|
لماذا لا تُنتقد المسيحية مثلما يُنتقد الاسلام.؟
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الدول الديمقراطية العلمانية لا يُنتقد الهندوسي على تقديس البقرة ولا البوذي على سجوده لصنم ولا المسلم على السفر للدوارن حول حجر اصم ولا يهودي على نطح رأسه بحائط ندبة وندما وحسرة وتضرعا. واذا كان القانون والدستور ينصان على حرية الاعتقاد ويكفلان حماية هذه الحرية، فانهما، اي القانون والدستور لا يجيزان ان تكون الاديان منابر سياسية وابواق اعلامية ومراكز عدوانية لقلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة وفرض الحكم الديني باسم الله على الناس ولا انتهاك الدستور باعتبار ان النصف الثاني من المجتمع اي النساء ناقصات عقول وقاصرات عن ادارة شؤونهن ليس جديرات بالثقة ولا اهلا الا للفراش.. لقد تحول الاسلام من دين يدعو الى عبادة الله وفق طرق وشعائر تعبدية وطقوس دينية الى مشاريع عمل سياسي للاستيلاء على السلطة باي طريقة ووسيلة، وتجاوز حتى حدود العمل السياسي واصبح سيفا مسلطا على رقاب الناس فيحدد لهم تصرفاتهم ويعيب عليهم اخلاقهم وينتقد طريقة لبسهم واكلهم وهواياتهم ويعمل على انزال الحدود الوحشية الدينية من رجم بالحجارة حتى الموت وقطع الايادي والرقاب بالسيف وجلد الظهور بالكرابيج والعصي والزام النساء بالجلوس في البيوت واشاعة الخرافات التي تتعارض تعارضا كليا مع العلوم الحديثة ونشر تعاليم الحقد والبغض بين الناس باتباع مبدا الولاء والبراء واحتقار اتباع الديانات الاخرى. لو بقى الاسلام في محراب العبادة، ولم يخرج من المسجد الى صالونات السياسة، لو اكتفى بالتضرع الى الله وعبادته ولم يتحول الى تعاليم سياسية، لو اكتفى رجاله بالوعظ والارشاد وتركوا هجاء الناس باقذع الكلمات والنعوت، لو انهم نشر اتباعه الحب والتسامح والعفو والرحمة بين الناس بدلا عن روح الانتقام والبغضاء والتشفي بما يصيب الناس من كوارث على انها انتقاما الهيا لسوء اعمالهم ولانهم لم ينقلبوا على ديانتهم ويصبحوا مسلمين ، لما انتقد الاسلام اي كاتب ولا بحث عن اخطاؤه اى متتبع ومهتم ولا عراه اي مفكر. فالاديان من حيث الفكرة الاساسية متساوية، جميعها، تقريبا، ترجع منشأ الكون الى خالق، وتنص على عبادته واطاعة تعليماته... فالمسيحيون المؤمنون مثلهم مثل اليهود والمسلمون المؤمنون لا يحبذون الالحاد بالله ولا يستسيغون تصغير كلمته وعصيان اوامره. فما الذي يجعلنا ننتقد الدين الاسلامي وليس الدين المسيحي او اليهودي او اي دين اخر.؟ تتخذ الاحزاب الاسلامية من الدين تعليمات وشعارات سياسية، فهي تصور ان حكمها هو حكم الله وكلمتها هي كلمة الله، دستورها القرآن وهو كلام الله وشريعتها السنة وهي اعمال رسول الله. فبأسم الله يحاول مجموعة من الحزبيين الاسلاميين المحتاليين الاستيلاء على السلطة والتحكم برقاب الناس التي، ولكثرة اعلام التخلف والنفاق العرباني تحولت الى قطعان من خراف يسوقها ؤجل الدين بعصاه فتتبعه دون وعي ولا ادراك الى حيث يشاء طائعة لاوامر لا يقبلها العقل السليم ولا المنطق القويم. لم يشكل المسيحيون احزابا تدعوا للاستيلاء على السلطة وللحكم باسم الرب، ولم يعيبوا على الناس اخلاقهم ولا تصرفاتهم ولم يدعوا الى انزال عقاب الله بهم، فهم في كنائسهم وفي معابدهم يدعون الى الحب والسماح وترك الاحقاد والبغضاء جانبا. لا نسمع قساوستهم في الكنائس ولا في الاذاعات المسموعة والمرئية يدعون الى الله ان يبيد المسلمين او اليهود او الهندوس بددا و لا يترك منهم احدا و يحصيهم عددا مثلما يفعل المسلمون في خطب الجمعة وخاصة الوهابيين الدمويين منهم. حتى في كنائس الدول الاوربية، وعندما لا يمنح المسلمون حق اللجوء، ويهددون بالترحيل فانهم يلجئون الى الكنائس ليجدون ملاذا ومساعدة وعطفا وتعاطفا معهم من قبل المؤمنين المسيحين. فاين هذا من الجوامع والمساجد الاسلامية في العراق وفي باكستان وفي افغانستان التي تحولت الى مذابح لذبح الانسان.!
