أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - حيوانات وبشر و.. أشباه بشر !! .. رسالة في الأنثروبولجيا














المزيد.....

حيوانات وبشر و.. أشباه بشر !! .. رسالة في الأنثروبولجيا


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 07:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(( الروح تختار مجتمعها الخاص
ثم تطبق الباب ))
الشاعرة أميلي ديكنسون
تتحدث لنا الأنثربولوجيا العضوية عن فروقات حادة بين الإنسان والحيوان في تركيبته المظهرية ( المورفولوجية )، لكن علماء الحياة وخصوصا علماء التطور يؤكدون على التطابق الكبير بين الاثنين من الناحية العضوية مما أدى إلى انتشار مصطلح ( الحيوان الأعلى ) والمقصود به الإنسان كثيرا في الأدبيات الحديثة والتي تضع الإنسان في أعلى قائمة الكتلة الحية على وجه الأرض .. لا أريد هنا مناقشة أصل الحياة وهل هي قادمة من مصادر خارج الكوكب أو من معامل البيبسي كولا في أميركا لكن ما أريد هنا مناقشته وضع الإنسان على هذا الكوكب البائس ، معنى الإنسان الذي صاغ الطبيعة لصالحه ، بعيدا عن معنى كونه قطعان من الماشية تديريها قوى غيبية غير منظورة ، أو قطعان تديريها بوسيلة ما يعرف بالغباء البشري وعدم استعمال العقل أو كما يصفها صديقي (الأستاذ علي ) في رسالة الــ SMS ليلة البارحة بــ ( حين يعجز العقل تبدأ المعجزات بالظهور ) ، صديقي كان محقا جدا لدرجة دفعتني للكتابة ومناقشة تعريف الإنسان بعيدا عن تلك القوى الغيبية أو ثقافة المعجزات التي طغت كثيرا على تاريخنا الطويل ، واعتبار الصرع نعمة إلهية ومفهوم النسب المقدس وغيره .. بعيدا عن كل هذا أريد البحث عن الإنسان في سلة المهملات التي ورثتها من المحيط.. البشر وفرقهم عن الحيوانات بالمقارنة الأثنولوجية ومناقشة فروق أكثر عقلانية وصولا لفهم ما هي الإنسانية كظاهرة ولدت في هذا الكون ..
أعود إلى الأنثربولوجيا العضوية التي تصف الإنسان بميزات خاصة، لا يشاركه فيها إي من الكائنات الحيّة الأخرى، وتتمثّل هذه الصفات في الجوانب التالية:
- انتصاب القامة والسير على قدمين اثنين .
- تركيب الرأس من حيث شكله ومكوّناته .
- تركيب الجسم، من حيث شكله العام ومقاييس أطرافه (الذراعين والساقين) ومدى التناسب مع الأعضاء الأخرى في الجسم .
- محدودية المساحات التي ينبت فيها الشعر، وتحديد أماكن وجودها.
- فترة الطفولة الطويلة، مقابل قصرها عند الكائنات الرئيسة الأخرى (الثدييات) .
النقطة الثانية هي حسب وجهة نظر شخصية هي الرئيسة والمهمة جدا في تصنيف البشر عن الحيوانات ، الدماغ البشري الذي يعتبر تركيب استثنائي رائع والذي ما زال طريق دراسته في أول خطواته وخصوصا فيما يتعلق بالوعي الذي هو انعكاس لتفاعل العمليات الغير مفهومة التي تجري داخل الدماغ مع المحيط والبيئة الخارجية ، الوعي يحمل عدة أشكال منها : الفن والدين والعلم .. الخ .
الحيوان لا يمكن أن يرسم أو يكتب قصيدة أو يؤمن وغيره ، وبهذا يكون الإنسان مميزا بالوعي عن الحيوان ، الحيوان لا يملك وعيا لهذا صار حيوانا والإنسان أنسانا .. الحيوان لا يعزف ولا يرسم ولا يقرأ ولا يفكر والإنسان ككائن أسمى عبارة عن صيرورة متناسقة تجعله متفوقا وحتى في غالب الحين لا يشبه أي من الكائنات الأخرى واتفق هنا مع ليندا دافيدوف التي قالت بأن الوعي ظاهرة غريبة على الكتلة الحية في الأرض .. ولكن هنا فروق أكثر من ما سبق وهي فروق جاءت لتأملات شخصية !!! الإنسانية تعني العطاء وتعني المشاركة وتعني الحب وتعني المشاركة وتعني الابتسامة للغير دون مصلحة وتعني كلمة ( شكرا ) وجملة ( أنا أعتذر ) وجملة ( أسمح لي ) وتعني الموعد وتعني احترام أشارة المرور وتعني النظافة وعدم رمي الأوساخ في الشارع وتعني الأمان ... الخ .
ما يحدث خارج بيتي ..
مع بزوغ القرن الواحد والعشرين تحول المجتمع العربي وأنقلب بشكل كامل و صار ينكر المجتمع الستيني والسبعيني الذي قدم منه ، فأنشلت الحركة الثقافية بالكامل وأغلب دور المكتبات أغلقت وتقلص عدد دور النشر كثيرا ، واختفت المسارح ( وخصوصا في العراق ) ، والموسيقى انقرضت كليا .. الشلل لم يحدث فقط في البنية الفوقية فالهيكل الاجتماعي صار مفككا ومضطرب ، الطلاق وحالات التفكك الأسري والأطفال الغير شرعيين والتشرد وغيرها صارت في قمتها .. البنية التحتية أصابها الخلل هي الأخرى فنسبة الفقر أصابت 60 % من المجتمع العربي ..
لا احد يعرف ماذا حدث ؟؟ ولماذا هذا التحول ؟؟
المجتمع العربي متخلف عقليا وأصاب دماغه الضمور في نوبة سكر حادة !! المجتمع العربي لا يفهم ثقافة كلمة ( شكرا ) والمسامحة مع الآخرين ... الخ .
وهنا أصبح مجتمعنا ينتمي لثقافة الكتلة الحية ، وثقافة الغابة ، ثقافة البقر الكسولة وثقافة الجرذان الفوضوية وثقافة الذئاب التي تفترس الأضعف ..
غاب الإنسان عن مجتمعنا ، غاب للأبد ودون عودة ، الإنسان المنتصب القامة الذي لا ينحني أبدا لطاغية أو دجال أو رغبة حقيرة تجعله يتكاثر دون نظام ، منتجا لصوص وبنات ليل !!!
أوحين يعجز العقل نجد كائن أســـــــــــمه " عربي " !!!
شكرا لكم ..

