أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - المرأة وقسوة البداوة والقوانين














المزيد.....

المرأة وقسوة البداوة والقوانين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2715 - 2009 / 7 / 22 - 06:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إذن الخلاف كبيرفي مسألة القوانين الوضعية والسماوية بين الدين الإسلامي وبين الديانة المسيحية , فالموضوع خطير جداً , قد يؤدي إلى قطع يد السارق , وحرمان المرأة من الحرية والتنمية السياسية والفكرية والإجتماعية وحرمانها من الإرتماء أو الجلوس خلف مقود قيادة السيارة, هذا في الديانة الإسلامية .
ولكن لماذا؟
لأن الديانة الإسلامية نشأت في مجتمع بدوي حياته قاسية من كل الوجوه , فهو يجد صعوبة في الماء , وصعوبة في كسب لقمة خبزه , وهو يلجأ إلى القرصنة الصحراوية من أجل تحصيل لقمة خبزه , لذلك من هذه الناحية هو كريم لأنه لا يكرمُ من جيبه الخاص, وهو أيضاً شديد الإنتقام من البدوي الآخر الذي يسرقه , فيقطع يده , فهو يشعر بالتعب وبالإرهاق حين يحصل على معاشه اليومي , لذلك إذا جاء أحد وسرقه منه , فإنه من المستحيل عليه أن يجد بديلاً عنه في يوم وليلة أو في لحظة جوعه , فقد يموت البدوي في الصحراء إذا أقدمَ أحدٌ على سرقة راحلته ,. لذلك إستن شريعة قاسية في تجريم المنتهك لأكله وشربه وماءه , حتى غدى ذلك التجريم والعقوبة سنة سماوية مع بداية المد الإسلامي .
واليوم لا يريد أحد أن يفهم هذا الموضوع وإنه من اضروري تعديل قوانين التجريم وخصوصاً العقوبات الشديدة مثل قطع يد السارق ورجم الزاني والزانية , فهذه قوانين تنتهك فيها حقوق الإنسان , المرأة الزانية من الممكن تزويجها من الذي زنت معه , أو أن تكون هنالك عقوبة على الخيانة الزوجية غير تلك المتعلقة بالرجم, وأن تكون هنالك عقوبة للسارق , ولكن غير قطع اليد , ولا حتى قطع الإصبع , ولا حتى قص الشَعُرْ.

وهذه الظاهرة ما زالت إلى اليوم تأخذ مجرى غير طبيعي في قوانين وأنظمة ودساتير الدولة الوهابية , التي ورثت قوانينها من الصحراء الجافة .
هذا خلاف بين الصحراء والبداوة وبين الفلاحين والأراضي الحمراء الزراعية أراضي السريان في فلسطين وبلاد أو عموم بلاد الشام التي خرجت منها المسيحية , من صلب مجتمع زراعي يحترم المرأة ويقدر مشاعرها , لدرجة أنها ولدت المسيح الرب , فالمسيح الرب جاء من المرأة العذراء مريم البتول , تلك المرأة التي عاشت في مجتمع يحترم المرأة في الهياكل الكنسية ,لم يكن يشعر أهل الناصرة أو أهل المسيح وأتباعه بضرورة إيجاد قوانين قاسية على البشر , بل أوجد ضرورة في تخفيف العقوبة على المجرم , نظراً لأن المجرم وهو يرتكبُ جريمته كان يفكر أنه لن يكشف ولن يعرف, ولن تقع بحقه العقوبة , لذلك جاءت القوانين هادئة وناعمة , وليس فيها غلظة نظراً لخلو مجتمع المسيح من الحياة القاسية .

هذا خلاف بين دين زراعي وثقافة زراعية من جهة ومن جهة أخرى بين ثقافة رعوية تقتصر حياتها على الضروري والواقعي وتكره وتعادي الرومنسية لأنها تستكثر على البدوي أن ينعم برفاهية فالرفاهية في المجتمع البدوي تقتل بالبدوي بداوته وتغير مجرى حياته فينسى في غمرة سروره أنه بدوي خشن , فالبدوي بحاجة للقسوة لكي يكسب لقمة خبزه , لهذا حياة البدوي وتشريعاته قاسية والقوانين التي تحكمه فيها غلظة , وهو لا يثور عليها , بل يؤيدها قطعياً, ولهذا المسلم واليهودي مسلوبي الرومنسية تطغى على جوانب الحياة القاسية وتحيلها إلى نعومة وسعادة تتلاشا بها القيم الرومنسية .

لاحظوا معي على مستوى المهن اليدوية والتي تتطلب رجولة وخشونة , لاحظوا معي كيف أن أصحابها الفنيين لا يحبون أن تنعم أيديهم أو وجوههم نظراً لأن مهنتهم تتطلب الخشونة , ولا حظوا معي كيف البدوي يسمي أبناءه بأسماء ثقيلة على السمع , من أجل إخافة عدوه , وترهيبه منه , بعكس الفلاح والمهني ,وحتى اليوم مازال الناس يعتبرون القسوة والخشوتة من مظاهر الرجولة , فالمهني الذي يعمل في الحرير وفي أمور أخرى أصابعه ناعمة , وكبائع نوفيتيه مثلاً , أي محل بيع ملابس دائماً ما يحافظ على نعومته , فالمهنة وطبيعتها طبعت الشخصية.

لهذا السبب البدومع النساء غليظي القلوب والقوانين , فلا تستطيع المرأة الحديثة أن تنعم بحياة المساواة والتعددية , وهي تعيش في مجتمع كل أفراده قساة القلوب .
حتى الرومنسية بين الرجل والمرأة مفقودة في الحياة الجنسية بين الرجل والمرأة والحب في المجتمع البدوي هو حب عذري معذب للنفس , وهو لا يطمح إلى الوصول إلى طريق مفتوحة مع المرأة , وإنما يفضل الحب العذري أن يبقى رهين المحبسين يعذب نفسه ويعذب صاحبه , وهو يفتخر بأنه عذري شريف , وهذا الشرف منبثق عن حب الحرمان من الطرف الآخر .
وصلة العشاق ببعضهم عيب أخلاقي ولا يجوز التفوه بإسم المعشوقة وإذا تفوه البدوي بإسم معشوقته, يفقدهو وهي حقهم بالزواج .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو كان شكسبير فعلاً عربيا؟!
- مشاكل الناشطات النسويات
- 90% من المسؤولين العرب جواسيس
- ماذا تعرف عن الشيوعية1
- نفاق إجتماعي 1
- زوج مطيع لزوجته
- رسالة حب ليست للنشر
- المرأة متميزة عن الرجل بالعاطفة والحب الكبيرين
- قاطعوا الدول الإسلامية
- حوار ممل يومي بين الناس
- أصل عقد الزواج
- مهنتي
- مساواة الذكر مع الأنثى؟ أم مساواة الأنثى مع الذكر؟
- ديموغرافية السكان وإنعكاساتها على المرأة والرجل
- المساواة بين المرأة والرجل وشروط التأنيث الجديدة
- مراحل نمو الرجل المسلم
- حبيبتي قمة باردة
- فلسفة الموت واللذة والألم 2
- كيف يموت ُ العظماءْ!؟1
- الفتح الإسلامي1


المزيد.....




- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - المرأة وقسوة البداوة والقوانين