في منطقة الشرق الاوسط، حيث الدين الاسلامي يحتكر عبادة الله بطرقه التعبدية التي نزلت على نبيه، في هذه المناطق وبفضل سياسات الاحتكار والمضايقة والتهديد الاسلامية، بفضل سياسة الاغراء والاغواء والتخويف، تحولت الديانات الاخرى الى اقليات دينية لها ملامح قومية للحفاظ على ما تبقى منها من الضياع والتلاشي وسط معمعة التوحش الاسلامي، في هذه الدول التي تستند دساتيرها ويعتمد حكامها الدكتاتوريون على ايات من القرآن، ويحد رجال الدين الاسلاميون سيوفهم لاجهاز على البقية الباقية من اتباع الديانات الاخرى، يتحول اي انتقاد للمسيحية او اليزيدية او اليهودية او الصابئية الى تحريض ودعوة لممارسة العنف ضد اتباع هذه الديانات.. تحت اي مظلة كانت، اكانت علمانية او لبرالية او ديمقراطية، يتحول اي نقد او انتقاد ضد الديانات الاخرى الى مجرى عدواني يجد طريقه ليصب في نهر الحقد الاسلامي المتطرف ضد اتباع الديانات الاخرى. افلا يكفي هذا الكم الهائل من فضائيات التكفير واهانة غير المسلمين حتى يعتقد البعض بانه يجب انتقاد المسيحية مثلما ينتقد الاسلام.؟ الا يكفي ان يثقف رجال الدين الاسلاميون المسلمين بان المسيحيين واليهود وبقية اتباع الديانات الاخرى كفار ومن اهل النار.؟ لا ينتقد الدين كونه دينا او فكرا..يُنتقد الدين اذا مال وانحرف عن جادته واصبح تعليمات عامة وفروض قسرية وليس حرية شخصية للانسان الحق ان يتبعها او يهجرها يلعنها او يقدسها.
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العيب الانساني والحرام الاسلامي
-
الاجدر بالنقاش همجية احكام الاسلام وليس لغة القرآن.
-
الكذب في سبيل الله!!
-
الاسلام السياسي العراقي والدرس الايراني.
-
اذا كان من حقك ان تؤمن اليس من حقي ان اكفر؟
-
شيعة علي وشيعة المذهب
-
الاية التي قصمت ظهر الاسلاميين.
-
الاسلاميون والخمرة.
-
النكاح الاسلامي والزواج المدني.
-
هذا النائب لا يملك بيتا!!
-
اين هي اخلاق الاسلام الحنيف يا عمارالحكيم!!
-
الاسلام حمال اوجه
-
الفتوى الشلتوتية بين الشيعة والقرضاوية.
-
برلمانيات الكوتا والعشائر والديمقراطية
-
الا يجب حماية الاطفال من خطر الاسلاميين.؟
-
خوجة علي ملة علي!!!
-
المطلوب اعادة تسعيرة كبار المسؤولين
-
مقارنة لموقفين العراق وغزة
-
التقية السياسة والشعوب العربية والاسلامية.
-
الازدواجية في عقلية السياسي والمثقف العراقي
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|