من قصيدة ( المومس العمياء ) للشاعر بدر شاكر السياب :
قابيل أخف دم الجريمة بالأزاهر والشفوف
وبما يشاء من العطور أو ابتسامات النساء
ومن المتاجر والمقاهي وهي تنبض بالضياء
عمياء كالخفاش في وضح النهار، هي المدينة
والليل زاد لها عماها







#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم ال Gender .. الهورمونات الأنثوية التي صرخت : لا !!!
- رئيس الملائكة ميخائيل يتحدث ؟؟ .. حكاية مزرعة القطط !!
- فرجينيا وولف .. تفاصيل جنسية وتحليل نفسي
- أوراق حب ل ( غايا ) .. قصائد
- ما لم يذكره سلمان رشدي في روايته .. المقال الأبيض !!!
- ما لم يذكره سلمان رشدي في روايته .. الأيات الرحمانية !!!
- الجنس في الجنة .. رؤية أنجيلية
- زواج سعيد على طريقة ماركس .. ما بعد ذئاب التخمة وعناكب الأني ...
- مختارات ضوئية من ماقاله القصيمي !! شاي الساعة الخامسة الرائع
- البخاري والكليني .. حكايات عن الدمى التي صنعت من القش
- من تقويم العار الشرقي .. حين تبيع أم أبنتها !!
- العلاقة بين أردوغان والثعلب ريكس !!!!
- حابل ونابل المجتمع العربي .. صوفيا المريخ تصبح مربية أجيال ! ...
- ( شيلان ) قصائد لأميرة كردية
- ثرموداينمك ألف ليلة وليلة .. هارون الرشيد يعيش للأبد !!!!
- علي بابا الذي سرق ملحمة كلكامش ..
- الله .. من النبي محمد إلى سارتر
- فرويد يصطاد النمور في العراق وعلي الوردي يجمع !!
- أبناء الله وبنات الناس .. تحليل باراسيكولوجي لسفر التكوين
- نهاية العالم وكوكب نيبيرو .. القيامة الصغرى !!!!!!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - حيوانات وبشر و.. أشباه بشر !! .. رسالة في الأنثروبولجيا