غادة عبد المنعم
مفكرة
الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 09:16
المحور:
الادب والفن
الصور تحتال فى تقدمها نحوى..
متمثلة بالأحبة والأعداء، مزيحة من طريقها كل ما يخصنى
وحدها تدارى زهوها وتتقدم، لتملأ رأسى بهزائمها وضجيجها
كوب من القهوة صديقها الوفى
عشرة أكواب من القهوة تحتل جسدى وتوسد للصور طريقا
توهن قلبى وتظهر معدنه الضعيف
تحرق لى ما تركته السنون من بقايا خلايا عصبية وتهىء للجنون مكانا
وأنا مغمورة فى موجة من هلام الصور
الصور.. هذه اللئيمة تحضر نبوئاتها، ناعمة كالخيال، وغائمة رمادية كالظلال
تتقدم بصوت همهمات كالصدى، مقلق، وغير متضح، ولا موثوق به..
لتحذرى فللصورة سطوة قد تقتنصك
أُعيدُ ترتيب محيطى ( صوت العصافير، موسيقى الأخبار، رائحة الصباح..
الحائط المجعد أمامى، وجحيم الظهيرة الذى ينتظرنى بعد حين) ..
***
أحداث وإناس غريبة تقتحم رأسى، علىَّ ألا أستسلم لها
ما جدوى أن أرى هزائم أعدائى، أو سوءآت أحبابى
.. أو آنس باللهو بصورهم المتطايرة فى ذهنى
***
أخاف أن أنام فتجتاح الصور ذهنى وتعيش حياتها المستقلة
جماعات من الصور المجنونة لرجال.. ونساء.. وحوادث غريبة ..
تتصارع لتحيا
اقتليها وانتهى فلست بإلاهة كى تمنحيها الحياة، أوتتمكنى من تدبر فوضاها
***
تعلمين وأنت فى فوضاك تتقدمين بحذر، فى بحر من هدد لعمارات لم تدخليها..
تعلمين أن الحياة إما لك أو لها
أزيحى فنجان القهوة الحادى عشر جانبا، وأبعدى الصور
.. فللصور حتى وهى صرعى.. تموت، سطوة قد تستبيح
***
أعيدى ترتيب محيطك (صوت العصافير، موسيقى الأخبار، ورائحة الصباح
الحائط المجعد أمامك، وجحيم الظهيرة الذى ينتظرك بعد حين)
وأنت تغادرين الصور، اضبطى أطراف ابتسامة خفيفة ، لا تزمى شفتيك تماما، اضفى على وجهك قليلا من مظهر الضياع ؟
#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