعلمنا الأول غير مكتمل العقل والنمو الثقافي والعلمي ؟؟ ُترى كم عدد النساء التي تتأثر بها شخصية أطفالنا عموما ً.. وطبعت ملامحها عليهم .. منهن على سبيل المثال لا الحصر : الأم .. الـُمدرسة .. الـُمربية .. المُرافقة ماذا لو كانت كل منهن منتقصة الشخصية ؟؟ هل سيخرج من تحت أيديها شخصيات سوية ؟؟
أقول أن الآمر حقا ً ملفت للنظر ولكن حيث أننا في كثير من الأحيان نتقبل أموراً نحن غير مقتنعين بها أصلا ... فكانت النتيجة تلك التي نحن عليها الآن من أوضاع يرثى لها نطبق ما توارثناه دون أن نلتفت حتى إلى مقارنة حالنا وحال الأمم المتقدمة .. ولم نحاول أن نسأل أنفسنا : لماذا تقدمت تلك الأمم ؟؟
وحاول مرة عزيزي القارئ أن تسأل شاب جامعي نال من ثقافة علمية ما لا بأس به .. و لا يغرك حصيلته منها .. عن مفهومه عن الحياة عموما ً والمرأة خصوصا ً .. وحاول آلا تصدمك الإجابة .. وتابع في عيون من تسألهم نظراتهم عندما تقع على إمرأة .. , وإبحث داخلهم عن مفهومهم عن تلك الإنسانة .. كإنسانة .. ستجد إجابتهم تتطل عليك من نظرة محصورة بين الشهوة و الشهوانية !! إنهم يبحثو عن جسدها وليس عقلها .. عن إنوثتها وليس فكرها .. يبحثون عما سيأخذوا من هذا الجسد البض من متعة .. وليس ما ستعطيه هي من عاطفة ، وفكر ، ونتاج .. يساعد على تقدم المجتمع ونموه . وصلت الجرأة بهذا الفكر المخيم بالعقلية الذكرية لدرجة تجد معها الشباب يلهث بالنظر للمرأة ولو كانت بجوار زوجها وأبنائها ، يعريها في مخيلته و .. .. ، بإختصار ستجد نظرتهم نظرة جنسية بحتة .. نعم إنها الغريزة التي جبلنا عليها .. وترعرعنا معها وتوارددت لنا عبر الزمان والمكان والنقل والتداول والتقديس لأقوال قوم تلك كانت عاداتهم وتقاليدهم . وأتساءل : أليس ما نحن فيه الآن وعليه .. نتاج لإستمرارية تلك النظرة البدوية الصحراوية للمرأة ؟؟ حيث كان لا فائدة منها سوى متعة الرجال في مجتمع خالي من المسئوليات عدا الرعي والبحث عن مصادر المياة والكلأ لأنعامه وإنعامه .. فكانت إحدى أهدافه هي العودة لنسائه للتسرية والتسلية يلاعبها وتلاعبه .. وكبير همه هو الحصول على أكبر عدد منهن تارة بالمقايضة وأخرى بالبيع والشراء وثالثة قسرا ً وقهرا ً وسبيا ً أثناء غارات القبائل على بعضها البعض فينالها كغنيمة بالسبي و بالغصب والإغتصاب والإنتهاب . وإستمرت تلك النظرة .. رغم خجلها وتواريها من نفسها وتوارت داخل العقول.. منظورة حتى الآن لدى مجتمعاتنا .. ورغم التطورالشكلي الملحوظ إلا إنها تظهر وقت الحاجة .
