أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قصي عبد الرحمن - نيتشه و المسيحية















المزيد.....


نيتشه و المسيحية


قصي عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 05:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



فريدريش نيتشه: الرب على الصليب هو لعنة على الحياة.

1- العمل العظيم أي ذبح الرب:
يتضح تذبذب نيتشه بين الإلحاد الراديكالي و المتحسر في حكايته عن "البشر العظماء":
" ألم تسمعوا عن الإنسان العظيم

الذي أشعل المصباح قبل منتصف النهار المضيء في السوق و من ثم مشى صارخا بلا توقف: أنا أبحث عن الرب! أنا أبحث عن الرب. بين المستمعين كان هناك العديد من غير المؤمنين و لذلك تعالت ضحكات السخرية و توالت التعليقات: "هل ضاع؟؟؟" قال أحدهم. "هل أضاع طريقه كما الطفل الصغير؟؟؟" قال آخر. أو هل هو مختبئ؟؟؟ هل يخاف منا؟ هل سافر بالسفينة؟؟؟هل هاجر؟. كان الإنسان العظيم يقفز بينهم و يخترقهم بنظراته: "أين الرب؟. سأقول لكم! لقد قتلناه. نحن جميعا قتلناه، انتم و أنا. نحن جميعا قتلة الرب. و لكن كيف قمنا بذلك؟؟ كيف نستطيع أن نشرب البحر؟؟؟ من أعطانا الممحاة من اجل أن نمحي الأفق؟ ماذا فعلنا عندما حررنا الأرض من الشمس؟ إلى أين تتحرك هي الآن؟ إلى أين نتحرك؟ ألا نسقط بشكل دائم؟ ألا نخطئ كما عبر اللاشيء اللانهائي؟ ألا يلامسنا المكان الفارغ؟ ألم تزداد البرودة؟ ألا يأتي الليل دائما؟ ألا يجب أن تُضاء المصابيح في منتصف النهار؟" " مات الرب، و سيبقى ميتا. و نحن من قتله. كيف نعزي أنفسنا، بأننا أكبر السفاحين؟ مات تحت سكاكيننا أقدس و أعظم ما كان الكون يملك. من سيمسح الدم عن أيدينا؟ ما هو الماء الذي سيطهرنا؟ ما حفلات الغفران، ما الألعاب الدينية التي يجب أن نخترعها من أن أجل أن نبدو محترمين؟ لم يوجد جريمة أكبر من هذه."

2- الإنسان السوبر كإله بديل:
إثر هذه الجريمة الكبيرة أصبح الإنسان كبيرا حتى أنه كبر على نفسه أي انه أصبح "الإنسان السوبر". بهذا أصبح الإنسان أخيرا مثل الرب. كيف يمكن أن يتحمل وجود من هو أكبر منه. "اذا كان هناك آلهة، كيف سأتحمل أن لا أكون إلها؟ لذلك يجب أن تموت الآلهة من أجل أن يعيش الإنسان السوبر. عندما مات الرب، عاد الإنسان السوبر الى الحياة."
كان الإلحاد منذ عصر التنوير ينطلق من المقولة: الرب مات، من أجل أن يحيا الإنسان، من أجل ان يصبح الإنسان إنسانا، من أجل أن يصبح الإنسان أكثر إنسانية. على خلاف ذلك كان نيتشه ينطلق من المقولة: "الرب مات، من أجل أن يحيا الإنسان السوبر". الإنسان ، بالنسبة لنيتشه، هو مرحلة يجب تجاوزها . ليس الإنسان هو الذي يأخذ مكانا الرب إنما الإنسان السوبر, الذي يضع نفسه فوق البشر العاديين. بكل فخر سيرفع "النبلاء الجدد" أصحاب السلطة فوق "الكثيرين". سيتم تكسير القوانين القديمة و قوانين نيتشه الجديدة هي "كن صلبا". هنا يتم استبدال الأخلاق المسيحية أي محبة الآخر ب أخلاق الصلابة. الجيد هو من يجعلك قويا، السيئ هو ما يجعلك ضعيفا.

3- الرب هو اختراع الضعفاء
الناس الضعفاء الذين لا يستطيعون التغلب على الحياة يخترعون شي فوق بشري من أجل أن يساعدهم. "يضعون جنونهم في كل ثقب، مالئ الثقوب، الذي يسمونه: الرب". الدين هو الإحساس بالضعف, "الإيمان ينتشر هناك حيث هناك حاجة له، حيث تنقص الإرادة: لأن الإرادة هي إطلاق الأوامر و هي الدليل الواضح على العظمة و القوة. أي كلما قلت الأوامر التي يعطيها الشخص، كلما كان احتياجه كبيرا لمن يعطي الأوامر (بغض النظر ان كان من يعطي الأوامر الرب، أو الحكم، أو الطبيب أو الدين، أو الكاهن أو الحزب). الدين هو "مرض الإرادة".

