يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أحلام وأمنيات، طموحات وتمنيات، آمال وتطلعات، كلها تصطدم بواقع مرير مليء بالتعقيدات، متشبث بالعادات، متجذر بالتقاليد، مستسلم للتحديات، بعيد عن الديانات، ذو تسويف في العلاقات، متأخر عن الحضارات، هذه هو واقعنا الذي نعيش، وبكل أسف نقف كلنا أمامه عاجزين، لا نقوى حتى على رفض المعطيات، لأنه متغلغل فينا، مسيطر على عقولنا، مقيد مشاعرنا وعواطفنا، مما حذا به الى أن أنسانا كلام الله "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، أصبحنا بعيدين كل البعد عن هذا، أو بالأصح متجاهلين لمعناه، متناسين لتفاسيره، والنتيجة هي ما نحن فيه، والقادم أعظم أن أستمر الحال على ما هو عليه.
لا يكفينا ما نكابده من عناء الحياة والتزاماتها، لا يكفينا ما نتجرع مرارته يومياً ويقيد حريتنا، لا يكفينا الاحتلال، لا بل أصبحنا نبحث عما يحول حياتنا لما هو أكثر تعقيداً، وكأننا مللنا عيش الرفاهية والتقدم، لذا أصبحنا نبحث عن المغامرات، عن التحديات والمعيقات كي نثبت لأنفسنا أولاً وللعالم بأكمله ثانياً أننا شعب عظيم، قادر على إجتياز الصعاب.
هذا هو حالنا انقسامات وتشرذمات، إئتلافات وتحالفات لا تغني ولا تسمن من جوع، لسنا من أهل يد الله مع يد الجماعة، نخلق لأنفسنا مبررات ونتوه في مجريات وأروقة الحوارات، نضع شروط وخطابات، نفتش عن المعيقات ونقيد الحريات ونضطهد الكوفيات، نلوح بالمقاطعات وتثبيت المجريات، هكذا أصبحنا نحن، أصبح هدفنا من يصمد أكثر ليس في وجه الاحتلال، لا بل في وجه أخيه وأبن عمه، هذه هي مهمة أقدم شعب رزح تحت الاحتلال الآن.
يجب العودة إلى عقولنا، إلى رشدنا، إلى ما تمليه علينا ضمائرنا، لا بد من رجوع المياه إلى مجاريها، لا بد من تقليص سقف التطلعات الفئوية، والقبول بمبدأ التنازلات الحقيقة، لا بد من إرجاع الحقوق إلى أصحابها، لا بد من أن يقول الشعب كلمته في انتخابات حرة نزيهة، يجب الامتثال لكلمته وطاعة أوامره، بصفته صاحب الحق، علينا الابتعاد عن الحكم بالحديد والنار لان عواقبه وخيمة تحرق الأخضر واليابس، لا نريد الوصول إلى هذا الوضع، فلنعد إلى صوابنا، ولنتوجه صوب السماء بقلوب نقية، ولنتسامح جميعاً علنا نبلغ الرضاء.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