ورغم تتطور الحياة وسبل العيش وبعض السلوكيات إلا أن الخوف من المرأة كونها عار على أهلها حتى تتزوج ليتحول العار لزوجها فيما بعد توليه مسؤوليتها مازال في فكرنا حتى اليوم .. متجاهلين كل مساعي المرأة لإثبات عكس ذلك ومن هنا جاءت مقولة جواز البنت .. سترة
ورغم حصارها المألوف إلا إننا نرى أنه قد تدخل تعليم المرأة وخروجها وإنخراطها في عالم الثقافة والمعرفة في شق كبير من تغيير في الحياة العامة وسلوكيات المجتمع .. وكان له أثرفعال في تعديل أوضاع مجتمعية كثيرة .. وهذا الأمر واضح وضوح الشمس ، ولكننا كعادتنا لم نستغله أحسن الإستغلال .. فبحكم عاداتنا وتقاليدنا كمجتمع ذكوري تجاهلنا مفهوم حرية المرأة خوفا ً من مفهومنا العامي والشعبي التراثي لنقصان عقليتها ودينها كما تعلمنا وتربينا وترعرعنا ونمت ثقافتنا .. وتهيبنا من العار الذي يلاحقها أينما ذهبت .. وعيبنا منطق مساواتها بالرجل .. وإعترضنا بدواعي كثيرة من أهمها دعوى العرض والشرف على خروجها من بيتها .. وكأن المرأة حيوان لا يمكن أن تتحكم في غرائزها .. وباءت كل محاولات المرأة بالفشل في إرضاء المجتمع الذكوري ومحاولة نزع تلك النقيصة منه .. عجيب أمر هذا المجتمع الدولي .. والأعجب منه أمر مجتمعنا الذي يأبي بكل فخر وإعتزاز أن يرى المرأة على صورة إستقلالية .. ويتلذذ بإرغامها ورؤيتها في صورة إزلالية لدرجة إنك تلاحظ من نصائحنا للزوج أن (( يذبح لها القطه )) , وللزوجة (( إربطيه بالعيال )) ، (( وقصقصي ريشه )) و .. و .. والأعجب إنك تجدنا وكأننا ننافق أنفسنا .. وهذا ما تعلمه المرأة جيدا ً بحكم فطرتها .. نطالبها بالإقرار في البيوت ، في نفس الوقت نوافق على خروجها بقيود وشروط في مقابل إستغلال دخلها للإنفاق سدا ً للحاجة والعوز نتغاضى عن ملبسها اللاصق بجسدها في مقابل إرتدئها الحجاب نتعامى عن جهلها في تربية أولادنا في مقابل وجة غذائية وملبس نظيف وليلة في سرير .. .. .. تتعدد أوجه التناقض ولا مجال متسع لسردها .. ولكن في النهاية نقول : أن هناك نقيصة فعلا في فكر المرأة عموما منشأه إهتزاز شخصيتها التي هدمناها بأيدينا وفكرنا .. ولا نلوم إلا أنفسنا لو قارنا وضع المرأة بين الأمم إخلو سبيلها من ذلك الحصار الفكري لنرى أجيال تتقدم بمجتمعنا لتلحق بركب الأمم المتقدمة فكوا قيدها الفكري والمعنوي لتستوي شخصيتها ويعود أثر هذا الإستواء على أبنائنا إنها الـَمدرسة التي لم نحسن إعدادها فبتنا جيل على ما تربى وصار فكرنا على ما توارثناه ولكن .. ما علينا الآن سوى تهذيب وترويض أنفسنا لتقبل المرأة في زيها الثقافي والفكري والعقلي الجديد ، بعيدا ً عن جسدها وشهوانيته .. هذا إن كنا نبغي الحفاظ على المسار الطبيعي لمستقبل أولادنا وأجيالنا القادمة دون تشتت او ضياع كما تنذر به الملامح المرصودة في مجتماعاتنا التي لا تتجه الاّن للمزيد من التطرّف والانغلاق وإلى لقاء آخر محمد عابدين
#محمد_عابدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع العقل - نهايتة توحي بأن -الصورة أصدق أنباء ٍ من الكل
...
-
قيم الغرب الكافر
-
شاركنا رأيك .. تكلم .. إسأل .. حاور .. ناقش .. وافق .. إرفض
-
جنرالات على الورق
-
ثلاثة ألاف وخمسمائة قتيل على الأرض وتحت الأنقاض ينتظرون أن ت
...
-
غزة .. لمن بعد أن ُيفنى كل الغزاويين
-
غزة ..القبر الكبير الذي فتحه الفكر المتطرف
-
الحياة أبدا ً لا تستقم .. والإنسان يعاني أكثر مما يستطيع
-
أبرياء .. ولكن
-
-تشنجات الدين في المجتمع المصري وملامحه -.
-
لماذا تعتبر المرأة ناشزا ً لو كان أمر الزوج الموجب للطاعة مخ
...
-
هل من حق الزوج إكراه زوجته على المعاشرة الجنسية دون رضاها ؟؟
-
هل الحجاب هو تكليف اسلامي من قبل الله سبحانة و تعالى على كل
...
-
هل الحجاب هو تكليف اسلامي من قبل الله سبحانة و تعالى على كل
...
-
سبع شمعات مضيئة في حياة أجيالنا
-
متى نحكم قبضتنا على الإرهاب ؟؟
-
جريمة إغتيال عقولنا على من تقع ؟؟ الراوي أم المروية أم المرد
...
-
لماذا تستهوينا المرويات أكثر من الآيات ؟؟ الجزء الثاني
-
هل يعتبر الإيمان إسلاما أم الإسلام إيمانا ً ؟؟
-
كيف نكون مجتمع سوي .. ونصف تعدادنا تقريبا ً ناقص عقل ودين ؟؟
المزيد.....
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|