4- المسيحية ك مؤامرة ضد الحياة:
الإنسان السوبر هو الإنسان الذي يملك إرادة حياة قوية. نيتشه يضع الحياة كبديل عن الرب. "تم اختراع الرب كمصطلح مضاد لمصطلح الحياة، أي انه يعني "التخلي" و "مناقضة" الحياة. لأن الرب هو شي مضاد لا يتمنى الحياة للبشر. "الشرقي المدمن على الشرف في السماء" (أي الرب) يطلب من البشر "أن يصغروا أمامه، أن يفقدوا كرامتهم، أن يعفروا أنفسهم بالتراب". "اللحس الديني المتملق" و "التملق و المداهنة" هم مميزات هذا الرب، "رب الجموع". هذا الرب لا يرضى حوله من الكائنات إلا الضعفاء، القبيحين و الذين لا حيل لهم. أما الأقوياء و الجميلين و البشر الواقفين على أرجلهم فهم بالنسبة له شيء مخيف.و لكن ألم يذهب هذا الرب إلى الصليب من أجل أن يعاني و يتألم؟ طبعا و لكن هذا شيء سيء جدا.
هذا الرب المصلوب كان يولد لدى نيتشه شعور الكره و المقت لأن الصلب هو التعبير المسيحي عن كرهه و عدوانيته للحياة. "الرب على الصليب هو لعنة على الحياة" و لذلك كان نيتشه يرى صلب يسوع ك "مؤامرة ضد الحياة" لذلك كانت المسيحية بالنسبة له"نقيض الحياة و عدو لها" و المسيحية منذ بدايتها هي قرف و حقد ضد الحياة و لكنها مختبئة تحت ستار الحياة الأفضل.
لذلك كانت الحياة بالنسبة ل نيتشه هي الحياة الأرضية فقط أما وهم الحياة في عالم ما بعد الموت فهي فقط ما يستطيع التعب من الحياة الأرضية أن يخلقه. "كونوا مخلصين للأرض و لا تصدقوا أولئك الذين يتحدثون لكم عن الأمل بحياة فوق أرضية! أولئك هم من يصنعون السموم..."
المرضى و الأغبياء هم الوحيدين الذين يستطيعون أن يختلقوا حكاية الرب المصلوب. كان سيئا جدا بالنسبة للأصحاء و الأقوياء أن يكونوا قرابة 2000 سنة محكومين من قبل المرضى و الضعفاء.
من الواضح أن نيتشه لم يبخل على المسيحية بالشتائم و المسبات لأنه كان يعتقد أنها مؤامرة على الحياة.

5- ما هي الحياة؟
جواب نيتشه على هذا السؤال متنوع. الحياة هي منبع الرغبة، و هي تتمثل في الحماسة و الرغبة القوية، من الرغبة الجنسية إلة التغلب على الضعف و الضعفاء. الأساسي في الحياة هو "الرغبة في السلطة"، هنا تكمن البداية في فهم الحياة بأنها لا تحتوي على العدل أصلا. "لو كان يسوع بقي حيا و لو أنه تعلم حب الأرض، و الضحك أيضا ...." و لكن طالما أن يسوع ذهب إلى الصليب لذلك يجب وضع طريقة حياة ضدمسيحية تعاكس هذه الفكرة.

6- الإله المجهول
إضافة إلى الإنسان السوبر وضع نيتشه أفكارا أخرى تأخذ مكان الرب و منها القضاء و القدر.
رغم ذلك أعتقد أن إلحاد نيتشه لم يكن واضحا تماما لأنه على ما يبدو كان من خلال كرهه وحقده على المسيحية و من خلال كرهه ليسوع كان يبحث عن دين آخر و هذا ما نراه بشكل أساسي في كلامه إلى الرب المجهول "الذي لا يمكن تسميته، المختبئ، ... الصياد المتوحش، أيها الإله المجهول .... أنت لا تريد أن تقتل أو تذبح، إنما تريد التعذيب و التنكيل.




#قصي_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس ...
- مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء ...
- عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي ...
- بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر ...
- أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
- موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب ...
- مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
- تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا ...
- رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قصي عبد الرحمن - نيتشه و المسيحية