أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم محسن نجم العبوده - الاستهلاك الأعمى :














المزيد.....

الاستهلاك الأعمى :


سليم محسن نجم العبوده

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستهلاك الأعمى :
بسم الله الرحمن الرحيم (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق .. ) صدق الله العظيم ..ان أفضل مثل يمكن ان يساق لوصف ( الاستهلاك الأعمى ) هوا استهلاك أسراب الجراد لحقل اخضر غض فلو فرضنا جدلا ان الكرة الأرضية خالية من بساتين أخرى فان حياة أسراب الجراد تلك ستكون مرهونة بمدى مطاولة البستان على تقديم مزيدا من الأوراق الخضراء للمستهلكين الشرهين .. و هذا يعني ان سقف حياة تلك الأسراب مرهون بشكل قطعي بنهاية الرقعة الخضراء لذلك البستان .
في الجانب الآخر ممكن ان نذكر " النحل " كمستهلك مسئول أي انه لا يستهلك ليأكل بقدر كونه يستهلك كي ينتج و لذلك فان حياة أسراب النحل لا تكون مرهونة بالضرورة بنفاذ مصادر التمويل الغذائي كونها قد كونت مخازن إستراتيجية تمدها بالغذاء في داخل خلاياها فيما لو ان مصادر الغذاء الطبيعية قد نفذت .. بعكس "الجراد " ..
في حين ان هناك مخلوق أخر اضئل من الجراد والنحل لكنه مسك بالعصي من المنتصف فهوا لا يستهلك بشكل أعمى مثل الجراد و في نفس الوقت هوا ليس منتج كما النحل لكنه استطاع ان يقوم بعمل خدمي يقدم من خلاله الخدمات للآخرين كي يكسب قوته بعرق جبينه وهذا ينطبق تماما على الظاهرة التكافلية بين " النمل " و حشرة " المن " ..
ان الأمثلة الثلاث السابقة تتحدث عن الجدلية التي تقول : ( هل ان الإنسان يأكل ليعيش ام يعيش ليأكل ..) ..
اذا ما أردنا ان نعمل إسقاطات على ما ذكرناه سابقا لوجدنا ان ( الجراد ) ممثل بالصومال واريتريا و موريتانيا و كثير من الدول لا أقول النامية لكن الأدق ان نقول (دول العالم الثالث ) و منها مع كل الأسف " الشعب العراقي " الذي حول كما يقول نزار قباني .. "عندما تصير امة بأسرها ماشية .. تعلف في زريبة السلطان .." .. شعوب استهلكت مواردها فتحولت الى صحاري وبلاد مجاعة و وباء و هذا ما يمربه الشعب العراقي مجرد استنزاف للموارد وإهمال للقدرات وانعدام تنمية فنحن في طريقنا الى التصحر الكامل في كل قطاعاتنا بدون تحديد او حصر على الإطلاق ..
في حين تجد "النحل " ممثلا بالشعب الصيني و كثير من شعوب جنوب شرق آسيا بلدان فقيرة لكنها تأكل كي تعيش لتعمل وتبني و تستمر فهي حقا شعوب تستحق الحياة والثناء وان ترفع لها القبعات تقديرا و أعجاب ..
اما شعوب " النملة " فهي تلك التي لا تمتلك موارد كافية الا أنها تمتلك الجمال فحولت بلدانها الى قبلة استجمام وجمال مثل سويسرا و لبنان و غيرها في حين هناك دول تمتلك موارد ضخمة لكنها موارد مهددة بالنفاذ فعملت على استثمار مواردها بالصناعة والسياحة لخلق موارد لأجيالها القادمة كي تستمر شعوبها بالحياة و للعطاء بكرامة و هذه الدول مثل دول الخليج خصوصا " الأمارات العربية المتحدة " التي ضربت نموذجا معاصرا يحتذى به ..
مما تقدم يمكن ان نستخلص ان الشعوب هي التي تحدد شكل الحياة التي تتلاءم معها و ذلك من خلال وعيها الكامل بقدراتها البيئية والجغرافية والإنسانية من خلال صهر كل تلك المعطيات ببودقة واحدة نتاجها استخلاص سبل المعيشة الممكنة ..
فكل إنسان ممكن ان يكون (عالة) كالجراد او (منتج ) مثل النحل او (متكافلا ) مثل النمل وحشرة المن .. يقول سبحانه وتعالى (و لقد كرمنا بني ادم و حملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) .. لكن على ما يبدو أننا لم نعي حقيقة خلقنا و أسباب خلقنا خصوصا وان الفكر الأيدلوجي للدين أصبح ينصب على مسألة واحدة أصبحت هي الجوهر والمحور الا وهي ان الإنسان مذنب خاطئ وان الله سوف يعاقبه لا محال متناسين مسألة مهمة ألا وهي أن الله رؤوف رحيم و ان عذابنا سوف لن يزيد الله شيئا .
لكن لا يسعني في الختام ألا ان اذكر المختصر الرائع للخليفة "أبو بكر الصديق " رضي الله عنه ..عندما وصف فلسفة الدين والعبادة بقولة :( من تعبد فهوا عامل ومن عمل فهوا عابد ) ..



#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الإستراتيجية العربية :
- - رواندا - نموذج المصالحة الوطنية :
- أصفاد التنمية الروسية و النموذج الصيني :
- المصالحة والحيود
- حل الدولتين بعيون إسرائيلية
- سياسة العزل والاحتواء الأمريكي
- دعك من السياسة
- الدولة الفلسطينية و أراضي 2009
- القرابين .. والمفخخات الاستباقية .. !
- عقل المجتمع
- أزمتنا مع الكويتية .. إفلاس دعائي
- العرف فوق القانون والديمقراطية العرجاء :
- محكمة المراجعات الدستورية العليا
- -الزنا- بين العرف والقانون
- اوباما خطاب القاهرة ما بين الكاريزما والمضمون :
- العرف فوق القانون والديمقراطية عرجاء :
- القومية البترولية في الفكر الامبريالي
- انفراط العُقد الأمريكي
- المالكي رجل دولة أم رجل دعاية
- اوباما و سياسة الانسحاب والتعويض


المزيد.....




- كييف.. على دقات ساعة موسكو وواشنطن
- رغم الحرب والحصار.. خان يونس تتشبث بالحياة
- -سأقتل نفسي قبل أن أعود إليهم-... محاولة هروب يائسة لضحايا ش ...
- حماس تعلن فقدان الاتصال مع محتجزي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ...
- قطر وروسيا.. تعزيز التعاون إقليميا ودوليا
- ناشطون لبنانيون يرسلون 6 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى دو ...
- البيت الأبيض: كرة الرسوم الجمركية في ملعب الصين
- هل تتجه علاقات الجزائر وفرنسا للقطيعة؟
- موسكو: غالبية أوروبا تعارض نشر قوات سلام
- أزمة صاعدة بين حكومة نتنياهو والشاباك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم محسن نجم العبوده - الاستهلاك الأعمى :